عندما يتم الترويج للعديد من الوجهات السياحية، فإن الخطاب يكون في الغالب موجهاً إما للعائلات أو للشباب. قلما يتم التركيز على كبار السن والمتقاعدين. لكن الهند بدأت تغير من خطابها، وتخصص حيزاً كبيراً من برامجها لهم، مما يجعلها حالياً مقصداً مثالياً لهم لما تضمه من معالم تراثية ومزارات روحية ومنتجعات تجدد الشباب.
ثم لا ننسى أن الثقافة الهندية، مثل أغلب الثقافات الشرقية تحترم كبار السن وتُبجلهم، لهذا لن تستغرب الترحيب والدفء الذي يقابل به أبناء الشعب ضيوفه من كبار السن. الآن شملت هذه المعاملة المؤسسات أيضاً، بحيث باتت الحكومة الهندية تقدم لهم تخفيضات في أسعار تذاكر القطار بنسبة 30 في المائة بالدرجة الاقتصادية، آخذة بعين الاعتبار أن العديد منهم من المتقاعدين.
من بين أهم البرامج والمناطق السياحية التي تجذب هذه الفئة من السياح وغيرهم نذكر سفاري الغابات، التي تعتبر من أكثر ما يجذب كبار السن. فهم يعشقون التجول وسط البراري وفي أيديهم مناظير يستكشفون النمور البنغالية في حديقة «جيم كوربيت الوطنية» بولاية «أوتار»، مثلاً. فهي حديقة مفتوحة خلال الفترة ما بين نوفمبر (تشرين الثاني) إلى يونيو (حزيران)، والوصول إليها سهل بواسطة القطار مما يجعلها من الوجهات التي تتمتع بشعبية كبيرة.
منطقة «منالي»
وسواء كانت النية شحذ الطاقة واستعادة عافية الشباب أو خوض بعض المغامرات الخفيفة، فإن مدينة واقعة أعلى تل بجبال الهملايا بمنطقة «هيماشال براديش» تعد وجهة مثالية للشباب ولمن تجاوزوا سن الستين على حد سواء. وتعتبر منطقة «منالي» تحديداً واحدة من المزارات التي تراعي كبار السن، لكن من الذين يعشقون المغامرات. فهؤلاء تتاح لهم هنا كل الفرص لخوض تجارب مثل التخييم أو تسلق أماكن مرتفعة يمكن الوصول إليها أيضاً بواسطة التلفريك في وادي «سولانغ»، هذا إضافة إلى برامج خاصة بالصيد ممن لهم الصبر وأخرى بالتجديف لذوي اللياقة البدنية.
يعتبر موسم الصيف، من مارس (آذار) إلى يونيو (حزيران) أفضل فترة للتخطيط لرحلة إلى منطقة «منالي». وإذا كان القطار مثالياً للذين لديهم كل الوقت، فإن هناك أيضاً إمكانية الوصول إليها جواً، حيث يوجد أقرب مطار جوي إليها بولاية «بوانتار» على بُعد مسافة 49 كلم فقط.
منطقة «أوتي»
تقع مدينة «أوتي» في ولاية «تاميل نادو» الجنوبية، وهي وجهة أخرى مفضلة للمتقاعدين لما تتوفر عليه من بحيرات وشلالات ومساحات خضراء وجبال. وفي أحضان هذه الطبيعة الخلابة تترامى المباني والبيوت التراثية التي خلفها الاستعمار وكانت يوما ملاذاً صيفياً للبريطانيين. هناك توجد بحيرة «أوتي»، وشلالات «بيكارا»، وقمة «دودابيتا»، وقصر «فيرنهيلز»، وبحيرة «أفالانش»، وبحيرة «إميرالد»، وحدائق «أوتي» النباتية و«متنزه دير بارك» وشلالات «كالهاتي» وجميعها مناطق جذب في ولاية «أوتي».
الفترة ما من مارس (آذار) ويونيو (حزيران)، تعتبر من أفضل الأوقات لزيارة «أوتي» حيث الطقس المعتدل والنسيم الجبلي المثالي للمسافرين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والذين قد لا يتحملون درجات الحرارة المرتفعة. أقرب مطار إليها يوجد في منطقة «كومبيتور» القريبة.
غوا
لا تخفى منطقة «غوا» Goa على أحد، فهي وجهة ساحلية رومانسية بكل المقاييس، مما يجعلها أيضاً مناسبة لكبار السن... والجدير بالذكر أن «غوا» حازت على جائزة «أفضل منطقة سياحية» لعام 2017 عن جدارة.
تُعرف بـ«لؤلؤة المشرق»، وهي ببساطة وجهة مثالية إذا كان كل ما تطمح إليه هو الاسترخاء والاستمتاع بشواطئها الرائعة ومطبخها اللذيذ.
ولعشاق الهندسة المعمارية، فإنهم سيندهشون لدى زيارتهم لـ«غوا» القديمة. فهي بمثابة متحف مفتوح الهندسة المعمارية الباروكية التي تتجلى في كاتدرائية «بوم جيسوس» القديمة التي تعد أحد مواقع التراث المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
راجستان
تُقدم ولاية راجستان بما فيها من صحاري ومحميات النمور وغابات وبحيرات وقصور وحصون طبقاً غنياً لزوارها من كل الأعمار. ولأن «جايبور»، و«جايسالمر» و«أودايبور» من المزارات الأكثر زيارة في هذه الولاية، فإن الهيئة السياحية بدأت في السنوات الأخيرة تُنظم جولات في أيام العطلات للمناطق الأقل شهرة. وتشمل هذه الجولات التنزه في جبال «أرافالي» ورحلات سفاري بسيارات الجيب أو الجمال في الصحراء، والإقامة في قرى راجستان لتجربة نمط الحياة في الريف. وغني عن القول إن الدولة لم تغفل عملية تسهيل التنقل لكبار السن بين الأماكن السياحية فيها.
ومن أكثر ما يسحر لب الزوار هنا وجود القلاع والقصور والمتاحف والمعابد والبحيرات والكثبان الرملية، ولذلك تستحق المنطقة تخصيص عطلة كاملة لها.
جزر «أندامان»
إذا كنت تتطلع إلى وجهة سفر غير ولاية «غوا» للاسترخاء، يمكنك التوجه إلى جزر «أندامان» حيث الرمال البيضاء والخط الساحلي المليء بأشجار النخيل والمياه اللازوردية. هناك ستتنقل بين الرحلات البحرية وما تتضمنه من مأكولات بحرية لذيذة وأنشطة مائية، وبين المتاحف. لكن السياحة في «أندامان» لا تقتصر على الأنشطة البحرية فحسب، حيث يمكنك استكشاف أنقاض جزيرة «روس» أو التنزه في «نيلز كوف» أو الاستمتاع بالطبيعية في مزارع المطاط في «مونغلوتون».
تاج محل «أغرا»
تعتبر أرض «تاج محل» في منطقة «أغرا» بولاية «أوتار براديش» واحدة من المزارات المهمة، إذا كنت ترغب في استكشاف تراث الهند الحقيقي. ويمثل «تاج محل» روح المدينة وأكثر ما يجذب السياح سنوياً إلى منطقة «أغرا». بالإضافة إلى تاج محل فإن المدينة تضم عدداً من المعالم التاريخية التي لا تقل أهمية مثل مهتاب باغ وحصن «أكبر» وقبر «إيتيماد دول دولاه».
بونديشيري
إذا كان السلام والهدوء هو ما تبحث عنه بعد التقاعد، فإن «بونديشيري» وجهة مناسبة جداً لما تقدمه من ألعاب فروسية تجعلها مزيجاً من الثقافة الروحية والتراث الحديث بخلفية تاريخية تعود بك إلى الماضي البعيد. والجميل فيها أيضاً أنك ستشعر بالراحة وأن تتجول بين شوارعها الملونة التي ستذكرك بالقرى الفرنسية. وعلى شواطئها ستنعم بالهدوء بينما ستبتعد في رحاب الأديرة عن الضوضاء والتلوث، وفي الأخير يبقى السكان المحليون الودودون أهم من كل عوامل الجذب سالفة الذكر ببشاشتهم ورغبتهم في تقديم يد المعلومات والخدمات.