ترحيب بإدراج مسعود أزهر على قوائم الإرهاب الدولية

زعيم تنظيم «جيش محمد» في باكستان... ونكسة دبلوماسية لإسلام آباد

مسعود أزهر
مسعود أزهر
TT

ترحيب بإدراج مسعود أزهر على قوائم الإرهاب الدولية

مسعود أزهر
مسعود أزهر

رحبت باكستان بقرار لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي اعتبار مسعود أزهر، الزعيم المتشدد المقيم في باكستان، إرهابياً عالمياً، حيث أفاد مسؤولون حكوميون باكستانيون بأن تلك الخطوة لن تؤثر على علاقات بلادهم مع واشنطن التي كانت الراعي الرئيسي لقرار اعتبار أزهر إرهابياً عالمياً.
وشارك مسعود أزهر في هجمات إرهابية على الجيش الهندي في كشمير المحتلة، وكان عضواً في تحالفات مع منظمات إرهابية دولية مثل تنظيم «القاعدة» الذي شن هجمات على قوات «الناتو» في أفغانستان.
وتعتبر هذه الخطوة الرابعة لاعتبار مسعود أزهر إرهابياً عالمياً، حيث جاءت الخطوات الثلاث السابقة من قبل الهند، غير أن الصين منعتها لأسباب فنية.
وتم إطلاق سراح مسعود أزهر من سجنه في الهند عام 2001، بعد أن طالب مختطفو شركة طيران هندية بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح ركاب هنود في مطار قندهار.
وكانت الولايات المتحدة الراعي الرئيسي لاقتراح تبنته لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، بإعلان قائد «جيش محمد»، مسعود أزهر، إرهابياً عالمياً، ولم تفعِّل الخطوة إلا بعد أن سحبت الصين اعتراضها بعد أن رفضتها في ثلاث مناسبات سابقة.
ويعتقد أن مسعود أزهر متورط في الكثير من الهجمات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك الهجوم على البرلمان الهندي عام 2001، ما أدى إلى توتر عسكري بين الخصمين النوويين باكستان والهند. وقال محللون أمنيون إن باكستان والهند كانتا قد اقتربتا من الدخول في حرب كاملة إثر الهجوم الذي شنته الجماعة التي اتخذت من باكستان منطلقاً لها للهجوم على البرلمان الهندي.
ولا يزال مسعود أزهر يقيم في باكستان، رغم أنه لا يظهر على السطح، ويقال إنه يعيش حياة سرية في جنوب باكستان. ووفق تقارير وردت في وسائل الإعلام الباكستانية والهندية، خطط الجيش الهندي لشن هجوم صاروخي على مقر مسعود أزهر في مدينة باهاوالبور الباكستانية التي كانت، حسب الحكومة الهندية، تستخدم قاعدة لشن هجمات داخل الهند. وعملت الصين وباكستان معاً، قبل تبني العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على مسعود أزهر، على فصل تلك الخطوة عن النضال الكشميري من أجل الحرية وعن هجوم «بولوياما» الإرهابي في 14 فبراير (شباط) الماضي، حيث يسمح فك ذلك الارتباط لباكستان بمواصلة دعمها لـ«حركة حرية كشمير».
في هذا الصدد، قال مسؤول حكومي بارز: «لا أرى سبباً يجعل لتلك الخطوة تأثيراً سلبياً على علاقاتنا مع الولايات المتحدة أو الصين، بل تعزز التزامنا بمكافحة الإرهاب».
ويُعتبر تبني العقوبات ضد مسعود أزهر بمثابة نكسة دبلوماسية للحكومة الباكستانية، التي عليها الآن أن تبين للعالم السبب الذي جعلها تسمح لإرهابي عالمي بالعمل من خلال أراضيها دون عائق.
ويعتبر مسعود أزهر ثاني باكستاني يصنف إرهابياً عالمياً من قبل لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، حيث يواجه حافظ سعيد، عضو جماعة «لشكر طيبة»، عقوبات من الأمم المتحدة لتورطه في أنشطة إرهابية في المنطقة. ودأبت جماعتا «لشكر لطيبة» و«جيش محمد» على توفير الجنود لتنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة، ووفق خبراء أمنيين، فإن غالبية أعضاء «داعش» في باكستان وأفغانستان جاءوا من هاتين الجماعتين.


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.