نفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب صحة التقارير التي تحدثت حول نية بلاده إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط للتصدي للتهديدات الإيرانية، ووصفها "بالأخبار الزائفة".
وأكد ترمب في حديث مع عدد من الصحفيين في البيت الأبيض قبل السفر إلى ولاية لويزيانا، إنه حال وقوع أحداث ستؤدي لحرب مع إيران، فإننا سنكون على استعداد لإرسال أعداد أكبر بكثير مما جاء في التقرير.
وأوضح أن الحرب مع إيران «ليس مخطّطًا لها، ونأمل ألا نضطر لها».
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع ايران، إلا أنه تعهد مواصلة الضغط عليها.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي "«نحن لا نرى مطلقا حربا مع إيران».
وذكر تقرير إخباري أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان قدم خططا عسكرية في اجتماع لكبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الأمن عقد يوم الخميس الماضي، تتضمن إرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأميركية أو تسريع عملية تصنيع الأسلحة النووية.
وأوضح التقرير أن هذا التطور يعكس تأثير جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترمب، المعروف بمواقفه الحادة تجاه إيران وصاحب مقولة «القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني».
ووفقا للصحيفة، فإنه من غير المؤكد ما إذا كان ترمب، الذي سعى إلى سحب القوات الأميركية من أفغانستان وسوريا، سيعيد في نهاية المطاف الكثير من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان ترمب قد اطّلع على عدد القوات أو غيرها من التفاصيل في الخطط.
ويقارب عدد الجنود المذكور في الخطة العدد الذي نشرته إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عام 2003 لغزو العراق.
ويأتي نشر التقرير في وقت تصاعدت فيه التوترات بين إيران وأميركا، والتي بدأت عندما أعلنت واشنطن انسحابها العام الماضي من اتفاق نووي يهدف لمنع طهران من تصنيع قنبلة نووية، وذلك مقابل إنهاء العقوبات الاقتصادية.
وكان ترمب قد حذّر إيران أمس (الاثنين) من ارتكاب خطأ فادح، في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران في الخليج، دون أن يكشف عما إذا كان يعتزم اللجوء إلى الحل العسكري للتعامل مع النظام الإيراني.
وقال الرئيس الأميركي عند سؤاله عما إذا كان يعتزم شن حرب على طهران أو يهدف لتغيير النظام الإيراني: «سنرى ما سيحدث مع إيران. إذا قاموا بفعل أي شيء، سيكون ذلك خطأ فادحا».
وهناك انقسامات حادة في الإدارة الأميركية حول كيفية الرد على إيران في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونياتها في الشرق الأوسط.
وقال بعض المسؤولين الأميركيين البارزين إن الخطط، رغم أنها في مرحلة أولية للغاية، فإنها تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني، وقال آخرون، ممن يحثون على حل دبلوماسي للتوترات الحالية، إن الأمر بمثابة «تكتيك مخيف لتحذير إيران من شن اعتداءات جديدة».
واعتبر مسؤولان أمنيان أميركيان أن إعلان ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والوجود البحري المتناقص في المنطقة، ربما أقنع بعض القادة في طهران و«الحرس الثوري» الإيراني بأن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة في القتال ضد إيران.
ومن جهته، قال غاريت ماركيز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، لـ«نيويورك تايمز» في رسالة بالبريد الإلكتروني إن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع عسكري مع إيران، والرئيس الأميركي مستعد لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية. ومع ذلك، فإن الخيار الدائم لإيران طوال 40 عاماً كان (العنف)، ونحن على استعداد للدفاع عن الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة».
وأرسلت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي حاملة طائرات وقاذفات «بي 52» إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما قال مسؤولون أميركيون إنها تهديدات للقوات الأميركية. وقالت طهران إن واشنطن تشن «حربا نفسية»، ووصفت الوجود العسكري الأميركي بأنه «فرصة» وليس تهديدا، وقالت إنها لن تسمح بوقف صادراتها النفطية.