الأطباق الأكثر شهرة حول العالم

من البيتزا الإيطالية إلى البرغر الأميركي

الأطباق الأكثر شهرة حول العالم
TT

الأطباق الأكثر شهرة حول العالم

الأطباق الأكثر شهرة حول العالم

في حين تفخر كل دولة بأكلاتها الشعبية، فإن المذاق العام قد يختلف عليه الزوار غير المعتادين على تذوق أنواع جديدة أو غير عادية من الوجبات. ولكن هناك من الوجبات وأنواع الطعام التي يجمع الزوار الأجانب على أنها الأفضل مذاقاً. وتبقى هذه الأطعمة في الذاكرة جزءاً من مزايا الدول التي تجذب زوارها إلى العودة مرة أخرى.
ومع اتساع دائرة الإعجاب تنطلق بعض الأطعمة إلى رحاب العالمية حيث لا يختلف عليها اثنان. إنها تخطّت شهرة الدول التي ابتكرتها وأصبحت مرغوبة في كل دول العالم. من أبرز أمثلة هذه الأطعمة سندويتش «الهامبرغر» الأميركي الذي أصبح بحق وجبة عالمية، وهناك كثير من الأمثلة الأخرى، منها البيتزا الإيطالية وخبز الباغيت الفرنسي والفلافل العربية. وفي قمة الدول التي تشتهر بأطعمتها الجذابة، إيطاليا وفرنسا والمكسيك وإسبانيا والهند.
ولكن ما يختلف عليه كثيرون هو ترتيب الدول التي تقدم للعالم أفضل الأطعمة. فاختلاف الأذواق والانتماءات الوطنية جعلت هذه المهمة شبه مستحيلة. وهناك عشرات التصنيفات في العالم ولكن المعيار الذي يمكن اعتماده يأتي من مؤسسة تصنيف محايدة اسمها «رانكر» Ranker)) تعتمد على أصوات المشاركين من الزوار والسياح ومن متذوقي أطعمة الشعوب في بلدانها الأصلية. وتفتح هذه المؤسسة تصويتاً حيّاً على موقعها الإلكتروني لاختيار أفضل الدول طعاماً. وما زالت إيطاليا تتقدم الصفوف بفارق أكثر من أربعة آلاف صوت عن فرنسا التي تقع في المركز الثاني.
ومن الدول العربية تتقدم لبنان في المركز الثاني عشر وهي تتفوق على أميركا في المركز 15 وروسيا في المركز 16 ودول لاتينية مثل البرازيل والأرجنتين وبيرو وتشيلي، بينما تأتي المغرب في المركز 25 عالمياً متفوقة على إنجلترا وويلز وكوريا الجنوبية وأوكرانيا. وفي الموقع رقم 60 تأتي مصر، وبعدها تونس في المركز 76 ثم سوريا وفلسطين في الموقعين رقم 80 و81 على التوالي. وتلحق بهما في قائمة أفضل 100 دولة في العالم طعاماً الجزائر والمملكة العربية السعودية في المركزين 83 و93 على التوالي. وتأتي الإمارات والأردن خارج لائحة المائة الأوائل.
مما يُذكر أن هذا التصنيف لا يعتمد فقط على المذاق الذي يعرفه ويقدره أهل البلدان المصنفة في هذه اللائحة، وإنما أيضاً على مدى انتشار مطاعم الدول المختارة عالمياً حيث المطاعم الإيطالية والفرنسية واللبنانية المنتشرة في أنحاء العالم، التي جربها زبائنها من مختلف الجنسيات أسهمت بشكل كبير في جمع الأصوات لهذه الدول. وفي السنوات الأخيرة شاركت الأكلات الهندية والصينية والتايلاندية في رفع ترتيب هذه الدول إلى المراكز الثالث والثامن والتاسع بالترتيب. وتأتي تركيا المشهورة بوجبات الكباب في المركز 11 قبل لبنان مباشرة.

الخمس دول الأوائل
وهذه هي قائمة الخمس الأوائل بين أفضل الدول طعاماً في أحدث ترتيب لها، الشهر الماضي، وهو ترتيب لن يتغير قريباً، نظراً لفارق الأصوات الكبير بين الدول:
المركز الأول - إيطاليا: وهي تتميز بالنوعية وأيضاً بالتنوُّع مما جعلها تتفوق على دول مثل فرنسا والهند. ويقول عشاق المطاعم الإيطالية إنهم يطلبون كثيراً من الخيارات من قوائم الطعام الإيطالية ولا يندمون أبداً على خياراتهم ويجدون مذاقاً جديداً في كل وجبة يختارونها. وتشتهر إيطاليا بأطباق البيتزا التي يشتهر منها نوع اسمه «نابوليتانا». وتطور المطبخ الإيطالي عبر قرون من الارتقاء الاجتماعي والسياسي وتصل جذوره إلى القرن الرابع قبل الميلاد. وتأثر المطبخ الإيطالي بدوره بمطابخ الدول المجاورة، خصوصاً اليونان، وأيضاً دول شمال أفريقيا التي سيطرت عليها الإمبراطورية الرومانية.
ومع اكتشاف أميركا استفاد المطبخ الإيطالي من أطعمة جديدة، مثل البطاطس والطماطم والفلفل الرومي والذرة. ويُعرف المطبخ الإيطالي بتنوعه الجغرافي بين المناطق الإيطالية. وهو من الوجبات الصحية في العالم، وينتمي إلى «غذاء البحر المتوسط» ويعتمد أساساً على الباستا والأسماك والفواكه والخضراوات وزيت الزيتون. وهو طعام يتسم بالبساطة ويتميز بأنه مستمَدّ من تقاليد العائلات الإيطالية، وليس من ابتكار طباخين محترفين، ولذلك فمن السهولة تحضير الوجبات الإيطالية في المنازل. وينتشر الطعام الإيطالي حالياً في جميع أنحاء العالم. وتحمي القوانين الأوروبية أسماء الوجبات الإيطالية وطرق تحضيرها، مثل أنواع «الجبن ريكوتا» و«ماسكاربون» و«آيس كريم بالفستق» و«البسكويت باللوز» وحلوى «تيرماسو» وغيرها.
المركز الثاني - فرنسا: إذا كانت إيطاليا هي عنوان البساطة في تحضير وجباتها المرغوبة عالمياً، فإن فرنسا هي مدرسة الرقي والاهتمام بالتفاصيل في أطعمتها التي تجذب إليها الملايين حول العالم. وتشتهر بالأسلوب الراقي في تحضير وجباتها والطعم الجذاب حتى في أبسط محتوياتها مثل الخبز الباغيت والكرواسون. ويربط هواة المطبخ الفرنسي بين تناول وجبة في مطعم فرنسي والشعور بالسعادة، خصوصاً في تناول اللحم البقري (ستيك) ومعه البطاطس المقلية التي تُسمّى «فرنش فرايز». وتخطَّت هذه الوجبة حدود فرنسا إلى العالمية حيث تُقدّم في المطاعم الفرنسية حول العالم. ويختلف المطبخ الفرنسي أيضاً باختلاف المناطق، فحين تعتمد المناطق الجنوبية على زيت الزيتون في وجباتها تفضل المناطق الشمالية استخدام الزبد. وتشتهر كل منطقة بوجبتها المفضلة. وتشتهر فرنسا أيضاً بأنواع الجبن مثل «كامومبير» و«روكفور» و«بري»، من بين أكثر من 400 نوع آخر من الجبن. وابتكر الفرنسيون الوجبة المكونة من ثلاثة أصناف: المقبلات والوجبة الرئيسية والحلوى. ويمكن أن تمتد الوجبة إلى خمسة أصناف بإضافة السلطة والجبن.
ويُعتبر المطبخ الفرنسي جزءاً أساسياً من نوعية الحياة في فرنسا. ونشأ «دليل ميشلان» لتصنيف المطاعم وتقييم نوعية الأطعمة التي تقدمها. وتحتل المطاعم الفرنسية المركز الأول في الحصول على «نجوم ميشلان» أكثر من أي جنسية مطاعم أخرى، وتلحقها المطاعم اليابانية بنسبة تكاد تتعادل معها.
المركز الثالث - الهند: تمتد الهند على بقعة شاسعة من الأراضي التي تتخطى كونها دولة إلى مصاف شبه القارة التي يقطنها أكثر من مليار إنسان. ويعني هذا الانتشار البشري والجغرافي تنوع أصناف المطبخ الهندي وتغير مذاقه بين المقاطعات المختلفة. وهو أيضاً ينقسم بين المناطق الإسلامية التي تعتمد في وجباتها على اللحوم والمناطق النباتية الهندوسية. وتشتهر الهند على وجه الخصوص بأطعمة الشوارع. وتباع أشهر الوجبات النباتية في شوارع مومباي بأقل من دولار واحد وهي تتكون من الخبز والكاري النباتي المعتمد على الحمص ومعه عصير الليمون وشرائح البصل والمخللات.
وهناك العديد من المكونات الأساسية للمطبخ الهندي منها العدس والأرز والقمح وأنواع البقول والتوابل والأعشاب. وأسهمت التوابل الهندية في تحديث مذاق المطبخ الأوروبي إلى درجة أن تجارة التوابل مع الهند خلال عصر النهضة والثورة الصناعية كانت تُعدّ من المصالح الحيوية للدول الأوروبية.
وأسهم تاريخ الهند الحافل والحقب الاستعمارية في تطوير المطبخ الهندي، حيث قدم الاستعمار البرتغالي إلى الهند محصول البطاطس والفلفل الحار. وعلى مر العصور تأثرت مطابخ أخرى بالمطبخ الهندي منها مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
المركز الرابع - إسبانيا: تشتهر إسبانيا بتقديم أنواع الطعام الخاصة بها، ومنها أنواع المقبلات في أطباق صغيرة تُقدّم في المقاهي والمطاعم وأيضاً في أكلات الشوارع، وهي تُسمى في مجموعها «تاباس» (Tapas)، وهي تتنوع بين الأكلات البحرية والزيتون والجبن وقطع اللحم أو الدجاج. ويعرف سياح إسبانيا الذين يأتون إليها بالملايين وجبتها الشهيرة المعروفة باسم «باييا» (Paella) وهي من الأطباق المفضلة في المدن الساحلية مثل برشلونة وفالنسيا وملقا. وتتكون الوجبة من الأرز والأصناف البحرية.
ويعود تطور المطبخ الإسباني إلى حقبة الحكم العربي الأندلسي وإلى ثقافة البحر المتوسط. ومن أصناف الطعام الإسباني المعهودة الأسماك الصغيرة المقلية «بيسكاليتو فريتو» وشوربة «غارباتشو» التي يتم تناولها باردة، واللحوم المحفوظة، وأنواع الجبن وزيت الزيتون. وينقسم المطبخ الإسباني أيضاً إلى مناطق الأندلس جنوباً والباسك شمالاً، وبينهما مناطق كاستيل وأستوريا.
المركز الخامس - اليونان: تحتل اليونان موقعاً استراتيجياً على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. كما أن حضارتها قديمة وتسبق الحضارة الرومانية. وهي تتكون من تسع مناطق جغرافية تتنوع معها أنواع الوجبات التي تشتهر بها. ويمثل المطبخ اليوناني أصل حمية البحر المتوسط، التي تقدم أنواعاً مثل المسقعة والسلطة الإغريقية بالجبن الأبيض. ويعود تاريخ بعض الوجبات اليونانية إلى حضارة الإغريق القديمة مثل شوربة العدس وحلوى السمسمية التي تُسمى «باستيلي».
وابتكرت اليونان فكرة «المزّة» التي تقدم كمقبلات قبل الوجبات الرئيسية، ولكنها تختلف قليلاً عن المزة اللبنانية وتتكون أساساً من الأسماك والأخطبوط المقلي والجبن الأبيض ومحشي ورق العنب والزيتون. كما يعتمد المطبخ اليوناني على الأعشاب والتوابل والبصل والثوم والنعناع والشبت والبقدونس والزعتر. وتستخدم المناطق الشمالية القرفة والقرنفل في كثير من وجباتها.



الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
TT

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات، يعمل الشيف حسين فياض. وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام» لا بد أن يلفتك بذلك. فكأن الطبق الذي يحضّره يولد من رحم مقاييس يحسبها بأنامله وعقله.

يلتزم بأسلوب مشبعاً بـ«الديسيبلين» أو الانضباط. فكل ما يقوم به يجب أن يأخذ نفس الحجم إذا ما تألف من الكبة أو لفائف السباغيتي ورقائق اللحم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري أحب القيام بأعمالي بهذا الأسلوب. وعندما كنت أدخل مطبخ والدتي كانت تشعر بالارتباك للدقة التي أنفذ بها الأطباق. وجاءت دراستي في معهد (كوردون بلو) الفرنسي ليزيدني تمسكاً بذلك. فما يميّز طبّاخاً عن غيره هو تأنيه بما يقوم فيه. وكما الشكل، كذلك المذاق والنكهة، يجب أن يشكلوا مجتمعين عناصر أساسية لطبق شهي».

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

يملك حسين فياض مطعماً له في جنوب لبنان، ويعمل في هذا المجال منذ نحو 12 عاماً. أما قاعدته الأساسية في عمله فترتكز على الخبرة، «لا شك أن البدايات يجب أن تتألف من شغف وحب للمهنة. فهما يؤلّفان ميزان الطبخ عند الطاهي. كما أن الدقة في تحضير الأكلات الحلوة والمالحة يجب أن تنضج بفعل التجارب. صحيح أني أركن إلى معايير دقيقة ألتزم بها أثناء عملي، ولكن بعد تراكم الخبرات تصبح للعين مكانتها في الموضوع».

عمل في مطاعم فرنسية خلال دراسته خارج لبنان. فاستفاد من تجربته هذه بحيث راح يبتكر أطباقاً تجمع بين المطبخين اللبناني والفرنسي، «صرت أمرر بعض الخلطات الخفيفة للزبائن. وبعد أن لاقيت استحساناً كبيراً من قبلهم رسمت الخطة في رأسي».

وتقضي خطّته بابتكار أطباق بين المطبخين، فهناك كثير من المكونات المشتركة بينهما، «لا أركن أبداً إلى البهارات والمنكهات التي تغطي على الطعم الأساسي للطبق. أكتفي بإضافة منكهات مستخرجة من الأعشاب الخضراء. أحياناً أستخدم الصعتر والحبق. أما المكون الرئيسي في أطباقي الحلوة والمالحة فهو زيت الزيتون. فأستعمله حتى في تحضيري للمثلجات وفي الحلويات. وفي بلاد الغرب يقدّرون كثيراً هذا المكون الشائع في بلادهم. وهو اليوم ينافس بشدّة الزبدة. أنا شخصياً أفضله عليها إذ يتمتع بمذاق ألذ ولا يؤثر على صحتنا سلبياً».

في مطبخ مطعمه الجنوبي المقفل اليوم بسبب الحرب الدائرة هناك يبتكر أطباقاً لذيذة.

فمتبل «بابا غنوج» يحضّره بطريقة فريدة من نوعها. بعد شيّ الباذنجان في الفرن مع لمسة من زيت الزيتون، يهرسه في وعاء بعد تفريغه من قشرته. يضيف إليه مكعبات البندورة والبصل والثوم بقطعه الصغيرة. ومع قطع مماثلة من الفلفل الأخضر والأحمر والبقدونس يؤلّف الخلطة. ويختمها بمزجها مع عصير الحامض والطحينة. وبعد خلطها بشكل جيد يضعها من جديد في جوف قشرة الباذنجان المفرغة. ويزينها بطبقة من حبوب الرمان ليضفي إليها نكهة مميزة.

الشيف حسين فياض (الشرق الأوسط)

ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الطبق لاقى انتشاراً واسعاً حتى إن البعض في لبنان راح يقلّده. فالتجديد في أي طبق لبناني أصيل كـ(بابا غنوج) يستحوذ على أفكاري التجددية. وهناك بعض الأطباق التي تذكرني بطفولتي وبمائدة والدتي، أنوي تحديثها أيضاً».

كثافة المواقع الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تلفته. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لا تزعجني ولكني نادراً ما أتوقف عند واحدة منها. فجميعها متشابهة، وهناك نوع من فوضى لا أحبها يتبعها الطباخون في تحضيرهم الطعام. وفي المقابل، أعتقد أن هناك مواهب لافتة في مجال الطبخ في لبنان. وأتوقّع لها مستقبلاً زاهراً».

أطباق جميلة ومبتكرة (الشرق الأوسط)

وعن سبب ارتكازه بمشروعه المستقبلي على الجمع بين المطبخين الفرنسي واللبناني، يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «المطبخ الفرنسي منتشر بشكل كبير في لبنان. ونحن نعرفه منذ نعومة أظافرنا. كما أن تحول جيل كبير من شباب اليوم إلى معاهد وجامعات فرنسية لتعلم الطبخ وثّق هذه العلاقة بشكل أكبر. وإذا ما دخلنا معظم المطاعم في لبنان فسنلاحظ حضور أطباق فرنسية فيه. فأي مطعم ندخله لا بد أن يقدّم أيضاً الحلوى الفرنسية كالفوندان والبافلوفا والكريم بروليه».