النجوم الشباب يسيطرون على مسلسلات رمضان للمرة الأولى في مصر

بعد غياب كبار الفنانين عن الساحة الموسم المقبل

محمد رمضان في لقطة من مسلسل ««زلزال»
محمد رمضان في لقطة من مسلسل ««زلزال»
TT

النجوم الشباب يسيطرون على مسلسلات رمضان للمرة الأولى في مصر

محمد رمضان في لقطة من مسلسل ««زلزال»
محمد رمضان في لقطة من مسلسل ««زلزال»

يشهد موسم دراما رمضان 2019 لأول مرة، ظاهرة استحواذ النجوم الشبان على السباق بالكامل، بعد خروج قائمة النجوم الكبار، لأسباب متنوعة، فالموسم الذي كانت تتشكل ملامحه بوجود مسلسلات يحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي وعادل إمام، أصبح يسيطر عليه النجوم الشباب مثل أمير كرارة، ومحمد رمضان، وأحمد السقا، وياسمين عبد العزيز وياسمين صبري، ودينا الشربيني، ودنيا سمير غانم وغيرهم، مما سيكون له انعكاسات، على منصات العرض، وكذلك في عادات المشاهدة، ونوعيات الجمهور.
يقول الناقد خالد محمود، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ملامح هذه الظاهرة وضحت منذ موسم رمضان 2018، عندما تأجل مسلسل يسرا «لدينا أقوال أخرى» من العرض في رمضان بالقنوات المصرية، لصالح أعمال النجوم الشباب، الذين أصبح الجمهور يتعلق بهم وينتظر أعمالهم، مثل أمير كرارة، ويوسف الشريف، وأيضا مصطفى شعبان، الذي شهد رمضان الماضي تألقه من خلال مسلسل «أيوب»، وهو ما يعني أن قائمة النجوم التقليدية لرمضان بدأت ملامحها في التغير».
وأضاف محمود، أن عدم وجود يحيى الفخراني وعادل إمام ويسرا وليلى علوي هذا العام ربما يكون فرصة جديدة لإلقاء الضوء على النجوم الشباب، لكنه اختبار ذو حدين، إما أن يؤكدوا نجوميتهم بالفعل في احتلال المكانة الأولى على شاشة الدراما، وإما أن تكون خطوة للوراء، لكن هذا في كل الأحوال سيكون له انعكاس سلبي على فئة الجمهور كبار السن، الذين اعتادوا على مشاهدة مسلسلات كبار النجوم، ولا يتحمسون كثيراً لمسلسلات الشباب التي تقدم قضايا مختلفة عن حياتهم اليومية، كما أنها في معظمها يكون أغلبها أكشن ومغامرات.
وختم خالد محمود كلامه، بالإشارة إلى أن التركيز على مسلسلات الأكشن، يتطلب أن تكون بجودة عالية جداً، لأن جمهور الشباب يشاهد شبكة «نتفلكس» التي تقدم دراما الأكشن والمغامرات بجودة عالية للغاية، وهو ما سيفتح مجالا للمقارنة.
كان من المقرر أن تنافس الفنانة يسرا في دراما رمضان المقبل، بمسلسل «بيت العيلة» ولكن لظروف إنتاجية خرجت من السباق قبل أن تبدأ التصوير، أيضا الفنان عادل إمام صوّر بالفعل 40 في المائة من أحداث مسلسله الجديد «فالنتينو»، ولكنه توقف قبل شهر تقريباً لأسباب غير معلومة، دون تحديد موعد جديد لعودة التصوير، وهو ما يهدد بخروجه من السباق القادم، أما الفنان يحيى الفخراني، الذي قدم رمضان الماضي مسلسل «بالحجم العائلي» فاختار بنفسه الخروج من السباق ليقدم نسخة جديدة من مسرحية «الملك لير» على مسرح «كايرو شو» أبريل (نيسان) الجاري، بعد أن قدمها سنوات طويلة على مسرح الدولة.
أما الناقد أحمد شوقي، فيقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «كرارة ورمضان والسقا أصبحوا في الدراما أكثر جماهيرية من النجوم التقليديين، وأعمالهم لا تحمل مخاطرة إنتاجية، لأنه يتم تسويقها بسهولة، وهذا دفع المنتجين للاهتمام بإنتاج مسلسلات لهم على حساب النجوم الكبار، ولكن سيطرة الشباب بشكل عام على المسلسلات سيكون له تأثير على نوعية المسلسلات التي تقدم، فمعظمهم يتنافسون في الأعمال الأكشن، وهذا يجذب فئة الشباب من المشاهدين التي تهتم بمشاهدة المسلسلات على الإنترنت، وبالتالي قد يفقد التلفزيون نسبة من مشاهديه في رمضان المقبل، لأن كبار السن لا يهتمون بمشاهدة نوعية المسلسلات التي يقدمها معظم النجوم الشباب».
وأكد شوقي، أن هذا الموسم بشكل عام، سيكون مختلفا ليس على مستوى الموضوعات التي تتم مناقشتها، ولكن على مستوى جودة التنفيذ، لأن جميع المسلسلات تم تصويرها في وقت قصير جداً، مشيراً إلى أن سوق الدراما كانت قد شهدت انطلاقة كبيرة في 2011. على مستوى الموضوعات والنوعيات التي تقدم، لكنها في الوقت الحالي تتراجع حتى على مستوى المخاطرة الإنتاجية بموضوعات ونوعيات جديدة، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية على المستوى الفني للمسلسلات في رمضان المقبل، والحقيقة أن هذه الظاهرة بدأت منذ عامين تقريباً، فلم يلفت الأنظار تقريبا سوى مسلسل «هذا المساء»، أما باقي المسلسلات بما فيها التي حققت ضجة كبيرة وقت عرضها لا يتذكرها أحد الآن.
ويتنافس في الموسم الرمضاني المقبل، عدد من المسلسلات المصرية أبرزها «كلبش 3» بطولة أمير كرارة، و«بركة» بطولة عمرو سعد، و«ولد الغلابة» بطولة أحمد السقا، و«زلزال» بطولة محمد رمضان، و«لمس أكتاف» بطولة ياسر جلال، و«هوجان» بطولة محمد إمام، و«أبو جبل» بطولة مصطفى شعبان، و«ﻵخر نفس» بطولة ياسمين عبد العزيز، و«فكرة بمليون جنيه» بطولة علي ربيع، و«حكايتي» بطولة ياسمين صبري، و«البرنسيسة بيسة» بطولة مي عز الدين، و«طلقة حظ» بطولة مصطفى خاطر، و«قمر هادي» بطولة هاني سلامة، و«ابن أصول» بطولة حمادة هلال، و«سوبر ميرو» بطولة إيمي سمير غانم، و«الواد سيد الشحات» بطولة أحمد فهمي، و«زي الشمس» بطولة دينا الشربيني، و«من أول نظرة» بطولة دنيا سمير غانم، و«قابيل» بطولة محمد فراج ومحمد ممدوح وأمينة خليل، و«الزوجة 18» بطولة حسن الرداد.



حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
TT

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})

«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات الغنائي في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور، واستمرت مسيرتها الغنائية حتى اليوم، سواء عبر تترات المسلسلات أو الحفلات الموسيقية.

ترى حنان أن ارتداءها الحجاب ليس عائقاً أمام مواصلة مشوارها الغنائي، كما أعربت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» عن رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي، كما حكت قصتها مع أم كلثوم وكيف أهدتها «كوكب الشرق» 5 جنيهات هدية (الجنيه وقتها كان يساوي أكثر من دولارين).

حنان مع والدها محمد ماضي {عازف الكمان} في فرقة {كوكب الشرق} أم كلثوم ({الشرق الأوسط})

وأكدت حرصها على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في «ساقية الصاوي»؛ لأنها تشعر بالود والدفء وسط الجمهور الحاضر من مراحل عمرية مختلفة، الذي وصفته بـ«السميعة»؛ لحرصه على الاستماع لأغنيات بعينها.

حنان التي تحضّر لطرح إحدى أغنياتها «السينغل» خلال أيام قالت إنها «لا تشبه مطربي جيل التسعينات كثيراً هي وأكثر من اسم فني ظهر في ذلك الوقت»، مشيرة إلى أن «الاختلاف يكمن في كثير من التفاصيل، مثل الموسيقى والكلمات، فقد تميزنا بلون مختلف وسط موجة مطربي التسعينات».

تحضر حنان ماضي حالياً لعمل فني لطرحه قريباً ({الشرق الأوسط})

وكانت شارات الأعمال الدرامية التي قدمتها حنان على مدى مشوارها علامة فارقة في مسيرتها على غرار شارات مسلسلات «المال والبنون»، و«اللقاء الثاني»، و«البحار مندي»، و«الوسية»، و«على نار هادية»، و«قصة الأمس»، و«آسيا»، وكذلك مسلسل «ضرب نار» أخيراً، لافتة إلى أن «الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة، بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله».

وعن كواليس غنائها لشارة مسلسل «اللقاء الثاني» الذي قدم أواخر ثمانينات القرن الماضي وحقق نجاحاً كبيراً وبات بمنزلة «نوستالجيا» لجيلي السبعينات والثمانينات، قالت حنان: «كنت موجودة في الاستوديو للعزف على آلة الكمان، وطلب مني عمر خيرت الغناء، وعندما حضر علي الحجار وسيد حجاب واستمعا لصوتي، قرروا تثبيت الأغنية لشارة العمل برغم عدم الترتيب المسبق للأمر، وأصبحت الصدفة أجمل ما بمشواري».

الفنانة المصرية حنان ماضي ({الشرق الأوسط})

ونفت حنان أن تكون ابتعدت عن الساحة الغنائية، مؤكدة أنها أصدرت خلال السنوات الماضية أكثر من أغنية «سينغل» من بينها «حنين لماضي»، و«رمانك حداق»، و«مين هي» وهي أغنية وطنية، كما أوضحت أنها تحضر حالياً لعمل فني لطرحه قريباً، لكنها تعرضت لآلام مُبرحة في قدمها منعتها من مواصلة العمل عليه، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية أصبحت مقتصرة على «السينغل» للتركيز على جودة العمل، كما أن فكرة الألبوم انتهت؛ نظراً للتكلفة الباهظة.

وعن الفرق بين فترة بدايتها في ثمانينات القرن الماضي والفترة الراهنة، تقول إن «تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات»، مؤكدة ترحيبها بتقديم أعمال تستعين فيها بهذه التقنية، وستعمل على ذلك في أعمالها التي تحضر لها.

أكدت ماضي رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي ({الشرق الأوسط})

ورغم عدم خوضها تجربة التمثيل الاحترافي خلال مشوارها الفني فإن حنان ماضي تحلم بتقديم «السيرة الذاتية» للفنانة الراحلة شادية في عمل درامي، خصوصاً أن شادية أبدعت في التمثيل والغناء والمسرح وكل ألوان الفنون، وأن أعمالها لها طابع خاص منذ بدايتها وحتى اعتزالها الفن، وفق قولها.

وتطمح حنان للغناء باللهجة الخليجية، لكنها ترى أن «العمل لا بد أن يأخذ حقه بالتحضيرات واختيار تفاصيل مميزة كي يصل للناس سريعاً».

ورغم طابعها الخاص الأقرب للطرب المحافظ الأصيل في الغناء، لا ترفض حنان أغنيات المهرجانات التي تستمع إليها يومياً عبر «المراكب النيلية» من شرفة منزلها بجزيرة المنيل (وسط القاهرة)، مؤكدة على تنوعها وحضور بعض مطربيها على الساحة، لكنها في المقابل ترفض الابتذال في الكلمات.

وتوضح المطربة المصرية الفوارق بين الأغنيات الشعبية، التي قدمها مطربون بارزون على غرار محمد رشدي، ومحمد العزبي، ومحمد طه، وأحمد عدوية وغيرهم، وبين «أغنيات المهرجانات»، مشيرة إلى أن «كل شخص من حقه تقديم ما يروق له، ولكن بشرط أن يكون بالمستوى اللائق»، كما لفتت إلى أن «مهنة الفن لا تكفي لسد الاحتياجات بشكل كبير»، وأوضحت أنها لا تستند عليه فقط، وأن وجود عمل تجاري بجانب الفن أمر طبيعي.

أستمع لأغنيات المهرجانات يومياً عبر «المراكب النيلية»

حنان ماضي

وعن ارتدائها الحجاب وتأثيره على حضورها بالساحة الغنائية، قالت حنان: «ارتديت الحجاب فعلياً قبل عامين فقط، وقبل ذلك لم أتوقف عن الغناء مثلما ردد البعض، لأنني لم أقدم طوال مسيرتي ما يدعوني للخجل، كما أن الحجاب ليس عائقاً للاستمرارية في الغناء والمشاركة في إحياء الحفلات، وتقديم شارات لأعمال درامية».

تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات

حنان ماضي

وتحكي ماضي ذكريات وجودها بصحبة والدها محمد ماضي «عازف الكمان» في فرقة «كوكب الشرق» أم كلثوم، في مطلع سبعينات القرن الماضي، وتقول: «ذهبت ذات يوم مع والدي لاستوديو 46 بالإذاعة، وبعد حضور أم كلثوم بوقت قليل انقطعت الكهرباء فجأة من الاستوديو، لكنها ضمتني بحب وأمومة، وحينها شعرت بالأمان، ولم تملّ رغم طول الوقت حتى لا أشعر بالخوف بسبب الظلام، وقبل انصرافي أعطتني 5 جنيهات، وذهبت للمنزل وأنا أشعر بسعادة بالغة، رغم عدم إدراكي بقيمة المبلغ الذي يعتبر كبيراً في ذلك الوقت، وكان سبباً في اقتنائي حينها مجموعة كبيرة من الفساتين».

الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله

حنان ماضي

وعن أهم نصائح والدها في بداية مشوارها، قالت: «كان ينصحنا جميعاً بالاعتماد على النفس مثله، فقد كان عصامياً»، كما ذكرت حنان ما كان يحكيه والدها عن عمله مع أم كلثوم وتضيف: «هي شخصية مختلفة تقدر قيمة الوقت ودقيقة جداً، والبروفة لا بد أن تبدأ في موعدها بالثانية، كما كانت تقف لضبط كل آلة على حدة، وترفض الخروج عن النص، وتمنع الأحاديث الجانبية، ودخول أي شخص سوى فرقتها فقط».

وعن نجوم الغناء المفضلين لديها، قالت حنان: «كنت أحب الاستماع للجميع، ولم تكن أم كلثوم في البداية قدوتي مثلما يعتقد البعض، فقد كنت أعشق صوت عايدة الشاعر، وليلى نظمي، وصفاء أبو السعود، وعفاف راضي، وكل ما هو سهل وخالٍ من التفاصيل والمواويل، لكنني فيما بعد عرفت معنى الغناء وأحببت أم كلثوم، وعبد الحليم، وصباح، وشادية، وفيروز، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، وعرفت معنى الطرب، وأدركت أن لكل مرحلة ذوقها وتغيراتها».