الولايات المتحدة تحشد حلفاءها لتوسيع الهجوم على «داعش» في العراق وسوريا

بدأت مساعي دبلوماسية مع دول المنطقة.. وتتوقع توسع حلقة الدول التي تسلح البيشمركة

عناصر في البيشمركه الكردية على خط المواجهة مع «داعش» قرب مخمور جنوب أربيل أمس (رويترز)
عناصر في البيشمركه الكردية على خط المواجهة مع «داعش» قرب مخمور جنوب أربيل أمس (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تحشد حلفاءها لتوسيع الهجوم على «داعش» في العراق وسوريا

عناصر في البيشمركه الكردية على خط المواجهة مع «داعش» قرب مخمور جنوب أربيل أمس (رويترز)
عناصر في البيشمركه الكردية على خط المواجهة مع «داعش» قرب مخمور جنوب أربيل أمس (رويترز)

أفاد مسؤولون في الإدارة الأميركية بأن الولايات المتحدة بدأت تحشد ائتلافا واسعا من حلفائها من أجل عمل عسكري أميركي محتمل القيام به في سوريا، كما أنها تتجه إلى توسيع نطاق غارتها الجوية في شمال العراق.
وقال المسؤولون إن الرئيس باراك أوباما عزم على توسيع حملته ضد مسلحي «داعش» في العراق وسوريا، وإنه بصدد اتخاذ قرار يجيز شن غارات جوية وإيصال شحنات من الغذاء والماء إلى بلدة آمرلي، التي تقع شمال العراق وتؤوي الأقلية التركمانية في العراق. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة آمرلي، البالغ عدد سكانها 12 ألف نسمة، تخضع لحصار من قبل «داعش» لأكثر من شهرين.
وفي خطاب ألقاه أمام جمعية الفيلق الأميركي في شارلوت بولاية نورث كارولينا، قال الرئيس أوباما أول من أمس إن «استئصال سرطان مثل (داعش) لن يكون أمرا سهلا، ولن يكون سريعا». وأوضح أن الولايات المتحدة تحشد ائتلافا من أجل محاربة هؤلاء الإرهابيين الهمجيين، مضيفا أن هؤلاء المسلحين سيكونون أقل قوة أمام مجتمع دولي متحد.
وبينما ينظر الرئيس أوباما في مسألة شن غارات جديدة، بدأ البيت الأبيض حملته الدبلوماسية لحشد الحلفاء والجيران في المنطقة لزيادة دعمهم لعناصر المعارضة المعتدلة في سوريا، ولتوفير الدعم – في بعض الحالات – للعمليات العسكرية الأميركية المحتملة. وأشار المسؤولون إلى أن الدول التي من المحتمل حشدها تتضمن أستراليا وبريطانيا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات. كما قال المسؤولون، طالبين عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات التي يدلون بها تتعلق بمداولات داخلية حساسة، إنهم يتوقعون أن تبدي بريطانيا وأستراليا استعدادهما للانضمام إلى الولايات المتحدة في شن حملة جوية. وأفاد المسؤولون بأنهم يريدون أيضا مساعدة من تركيا، التي لديها قواعد عسكرية يمكن استخدامها لدعم الإجراء في سوريا.
تمثل تركيا طريقا لعبور المقاتلين الأجانب، بمن فيهم المقاتلون من الولايات المتحدة وأوروبا الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى «داعش». وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إنهم يطلبون الآن من المسؤولين في أنقرة بالمساعدة في تشديد أعمال الرقابة على الحدود. كما تطلب الإدارة الأميركية أيضا المساعدة الاستخباراتية وفي أعمال المراقبة من الأردن.
وصرح مسؤول بارز بأن البنتاغون بدأ بتسيير رحلات استطلاعية فوق سوريا في محاولة لجمع معلومات حول الأهداف المحتملة لـ«داعش»، تمهيدا لشن غارات جوية. وفي هذا السياق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (منظمة تراقب العواقب الإنسانية الناتجة عن الصراع الدائر في سوريا) إلى قيام «طائرات تجسس غير سورية» يوم الاثنين بأعمال استطلاعية لمواقع «داعش» في دير الزور بالمنطقة الشرقية.
وأوضح بعض المحللين أنه رغم أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لديهم الكثير من الأسباب التي تبرر مساندتهم الإجراءات المكثفة المتخذة ضد «داعش»، سيتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على تجاوز التوترات الناشبة بينهم.
وقال روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا: « تكمن إحدى تلك المشكلات أن هذه الدول المختلفة لديها مختلف العملاء بين صفوف الجماعات المقاتلة في سوريا»، وأضاف: «من أجل إقناعهم جميعا على العمل سويا، سيكون أفضل شيء يمكن القيام به هو اختيار عميل واحد فقط، وتقديم التمويل من خلال هذا العميل. علينا اختيار هيكل قيادة واحدة».
لكن إقناع الدول بمساعدة الولايات المتحدة في شن حملة عسكرية في سوريا سيتطلب المزيد من الجهد، وذلك وفقا لما أفاد به مسؤولون بالإدارة الأميركية. فعلى سبيل المثال، تشهد تركيا الآن عملية انتقال سياسي، مع اعتلاء رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان لسدة الرئاسة. ويعد خليفة إردوغان المحتمل لشغل منصب رئيس الوزراء، أحمد داود أغلو، منخرطا بشدة في الشأن السوري بحكم منصبه كوزير للخارجية. وفي غضون ذلك، لم يتمكن البيت الأبيض من الحصول على موافقة الكونغرس بشأن تعيين جون باس، لمنصب السفير الأميركي لدى تركيا، مما يجعل هذا المنصب شاغرا في وقت حرج.
في السياق نفسه، قال خبراء إن حشد الدول السنية المجاورة لسوريا يعد أمرا حاسما، نظرا لأن الغارات الجوية وحدها لن تكفي للتصدي لـ«داعش». وأوضح فورد أن الإدارة الأميركية بحاجة إلى اتباع استراتيجية متعاقبة تبدأ بجمع المعلومات الاستخباراتية، ويليها غارات جوية يكون لها أهداف محدد، وتقديم دعم أكثر قوة وأكثر تنسيقا للمتمردين المعتدلين، وصولا إلى عملية تسوية سياسية على غرار تلك التي يشهدها العراق.
ويناقش البيت الأبيض أيضا كيفية إرضاء الكونغرس، ويدرس مستشارو الرئيس أوباما ما إذا كانوا سيسعون للحصول على تفويض من الكونغرس من أجل عمل عسكري موسع، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي المبررات القانونية التي سيستندون إليها. وتردد المشرعون في التصويت لصالح شن غارات جوية في العراق، بينما ارتأى الكثير منهم أن الإجراء الموسع الذي يفكر فيه الرئيس أوباما سيتطلب إجراء تصويت بشأنه في الكونغرس.
وقال تيم كين، عضو مجلس الشيوخ لديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية «لا أعتقد أن شن عمليات عسكرية موسعة ضد (داعش) يحظى بموافقات تشريعية حالية من الكونغرس الأميركي».
وصرح السيناتور الجمهوري بوب كوركر، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، لقناة «إم إس إن بي سي» الإخبارية، بأن الكونغرس يجب أن يقرر أي عمل عسكري آخر ضد المسلحين.
من ناحية ثانية، صرح تشاك هيغل، وزير الدفاع الأميركي، في بيان له أول من أمس بأن سبع دول غربية تعهدت بتقديم أسلحة وذخيرة للقوات الكردية التي تقاتل ضد «داعش» في شمال العراق. وأوضح هيغل أن ألبانيا وكندا وكرواتيا والدنمارك وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا التزمت بإرسال أسلحة ومعدات إلى الأكراد، مشيرا إلى أن العملية ستتسارع في الأيام المقبلة مع توقع مشاركة دول أخرى. بدوره، قال الأميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، إن «ألبانيا وبريطانيا بدأتا بنقل الإمدادات إلى الأكراد».

* خدمة: «نيويورك تايمز»



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.