غادة عبد الرازق: «حدوتة مُرة» نقلة جديدة بمسيرتي الفنية

الفنانة المصرية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تأذت كثيراً من العرض الحصري لأعمالها

غادة عبد الرازق
غادة عبد الرازق
TT

غادة عبد الرازق: «حدوتة مُرة» نقلة جديدة بمسيرتي الفنية

غادة عبد الرازق
غادة عبد الرازق

حجزت الفنانة المصرية غادة عبد الرازق مكاناً مميزاً لنفسها بالدراما الرمضانية في السنوات الأخيرة، بعد تقديمها شخصيات وأدوارا متنوعة حازت إعجاب المشاهدين. وفي المارثون الجاري تشارك غادة بمسلسل «حدوتة مُرة»، عبر شخصية جديدة، تتسم بالجمود، تشهد حياتها صعوداً من القاع إلى القمة.
عبد الرازق كشفت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أنها تضررت كثيراً من العروض الحصرية لمسلسلاتها في السنوات الماضية، وأوضحت أن شخصية «مُرة» التي تجسدها لا تشبه شخصيتها الحقيقة. كما عبرت عن امتنانها للفنانة أنغام بعد تنازلها عن أجر غناء تتر المسلسل.
> في البداية ما الذي حمسك لخوض بطولة مسلسل «حدوتة مُرة»؟
- خلال مسيرتي الفنية الطويلة التي تمتد لأكثر من 20 عاماً، لم أقدم من قبل دور الفلاّحة، كما أنني لم ألعب من قبل دور شخصية بها رحلات صعود من القاع إلى القمة، أو الصعود من الفقر إلى الغنى الفاحش، كما يشهد المسلسل أيضاً تغيرات زمنية مختلفة... البداية كانت عام 1992 ثم انتقلنا إلى فترة زمنية لعام 2009. وهذه التنقلات جديدة ومختلفة على المشاهد المصري والعربي، وأتمنى أن يكون المسلسل مع نهاية عرضه قد نال رضا الجمهور لأنني أراه نقلة حقيقية في مسيرتي الفنية.
> وما هي أبرز الصعوبات التي تعرضت لها خلال تصوير المسلسل؟
- أعتقد أن العائق الوحيد هو أننا بدأنا تصوير المسلسل في وقت متأخر قبل بداية شهر رمضان بأيام قليلة، وبالتالي سنضطر أن نكمل تصويره حتى منتصف الشهر الكريم. وبشكل عام فإنه لم توجد أي مشكلات تذكر خلال تصوير العمل، بالعكس كواليس التصوير أكثر من رائعة وجميعنا سعداء بالعمل.
> بعض المتابعين قالوا إن هناك ثمة تشابها بين شخصية غادة عبد الرازق الحقيقية وشخصية «مُرة» التي تجسديها بالمسلسل؟
- إطلاقا... لا يوجد أي تشابه بين الشخصيتين، لأنني في الحقيقة إنسانة عاطفية للغاية ورومانسية وأتأثر بعوامل الحياة المختلفة، فتجدني أبكي وأضحك في مواقف مختلفة، ويظهر على وجهي التعبيرات التي أريد أن يراها الشخص الذي يجلس أمامي، أما شخصية (مُرة) فهي امرأة صعبة وقوية بشكل كبير، ولا يظهر عليها أي ملامح، وهي أول شخصية أقدمها في حياتي من هذا النوع، فأنا قدمت خلال مسيرتي الفنية عشرات الشخصيات ما بين الرومانسية والفقيرة والغنية وزوجة شخصية مهمة، ولكني لم أقدم تلك النوعية من السيدات اللاتي يتصفن بالجمود.
> لماذا تهتمين بإشراك مجموعة كبيرة من الشباب في مسلسلك؟
- جيل الفنانين الصاعد من الأجيال المتميزة، والذين لا بد من مساعدتهم، والوقوف بجوارهم، لكي يتعلموا من خبرتنا في عالم الدراما، فنحن أجيال نسلم بعضنا البعض، فأنا مثلاً وجدت من يعلمني، ودوري الآن هو تعليم الجيل الجديد، وأتمنى أن أرى هؤلاء الشباب في أحسن حال ونجوما في دراما رمضان 2020.
> المسلسل من تأليف وإخراج شبان ليس لديهم خبرة كبيرة في عالم الدراما التلفزيونية... ألم يقلقك ذلك؟
- جميعنا كنا في ذلك الوضع في يوم من الأيام، وما يهمني في النهاية هو جودة العمل، وقدرة الشخص الذي أعمل معه على أن يدفعني للنجاح، فقصة العمل حينما عرضت علي وجدتها رائعة للغاية وأحببتها كثيراً، وجلست وقتها مع المؤلف ووضعنا خطة العمل على القصة وقدم لي في النهاية معالجة للمسلسل واتفقنا عليها، أما المخرجة ياسمين أحمد، فكان لديها أعمال سابقة ورشحها أحد المنتجين، وأعجبت بطريقة عملها جداً، لا سيما أنها كانت مساعدة لمخرجين كبار لديهم أسماؤهم في عالم الإخراج، والحمد لله كل ردود الأفعال التي جاءتني حول التأليف والإخراج كانت أكثر من رائعة.
> وكيف تقيمين تجربة عرض المسلسل على أكثر من منصة بعدما كانت تعرض أعمالك في السنوات الأخيرة بشكل حصري؟
- ما يهم أي فنان من فكرة العرض المتعدد، أو العرض الحصري، هو أن يعرض عمله بشكل جيد ويتلقى ردود أفعال جيدة من المشاهدين، ولكني خلال السنوات الماضية كانت لدي مسلسلات تعرض بشكل حصري، وللأسف لم يُقبل عليها الجمهور بشكل جيد، ولم أكن وقتها راضية عن نسب المشاهدة، لذلك أستطيع القول بأنني تأذيت من العرض الحصري. ومسلسلي في الموسم الجاري، يعرض على عدة قنوات مصرية وعربية كبيرة ومهمة، يتابعها أغلبية الشعب المصري بالإضافة إلى المشاهدين العرب.
> ما تقييمك للمنافسة في السباق الدرامي الرمضاني لهذا العام؟
- المنافسة الرمضانية الدرامية قوية للغاية كل عام، وفي الموسم الجاري هناك أعمال جيدة ورائعة، وأعتقد أن المشاهد سيكون في حيرة كبيرة عندما يقرر متابعة الأعمال، فأنا أحب متابعة مسلسل «ولد الغلابة» للفنان أحمد السقا، الذي أستمتع بأدائه لشخصية الرجل الصعيدي، كما أتابع بشكل غير منتظم مسلسل «زلزال»، للفنان محمد رمضان، و«قابيل» للفنان محمد ممدوح والفنانة أمينة خليل.
> وما حقيقة تنازل الفنانة أنغام عن أجرها في غناء تتر المسلسل؟
- الفنانة أنغام سيدة رائعة ومجاملة لأبعد الحدود، فهي فنانة أصيلة ما تفعله مع زملائها أمر رائع ونادر. في بداية العمل قمنا بوضع أجر كبير لصالح المطربة التي ستقوم بغناء التتر، ولكن أنغام فاجأتنا برفضها الحصول على أجر بعد قيامها بغناء الأغنية الرائعة، وأهدتها لي، وأنا لا أجد كلمات شكر توفيها حقها.
> ولماذا دائما تهتم غادة عبد الرزاق بتترات مسلسلاتها؟
- لا أترك أي شيء يمر مرور الكرام في أعمالي الدرامية، والتتر بالنسبة لي عنوان المسلسل، فإذا استطاع خطف نظر المشاهد، سيجبره على مشاهدة العمل، ولذلك أفعل كل ما في وسعي كل عام على أن يظهر التتر في أجمل صورة، كما أنني اعتدت كل عام اختيار أصوات مصرية وعربية مميزة.



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».