مع استمرار سياسة القمع للمسيرات السلمية الأسبوعية في الضفة الغربية وملاحقة حراس المسجد الأقصى المبارك، كشف نادي الأسير الفلسطيني، أمس الجمعة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ عام 2015 وحتى نهاية شهر فبراير (شباط) 2019. تحت قيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قرابة (6000) طفل فلسطيني من الإناث والذكور، تعرض (98) في المائة منهم لعمليات تعذيب نفسية وجسدية.
وبدأت جمعة مواجهات جديدة بين مئات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة ضمن مسيرات العودة، تحت شعار «انتصار الكرامة». وقالت الهيئة الوطنية العليا التي تقود الحراك في بيان بأنها ستواصل الطريق «حتى الحرية والعودة، وإنهاء الحصار الظالم... وتحقيق أماني الفلسطينيين بحياة حرة وكريمة».
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: إن «الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن مسيرات العودة، إلا بإنهاء الحصار على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي». وقال «إن حماس تتحرك في ثلاثة مسارات للضغط على الاحتلال، للاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني». وأضاف أن «هناك حراكا إيجابيا في مباحثات التهدئة، وقضيتنا ليست إنسانية إنها قضية تحرر وطني».
وكانت الضفة الغربية قد شهدت، أمس، سلسلة صدامات مع قوات الاحتلال، بدأت في القدس الشرقية المحتلة، حيث أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك أن السلطات الإسرائيلية استهدفت أكثر من خمسين حارسا وموظفا، منذ إعادة فتح مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى نهاية فبراير (شباط) الماضي. وأشارت الدائرة، في بيان لها، أمس، إلى أن آخر الإجراءات الإسرائيلية كان «الاعتداء الهمجي والوحشي الذي طال حارس المسجد الأقصى المبارك عمران الرجبي واعتقاله لمجرد مطالبته أطقم شرطة الاحتلال بخلع أحذيتهم قبيل اقتحامهم لمصلى باب الرحمة».
وقالت الدائرة التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، «إن سياسة استهداف حراس المسجد الأقصى في فتح مصلى باب الرحمة والتي طالت أكثر من خمسين حارسا وموظفا من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية لن تثنيهم عن القيام بأسمى واجباتهم في الحفاظ على هوية المسجد الأقصى». وقالت «إن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وسيبقى مفتوحاً أمام المصلين وكافة إجراءات الاحتلال وقراراته المتعلقة بالمصلى باطلة جملة وتفصيلا».
وفي كفر قدوم، أصيب شاب بعيار معدني في الفم خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاما والتي انطلقت لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني. وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي أن جيش الاحتلال اقتحم البلدة قبل انطلاق المسيرة واعتلى أسطح منازل المواطنين وأطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه الشبان مما أدى إلى إصابة شاب بعيار في الفم تم نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس لتلقي العلاج. وأكد شتيوي أن مواجهات عنيفة اندلعت عقب انطلاق المسيرة تصدى الشبان خلالها لجنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة وأفشلوا كمينا نصبه جيش الاحتلال في أحد المنازل بهدف اعتقال الشبان دون أن تسجل أي حالة اعتقال. وانطلق المئات من أبناء البلدة عقب صلاة الجمعة في مسيرتهم الأسبوعية بمشاركة عشرات الأطفال الذين رفعوا شعارات حقوق الطفولة مطالبين المنظمات الدولية بالتدخل لحمايتهم من الانتهاكات اليومية التي تمارس بحقهم من قبل جيش الاحتلال.
كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية نعلين الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار. وذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق وعولجوا ميدانيا. وكانت المسيرة قد خرجت دعما وإسنادا للأسرى في سجون الاحتلال، وكذلك رفضا لتجديد الاعتقال الإداري بحق الناشط ثائر عميرة الذي جدد الاعتقال له للمرة الرابعة على التوالي، وكذلك الناشط صلاح التايه والذي جدد الاعتقال له للمرة الثانية.
وشارك في المسيرة أهالي القرية، وعدد من المتضامنين الأجانب. ورفع المشاركون فيها العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بإجراءات الاحتلال بحق الأسرى.
وفي جنوبي الخليل، شرعت قوات الاحتلال، بعد ظهر أمس، بأعمال تمشيط بعد سماع أصوات إطلاق نار. وأوضحت المصادر، أن أصوات إطلاق نار سمعت بالقرب من مستوطنة «بيت حجاي» جنوب الخليل، وأن قوات من الجيش الإسرائيلي شرعت بالتمشيط في المنطقة.
وفي السياق قال تقرير صادر عن نادي الأسير لمناسبة حلول يوم الطفل الفلسطيني، الذي يصادف في الخامس من أبريل (نيسان) من كل سنة، أن ذروة هذه الاعتقالات كانت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2015 مع بداية الهبة الشعبية، حيث أُصيب العشرات منهم برصاص الاحتلال قبل عملية اعتقالهم. ولفت إلى أن 250 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، منهم (30) طفلاً مقدسياً، تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم في معتقلات (عوفر، ومجدو، والدامون) في ظروف صعبة وقاسية. وأوضح نادي الأسير في تقريره أن سلطات الاحتلال مستمرة في نهجها بإقامة محاكم صورية بحق القاصرين، وتطبيق قوانين عنصرية خاصة لسلبهم طفولتهم، وشرّعت إصدار أحكام عالية تصل إلى المؤبد. وطالب نادي الأسير المؤسسات الحقوقية الدولية التي تعنى في الطفولة وعلى رأسها «اليونيسيف» اتخاذ إجراءات فعلية تجاه الانتهاكات الحاصلة بحق الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي.
من جهة ثانية، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، أنه بدأت تلوح في الأفق بوادر انفراج لعودة الهدوء في سجون ومعتقلات الاحتلال، وذلك بعد عدة شهور من التوتر والإرباك عاشتهما الحركة الأسيرة، بفعل الهجمة الشرسة التي تعرض لها الأسرى، حيث الاقتحامات والاعتداءات والتنكيل والتخريب والعبث بالمحتويات والعزل وفرض الغرامات.
وأكدت الهيئة أن اجتماعا عقد مساء الخميس، أول من أمس، بين قيادة حركة فتح بالسجون وإدارة المعتقلات والاستخبارات، وتمت مناقشة الوضع الراهن وقرار الحركة الأسيرة إعلان إضراب مفتوح عن الطعام في الأسبوع المقبل. وتم التفاهم على جملة من الأمور في مقدمتها إزالة أجهزة التشويش التي وضعت خلال الفترة الماضية، وتركيب أجهزة تلفونات عامة في ساحات المعتقلات.
وقالت الهيئة إنه سيتم تجميع قادة حركة حماس داخل السجون في معتقل ريمون، لوضعهم في تفاصيل الحوار، وأن هناك موافقة مبدئية على إعادة الهدوء من الجميع ضمن الالتزامات المتفق عليها، وسيتم الانتظار حتى انتهاء الاجتماع في ريمون مساء اليوم، لإعطاء قرار أسرى حركة حماس النهائي.
استمرار مسيرات الجمعة... واعتداءات إسرائيلية جديدة على حراس الأقصى
تقرير حقوقي: 6 آلاف طفل فلسطيني تم اعتقالهم في ظل حكومة نتنياهو
استمرار مسيرات الجمعة... واعتداءات إسرائيلية جديدة على حراس الأقصى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة