ضربت حالة من الفوضى برلمان هونغ كونغ اليوم (السبت)، خلال مناقشة تعديلات قانونية مثيرة للجدل تتيح تسليم المطلوبين في الإقليم إلى الصين.
واشتبك النواب المؤيدون والمعارضون في شجار عنيف أدى إلى فقدان نائب وعيه وخروجه على نقّالة، بحسب وكالة {أسوشييتدبرس}. وطرح نواب بعضهم بعضاً على الأرض وسط المقاعد والطاولات وفي ممر قاعة البرلمان خلال الجلسة وتبادلوا اللكمات.
وتتيح التعديلات المطروحة تسليم المطلوبين إلى الصين. واعتبرها منتقدون {تقويضاً للاستقلال القضائي} للإقليم الصيني الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وأثارت مخاوف من تسليم المطالبين بمزيد من الاستقلال للإقليم إلى بكين حيث قد يواجهون {اتهامات غامضة} بالإضرار بالأمن القومي و{محاكمات جائرة}.
وبموجب إطار {دولة واحدة ونظامان}، مُنحت هونغ كونغ الحق في الاحتفاظ بأنظمتها الاجتماعية والقانونية والسياسية لمدة 50 عاماً بعد تسليمها من الحكم البريطاني إلى الصين في عام 1997. لكن منتقدي بكين يشكون تدخلاً متزايداً من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في شؤون الإقليم، يتناقض مع الاتفاق.
وفي محاولة لتمرير التعديلات المثيرة للجدل قبل العطلة الصيفية للبرلمان في يوليو (تموز)، حاول النواب المؤيدون لبكين استخدام تفسير خلافي لقواعد المجلس، لتنصيب النائب ابراهام رازاك رئيساً للجنة التشريعية في البرلمان، بدل رئيسها المحسوب على المعسكر المنافس جيمس تو كن-سن الذي أوقف تمرير التعديلات المثيرة للجدل مرتين.
لكن المعسكر المعارض لبكين اصر على اعتبار كن-سن رئيساً شرعياً للجنة التي تتولى إدارة النقاش في شأن التعديلات. وأعلن الجانبان موعدين متضاربين لاجتماعات اللجنة اليوم، يفصل بينهما نصف ساعة فقط.
وقرب الموعد المحدد، احتشد نواب الجانبين في البرلمان وتبادلوا الصراخ والشتائم، قبل أن يحاول رئيس {الحزب الديمقراطي} وو تشي-واي منع رازاك من رئاسة أعمال اللجنة، متهماً إياه بـ{بيع هونغ كونغ}، لتزداد حدة الاشتباكات.
وتظاهر عشرات الآلاف ضد التعديلات الشهر الماضي. وعبرت منظمات قانونية ومهنية وجمعيات حقوقية عن معارضتها. وحذرت من أن التعديلات لن تقوّض الاستقلال القانوني لهونغ كونغ فحسب، بل ستؤثر أيضاً على مكانتها كمركز تجاري واقتصادي دولي.
وقال رئيس وزراء هونغ كونغ ماثيو تشيونغ، أمس (الجمعة)، إن الحكومة {ستوضح بشكل أكبر التعديل المقترح للجمهور}، معتبراً أن {بعض المواطنين والمنظمات في الخارج قد يكون لديهم سوء فهم بشأن التعديلات المقترحة}.