ترمب يهاجم بايدن قبل ساعات من إطلاق حملته الانتخابية في بنسلفانيا

بايدن لدى مشاركته في فعالية لنقابة عمالية في ماستشوشتس في 18 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
بايدن لدى مشاركته في فعالية لنقابة عمالية في ماستشوشتس في 18 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يهاجم بايدن قبل ساعات من إطلاق حملته الانتخابية في بنسلفانيا

بايدن لدى مشاركته في فعالية لنقابة عمالية في ماستشوشتس في 18 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
بايدن لدى مشاركته في فعالية لنقابة عمالية في ماستشوشتس في 18 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قبل ساعات من عقد الأخير أول فعالية انتخابية له بولاية بنسلفانيا.
ووصف ترمب، أمس، بايدن الذي أعلن رسمياً خوضه السباق الديمقراطي للانتخابات الرئاسية 2020، الأسبوع الماضي، بـ«النائم»، مجدداً. وقال إن «جو بايدن (النائم) سيلقي أول خطاب انتخابي له في ولاية بنسلفانيا العظيمة، ولا يعرف أن بنسلفانيا شهدت أفضل أداء اقتصادي لها هذا العام بمعدلات بطالة منخفضة، ودفعة قوية لصناعة الحديد (الذي كادت أن تموت)، ومستقبل عظيم».
وأضاف ترمب، في تغريدات متتالية، صباح أمس، أن الإعلام الكاذب يدفع بجو بايدن بقوة، وأوضح: «هذا مضحك، أنا هنا في هذا المكان بسبب بايدن وأوباما. لم يقم بايدن وأوباما بعملهما، والآن يوجد ترمب الذي يقوم بالعمل بشكل كبير».
ويرصد المحللون هذه المعركة بين ترمب (72 عاماً) ونائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (76 عاماً) حول ما يتعلق بالعمر والنشاط. ومع أنه سبعيني، استثمر دونالد ترمب (72 عاماً) في هذه المسألة. وقال الجمعة: «أنا الأكثر شباباً. لا أزال شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط». وأضاف: «عندما أنظر إلى جو (بايدن) لا أعرف... لن أقول يوماً إن أي شخص طاعن في السنّ». وأضاف ترمب الأحد في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «لا أعرف ماذا جرى مع بايدن، لم أره يوماً بهذا الشكل». وتساءل: «هل فعلاً هذا جو بايدن؟ يبدو لي مختلفاً».
وكان من المقرر أن يلقي بايدن أول خطاب لحملته الانتخابية مساء أمس في ولاية بنسلفانيا مسقط رأسه.
وسيزور بايدن، مدينته بيتسبرغ، مهد صناعة الفولاذ الأميركية، التي تحوّل جزء منها راهناً إلى الصناعات التكنولوجية. واختار النائب السابق لباراك أوباما، استراتيجية مواجهة مع الرئيس الحالي الذي يتهمه بتشويه القيم الأميركية.
وخلال أشهر، سيعرف ما إذا كانت هذه المقاربة ستجذب الناخبين، أم أنهم يفضلون أن يركز على قضايا أخرى مثل الرعاية الصحية، والبيئة، والبنى التحتية. وصوتت بنسلفانيا في 2016 لصالح ترمب، كما غيرها من المناطق الصناعية، حيث يسود شعور بالتراجع الاجتماعي.
ويتباهى بايدن ذو الشعبية، والأصول المتواضعة، بالإبقاء على تواصله مع الطبقة العاملة في الحزب الديمقراطي. وقال الخميس في ماساتشوستس أمام موظفي متاجر كبرى مضربين: «إن مصرفيي (وول ستريت) والمديرين العامين لم يبنوا الولايات المتحدة. أنتم من بناها (...) الناس العاديون من الطبقة الوسطى».
وبدعوة من الناشطين النقابيين، سيتحدث حول مسألة إعادة بناء الطبقة الوسطى الأميركية. وتعد هذه المرة الثالثة التي يسعى فيها بايدن لدخول سباق البيت الأبيض، سبقها إخفاقان في الانتخابات التمهيدية. ويرى بايدن أنّ بإمكانه تجسيد خط وسطي ومعتدل ضمن الحزب الديمقراطي، الذي يميل أكثر فأكثر نحو اليسار.
وتُظهر استطلاعات الرأي، في الوقت الراهن، أن فرصه جيدة. فقد منحه آخر استطلاع، نُشرت نتائجه الأحد، وأجري لمصلحة شبكة «إيه بي سي نيوز» وصحيفة «واشنطن بوست»، نسبة 17 في المائة من نوايا التصويت في مقابل 11 في المائة لمنافسه الأبرز بيرني ساندرز.
ويكتسب بايدن سمعته من مسيرة استمرت عقوداً في الكونغرس، وتبعتها ثماني سنوات إلى جانب باراك أوباما. وهو حصد مبلغ 6.3 مليون دولار هبات في الساعات الـ24 الأولى التي تبعت إعلان ترشحه، وهو أعلى رقم مسجّل في الجانب الديمقراطي حتى الآن. ويمثل هذا الأمر مقياساً مهماً في الولايات المتحدة. غير أنّ الانتقادات والتحفظات التي جعلته يتردد في الترشح لأسابيع طويلة لم تختف.
وتتمثل أولى النقاط في عمره، والطاقة التي يجب أن تتوفر لديه لقيادة حملة انتخابية قد تمتد لـ18 شهراً. ويفترض أن يجري أول اقتراع في الانتخابات التمهيدية في فبراير (شباط) 2020.
من جهته، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، لشبكة «سي بي إس»، الأحد، «هذه هي مشكلة جو: هل يلائم الحزب الديمقراطي في 2020؟ لا أعرف». ويبلغ بيرني ساندرز، المرشح البارز الآخر في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي قد تضم نحو 20 مرشحاً، من العمر 77 عاماً. ويواجه جو بايدن اتهامات قديمة أيضاً بشأن تصرفات جرى انتقاده عليها تجاه نساء، أو بشأن قرارات كان اتخذها خلال مسيرته كسيناتور عن ديلاوير.


مقالات ذات صلة

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ف.ب)

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، إن عاصفة شتوية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع للتصديق رسمياً على انتخاب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

أدت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية الأخيرة المنسوبة إلى قراصنة صينيين إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وبكين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)

مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

قالت اثنتان من صانعي السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» إنهما يشعران بأن مهمة البنك المركزي الأميركي في ترويض التضخم لم تنتهِ بعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري يأتي لقاء ميلوني وترمب قبل أيام من زيارة بايدة إلى روما (رويترز)

تحليل إخباري قضية إيطالية محتجزة لدى طهران على طاولة مباحثات ميلوني وترمب

ظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، برفقة رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي كانت تزور منتجعه في مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

شوقي الريّس (روما)
الولايات المتحدة​ ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

كيف تثير تدخلات ترمب وماسك تحدياً دبلوماسياً جديداً؟

سلَّطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوءَ على العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إليون ماسك، وتأثيرها في العلاقات الخارجية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.