تقرير أميركي عن المتطرفين اليمينيين: «داعش البيضاء»

انتقاد الإنترنت لنشر أفكار المتشددين

TT

تقرير أميركي عن المتطرفين اليمينيين: «داعش البيضاء»

بينما ناقش مشتركون في تلفزيون «سي إن إن» العلاقة بين تنظيم داعش والمتطرفين اليمينيين، على ضوء مذبحة نيوزيلندا التي قام بها يميني متطرف، وصف تقرير أميركي هؤلاء المتطرفين اليمينيين بأنهم ينتمون إلى «داعش البيضاء». وانتقد تقرير آخر شبكات الإنترنت، وقال بأنها تساهم في نشر الأفكار المتطرفة، وأن اليمينيين المتطرفين صاروا يدمنون فيديوهات «داعش» العنيفة».
وقال التقرير الأخير، الذي نشره، أول من أمس، موقع تلفزيون «سي إن إن»: «توجد في مآسي المذبحة في مسجدين في نيوزيلندا مفارقة مريرة: الإرهابي الذي قتل ما لا يقل عن 50 شخصاً يشبه، من نواح كثيرة، عضواً في تنظيم داعش».
وأضاف التقرير: «إذا كانت حياته مختلفة بطريقة ما، فقد انتهى به الأمر وقتل عشرات الأبرياء، كما يفعل مقاتل ينتمي إلى «داعش». نوع التطرف والكراهية مختلفان بالطبع. لكن لديهما شيء واحد مشترك على الأقل: الإنترنت كأداة للتطرف».
وقالت جيسيكا شتيرن، أستاذة في قسم دراسات الإرهاب في جامعة بوسطن، ومؤلفة كتاب: «الدولة الإسلامية: دولة الإرهاب»: «إنهم (المتطرفين) يلتقطون آيديولوجية تساعدهم على تبرير غضبهم. وهذا شيء متاح في الإنترنت».
وأضافت: «يأتي الإرهاب في أشكال وأنواع. لاحظنا أن بعض الناس الذين كانوا يلتقطون آيديولوجية «داعش» لم يكونوا مسلمين... صارت آيديولوجية «داعش» طريقة جذابة لبعض هؤلاء الرجال للتعبير عن غضبهم. صار العنف المتطرف آيديولوجية أخرى ذات شعبية كبيرة، إنها نوع آخر من أنواع الإرهاب».
وقال نائب مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن: (في واشنطن العاصمة): «صارت القضية على المواقع الرئيسية في الإنترنت هي، غالبا، عن المحتوى المرتبط بتنظيم داعش. لكن، هذه الديناميكية نفسها لا تحدث عندما يتعلق الأمر بعنف المتطرفين البيض».
وأضاف: «لا يفرق الذي يحب العنف بين عنف وعنف. بالنسبة للشخص أن يحب مشروب «بيبسي كولا»، يشاهد إعلانا عن المشروب، ثم يشاهد إعلانات أخرى، وينقاد لعواطفه. هذا هو منطق شركات الإعلانات. لكن، نفس الانقياد للعاطفة يمكن أن يطبق على دعاة الكراهية والعنف... هذا هو وضع المتطرفين البيض، وهذا هو ما نراه في دعاياتهم في الإنترنت».
في الأسبوع الماضي، ناقش برنامج «ديلي شو»، الذي يقدمه المذيع تريف رنوا في قناة «كوميدي شو»، العلاقة بين تنظيم داعش والمنظمات البيضاء العنيفة. وقال زميله حسن منهاج، مسلم أسود: «صارت هناك تفرقة عنصرية في الحرب ضد الإرهاب. صار إرهاب البيض أكثر تحملا من إرهاب غير البيض». وأضاف: لا أرى أي فرق بين إرهاب «داعش» وإرهاب أمثال مرتكبي جريمة نيوزيلندا. أرى أن هؤلاء ينتمون إلى «داعش البيضاء».
وأشار إلى تقرير، كان أذاعه تلفزيون «سي بي إس»، جاء فيه: «يتابع مقاتلي «داعش» يمينيون متطرفون يجوبون الإنترنت، وصار أنصار العنف هؤلاء يسيرون على خطى مقاتلي «داعش». لقد قفزت هجمات أقصى اليمين في أوروبا بنسبة 43 في المائة بين عامي 2016 و2017». في الأسبوع الماضي، نشر موقع «بلاك بريس» (صحافة السود) تقريرا عنوانه: «هل هذه داعش البيضاء؟» وجاء فيه أن «الاغتيال الجماعي للمسلمين العزل من قبل رجل أبيض قوي في مدينة ساحلية تسمى كرايستشيرش لم يكن من قبيل الصدفة». وأضاف التقرير: «كتب القاتل عن «فالهالا» (جنة خيالية في أدب سكان اسكنديناوا القديم يدخلها الذين يموتون في الحرب من أجل العدالة). تماما مثلما يكتب الداعشيون عن جنة تنتظرهم بعد موتهم، أو قتلهم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.