أعلنت دار الإفتاء المصرية أمس، تخريج 17 إماماً أفريقياً ضمن الدفعة الأولى من البرنامج التدريبي لأئمة دول قارة أفريقيا. وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، خلال فعاليات حفل التخريج، أن «الدار حريصة أشد الحرص على مد يد العون إلى الدول الأفريقية، حيث تمثل أفريقيا أمناً قومياً لمصر، عبر نشر المنهج الوسطي الإسلامي، الذي يعد حصناً منيعاً أمام الفكر المتطرف، الذي بات يهدد الجميع».
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن «الدورة تأتي استكمالاً لمجهودات الدار والأمانة في نقل خبرتها في مجال الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، من أجل تأهيلهم ليعودوا إلى بلادهم حاملين شعلة العلم وناشرين صحيح الدين»، لافتاً إلى أن المشاركين في البرنامج التدريبي هم 17 إماماً من أئمة أفريقيا، وتمت مراعاة تمثيلهم لجميع بلدان القارة السمراء، مثل «أوغندا، وتنزانيا، وغانا، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، وتوغو، والنيجر، وكوت ديفوار، وغينيا، وبوركينا فاسو، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وكينيا، والكاميرون، وبنين، وإثيوبيا».
ولفت نجم إلى أن هذا التدريب لم يكن الأول لدول أفريقيا ولن يكون الأخير، وذلك إيماناً من دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بدوريها القومي والإقليمي، حيث عملت على تقديم كل أشكال الدعم العلمي والشرعي لدول القارة الأفريقية، خصوصاً في مجال التدريب على الفتوى، حيث تولت تدريب عدد كبير من الطلبة من مختلف الدول الأفريقية على فنون ومهارات الإفتاء، عبر برامج تدريبها المختلفة التي تمتد إلى 3 سنوات، أو الدورات المختصرة التي يتم إعداد برامجها وفقاً لحاجة من يريدون التدريب على الإفتاء مع مراعاة خصائص البلدان الأفريقية، عند إعداد المناهج التدريبية لهم.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أن «هذه الدورة جاءت في إطار ما يشهده العالم الإسلامي من تحديات وأوضاع غير مواتية، حيث شعرت دار الإفتاء أن من واجب الوقت عليها أن تعمل على تحسين (الأداء الإفتائي) لدى المتصدرين للفتوى؛ رجاء أن يعود هذا التحسين عليهم بمزيد من الوعي والإدراك لواقعهم وحاجات مجتمعاتهم، فيجتمع لهم ثمار أداء واجب الوقت المخرج للمسلم من ظلمة الواقع المرير إلى إشراق مستقبل حضاري قريب واعٍ وفعَّال وكفء»، مشيراً إلى أن «الدورة هدفت إلى تزويد المتدربين من دول قارة أفريقيا بالمهارات اللازمة ليكونوا قادرين على ممارسة الفتوى مع الالتزام بالمنهج الوسطي، والاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية في صناعة الإفتاء وإدارة شؤونه، وكذلك القدرة على رصد وتحليل الأفكار المتطرفة، والقدرة على تفكيك هذه الأفكار وبيان ما تحمله من مخالفات شرعية».
وعبر الأئمة الأفارقة الخريجون في كلمتهم التي ألقاها نيابة عنهم جدة عبد القادر، عن سعادتهم بالمشاركة في هذا البرنامج التدريبي، الذي جاء في الوقت المناسب بهدف وحدة الأمة الإسلامية من خلال المحافظة على موروثها وثوابتها الدينية في سبيل تحقيق الوسطية والاعتدال، مضيفاً: «الدورة لم تقتصر على العلوم الدينية فحسب؛ بل كان القائمون عليها حريصين كذلك على الإرشاد الفكري السليم وتفسير حقائق الدين وفق تطور العقول والعلوم ليستمر في إيجاد الحلول لكل أنماط الحياة البشرية»، مشيراً إلى أن «الدورة وضعت منهجية مهمة في صناعة عقلية المفتي تنير طريقه لأداء دوره مُفتياً في المجتمع، كما قامت بتنقية وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة الدخيلة على الإسلام».
مصر: تخريج 17 إماماً أفريقياً عقب تدريبهم على مواجهة التطرف
لتحسين أداء المتصدرين للفتوى وتحليل الأفكار المتشددة
مصر: تخريج 17 إماماً أفريقياً عقب تدريبهم على مواجهة التطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة