إسقاط «درون» حوثية في سيئون... وجلسة البرلمان في موعدها

TT

إسقاط «درون» حوثية في سيئون... وجلسة البرلمان في موعدها

قبل أن تتجه الأنظار، غداً (السبت)، صوب مديرية سيئون بمحافظة حضرموت لمتابعة أولى جلسات مجلس النواب اليمني، أسقطت الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن طائرة مسيرة دون طيار فوق مدينة سيئون الواقعة شرق البلاد. وبحسب اللواء الركن فرج البحسني محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، فقد تم التصدي للطائرة وإسقاطها، ولم يُصب أي مواطن بأذى.
ومن المرتقب أن يحضر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وسفراء الدول الـ19 الراعية للعملية السياسية في اليمن، واتحاد البرلمان العربي، وعدد من رؤساء البرلمانات الإسلامية والعربية أولى الجلسات.
ويُعد عقد هذه الجلسة انتصاراً سياسياً للحكومة اليمنية التي نجحت خلال السنوات الماضية في جمع أعضاء المجلس من مختلف المدن اليمنية، خصوصاً الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، لتكتمل بذلك السلطات الثلاث للحكومة الشرعية، وهي: «التشريعية» و«التنفيذية» و«القضائية».
ويقلل راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية من تأثير هذه الحادثة على الترتيبات لانعقاد مجلس النواب ووصول قيادات الدولة، واصفاً إياها بـ«المحاولة البائسة واليائسة». ويقول في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الترتيبات جارية على قدم وساق، والأمور مستتبة، وكل شيء يسير بحسب الموعد المحدد ووفق الإجراءات المحددة، وهذا الحادث لن يؤثر مطلقاً على التجهيزات».
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قراراً جمهورياً وجَّه فيه الدعوة لمجلس النواب لعقد دورة انعقاد غير اعتيادية بمحافظة حضرموت، أول من أمس.
ويقول مبخوت بن ماضي، الأمين العام المكلف عضو مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط»، إن 148 نائباً في المجلس اتفقوا قبل الذهاب لعقد الجلسة الأولى في سيئون غداً، على هيئة الرئاسة في المجلس والمكونة من سلطان البركاني رئيساً للمجلس، ومحمد علي الشدادي نائباً، وعضوية كل من حسين باصرة وعبد العزيز الجباري. وأضاف أن كل القوى السياسية والبرلمانية والمستقلين اتفقوا على عدم ترشيح أحد خلال الجلسة الافتتاحية.
وفي الجلسة الإجرائية الأولى، سيترأس المجلس محمد الشدادي الذي يقرأ البيان المتضمّن نقاطاً عدة أبرزها ما جرى إنجازه من المجلس في الفترة الماضية، وتوضيح ما جرى الاتفاق عليه من التأكيد على المرجعيات الثلاث، وعلى دعم التحالف، والشراكة الحالية بين الحكومة اليمنية والتحالف.
ويلفت بن ماضي إلى أن تلاوة البيان سيعقبها فتح باب الترشح، وإن خالف أحدهم الاتفاق وقدم حينها أحد المستقلين مرشحاً لا يمانع المجلس في النظر بخصوصه ضمن العملية الديمقراطية، وسيتم الاقتراع لرئاسة المجلس، وإن لم يتقدم أحد فسينال التزكية، ويفتح بعد ذلك باب الترشح لنواب المجلس، وبذلك تتكون هيئة مجلس النواب.
وبانتهاء الجلسة الإجرائية لانتخاب رئاسة هيئة مجلس النواب والتزكية، تعقد الجلسة الافتتاحية الرئيسية بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمدعوين كافة من سفراء الدول الـ19 ومسؤولين من مختلف دول العالم، وأعضاء المجلس البالغ عددهم قرابة 148 نائباً، ومشاركة نائبين عبر «سكايب» من الولايات المتحدة الأميركية، وآخرين من الأردن، ونائب من إيطاليا.
ويرى معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن صدور قرار الرئيس اليمني لعقد دورة انعقاد غير اعتيادية بمحافظة حضرموت، جاء استناداً لأحكام دستور الجمهورية اليمنية ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، وتأتي في سياق معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب والعمل على استكمال بناء مؤسسات الدولة، وقيامها بدورها الوطني في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ البلاد.

لماذا سيئون؟
تلك المدينة الواقعة في منتصف وادي حضرموت من المدن المهمة في الشق الجنوبي من اليمن كونها تحتضن العديد من المديريات، وتضم إرثاً تاريخياً كبيراً، كما أنها تمتلك المقومات لاستقبال هذا الحشد السياسي الأول من نوعه بعد العملية الانقلابية، ومن ذلك المطار الدولي الذي سيكون نقطة الالتقاء الأولى لوصول السياسيين والسفراء من مختلف دول العالم.
وكان السبب الرئيسي لاحتضان هذه المدينة التي تبلغ مساحتها قرابة 804 كيلومترات مربعة، ويقطنها نحو 112 ألف نسمة، كونها من أكثر المناطق الآمنة في الشق الجنوبي من البلاد التي لم تصل إليها الميليشيات، كما أنها تُعدّ مدينة سلام، وأهلها من المؤيدين للعملية الديمقراطية، بحسب الأمين العام لمجلس النواب.
وأضاف بن ماضي أن المدينة قادرة على تنظيم الحدث السياسي الذي يُعد نقطة تحوّل في مسار البلاد، واتفق معه في ذلك وزير الإعلام الذي شدد على أن سيئون مدينة يمنية في المقام الأول، ولديها القدرة والبنية التحتية لاحتضان هذا الحدث.
وأكد مسؤولون يمنيون أن الوضع الأمني مستقرّ بشكل عام، ولا يوجد ما يعكّر صفو الاجتماع، مشيرين إلى أن هذا الحراك السياسي المهم على الخريطة اليمنية «عاصفة حزم» جديدة ضد الميليشيات الانقلابية، وجرى توفير كل الإمكانيات التي ستساعد على إنجاحه وإخراجه بالشكل المطلوب للعالم من النواحي الأمنية والبنى التحتية واللوجيستية كافة.
ولفتوا إلى أن الجهات المعنية وضعت خطة أمنية لتنظيم الحدث مع وجود دول التحالف.
تطمينات أخرى تضمنها تصريح محافظ حضرموت، إذ أكد على أن الاستعدادات الأمنية عالية لتأمين الحدث الوطني المهم والكبير الذي ستشهده مدينة سيئون باحتضانها جلسة انعقاد الدورة غير الاعتيادية للبرلمان بعد سنوات من عدم انعقاده بسبب ظروف الحرب التي أشعلتها الميليشيات الانقلابية الحوثية.
ودعا البحسني المواطنين إلى عدم القلق لمحاولات إقلاق السكينة العامة في مدينة سيئون، من قبل بعض العناصر التي تحاول العبث بأمن واستقرار البلد، وأن الأوضاع مستقرة.
وأوضح اللواء البحسني أن قيادة السلطة المحلية بحضرموت عقدت صباح أمس عدة اجتماعات ضمت قيادات عسكرية وأمنية، وقامت بزيارات ميدانية للوقوف على الاستعدادات العسكرية والأمنية لتعزيز الأمن في مديريات وادي حضرموت، وتأمين هذا الحدث الوطني المهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.