معتقلون إسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على وفاة سجين

طالبوا المسؤولين بحل ملفهم والإفراج عنهم

معتقلون إسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على وفاة سجين
TT

معتقلون إسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على وفاة سجين

معتقلون إسلاميون مغاربة يضربون عن الطعام احتجاجا على وفاة سجين

نفذ معتقلون إسلاميون مغاربة أمس إضرابا إنذاريا عن الطعام احتجاجا على وفاة سجين إسلامي نتيجة تدهور حالته الصحية داخل السجن.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قد كشفت عن أن السجين نبيل جناتي، الذي كان معتقلا بالسجن المحلي بسلا والمحكوم عليه بخمس سنوات سجنا من أجل تكوين عصابة إرهابية، توفي ليلة الأربعاء الماضي بالمستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط، إثر تدهور حالته الصحية.
وأوضحت المندوبية، في بيان لها، أن جناتي كان يعاني منذ إيداعه المؤسسة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 من مرض عقلي ونفسي تطلب عرضه على اختصاصي في الأمراض العقلية والنفسية، مشيرة إلى أنه كان يحظى بالعناية الطبية إلا أن حالته الصحية استمرت في التدهور منذ يونيو (حزيران) الماضي، ثم دخل في غيبوبة، فنقل إلى قسم العناية المركزة، قبل أن يلفظ أنفاسه.
وتوعد معتقلو السلفية الجهادية بتنفيذ حركات احتجاجية متواصلة من أجل إعادة قضيتهم إلى الواجهة، وقالوا في بيان لهم أصدروه أمس: «إما العيش بكرامة وإما الالتحاق بمن سبقنا على هذا الطريق، نشكو إلى الله ظلم الظالمين وطغيانهم علينا طيلة هذه السنين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
وذكر المعتقلون على خلفية قضايا الإرهاب أن خمسة سجناء آخرين قضوا في السجن خلال الأشهر الماضية «مضوا إلى ربهم من دون حسيب ولا رقيب لمن كان سببا في موتهم، وكأن هؤلاء المعتقلين لا بواكي لهم ولا من يدفع عنهم عادية الظالمين».
وأوضح المعتقلون أنه رغم الوقفات الاحتجاجية الكثيرة والإضرابات المتكررة عن الطعام التي خاضها جل المعتقلين في هذا الملف من أجل إيجاد حل منصف لملفهم، ما زالت المحاولات لم تراوح مكانها في انتظار أن يلفظ معتقل آخر أنفاسه إما نتيجة الإهمال الطبي، أو نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام.
وانتقد المعتقلون الإسلاميون «أولئك الذين كانوا بالأمس القريب، زمن الحراك العربي، يطالبون بإطلاق سراح جل المعتقلين، لكن ما إن خف ذلك الحراك حتى سقط المتخاذلون، وزالت الأقنعة التي تستروا بها لينالوا حظا من الدنيا زائلا، وتملصوا من كل وعودهم لطي هذا الملف والإفراج عن كل الأبرياء».
وطالب المعتقلون الجهات المسؤولة والضمائر الحية بـ«السعي الحثيث لوقف هذا النزيف المتواصل الذي حصد ويحصد أرواح الأحرار القابعين خلف الأسوار من دون بينة ولا دليل ولا برهان، بل ظلما وجورا وعدوانا»، بحسب رأيهم.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».