شاركت حشود شعبية كبيرة ووفود رسمية من 59 دولة وممثلون من المنظمات الإسلامية والدولية بحضور رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن في المراسم الوطنية التي أقامتها حكومة نيوزيلندا يوم أمس لتأبين الضحايا الـ50 من المسلمين الأبرياء الذين قضوا أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في 15 مارس (آذار) في مسجدي النور ولينوود في مدينة كرايستشيرش. وشاركت الدبلوماسية السعودية في مراسم العزاء، حيث وجد في مراسم التأبين عادل الجبير عضو مجلس الوزراء السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية، والذي جدد التأكيد على وقوف بلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان مع ذوي ضحايا الحادث الإرهابي، مؤكدا في ذات السياق رفض الرياض لكافة أشكال التطرف والإرهاب مقدماً التعازي لنيوزيلندا حكومة وشعباً. وثمن الوزير الجبير موقف رئيسة الوزراء والشعب النيوزيلندي وتعاملهم مع الحادث الأليم، مشيراً إلى أنهم أثبتوا للعالم أن نيوزيلندا بلد منفتح للعالم وتسود فيه المحبة والإنسانية، حيث قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «شاركت في مراسم تأبين ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا وشهدت على حرص الحكومة النيوزيلندية على وحدة المجتمع النيوزيلندي بكافة أطيافه... التفاف كل النيوزيلنديين من كل الأديان حول المسلمين في بلادهم يؤكد أن نيوزيلندا مثال للتعايش والتسامح والإنسانية». وقدم الوزير السعودي تعازي حكومة بلاده لذوي الضحايا وأمنيات الشفاء للمصابين خلال التقائه بهم، كما اطمأن على صحة المواطنين السعوديين خالد الشدوخي وأصيل الأنصاري اللذين تعرضا لإصابات جراء الحادث الإرهابي في نيوزيلندا.
فيما التقى الوزير الجبير خلال زيارته الرسمية لنيوزيلندا الحاكمة باتسي ريدي ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز. بينما قدم الوفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي المشارك في مراسم التأبين واجب العزاء نيابة عن الأمين العام للمنظمة، الدكتور يوسف العثيمين، معبرا عن وقوف منظمة التعاون الإسلامي مع حكومة نيوزيلندا وذوي الضحايا في هذه الأيام العصيبة. وأكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية أن بلادها «ستظل تتذكر دموع شعبها والعزيمة الجديدة التي تم تشكيلها عقب المجزرة». وقالت «خلال الأسبوعين الماضيين سمعنا قصص أولئك الذين تأثروا بهذا الهجوم الإرهابي... كانت قصصا شجاعة، وقصص أولئك الذين ولدوا هنا ونشأوا هنا، أو الذين جعلوا من نيوزيلندا وطنهم». واختتمت رئيسة الوزراء كلمتها بأن «العنصرية والعنف والإرهاب والكراهية موجودة في كل مكان، لكن ليس مرحبا بها في نيوزيلندا».
وتحدث في مراسم التأبين كل من رئيس جمعية كانتربري، شغف خان، وفريد أحمد، أحد الناجين من الهجوم الإرهابي على مسجد النور، ورئيس اتحادي المسلمين في نيوزيلندا، الدكتور مصطفى فاروق، وممثلون آخرون للمسلمين في نيوزيلندا. وحضرت المراسم رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة جاسيندا أرديرن، ونظيرها الأسترالي سكوت موريسون. وقالت رئيسة بلديّة كرايستشيرش ليان دالزيل، إن المجزرة، التي ارتكبها أسترالي مؤيد لنظرية تفوق العرق الأبيض في 15 مارس، «كانت هجوما ضدنا جميعا». وبث التلفزيون الوطني مراسم التأبين التي أقيمت وسط دعوات للتسامح، تحت عنوان «نحن متحدون». ووسط التصفيق المتصاعد للحشد، طلب إلى النيوزيلنديين إدارة ظهورهم للكراهية، أياً كانت دياناتهم. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن في كلمتها بذلك الحدث: «السلام عليكم... هذه هي الكلمات التي تحدث بها مجتمع لديه كل الحق في التعبير عن غضبه في وجه الكراهية والعنف، لكنه بدلا من ذلك فتح أبوابه لنا جميعا لنشاطرهم حزنهم». وأضافت: «نيوزيلندا لديها مسؤولية لتصبح المكان الذي نتمناه... مكان للتنوع والترحيب والعطف والرحمة». ولاقت رئيسة الوزراء تصفيقا طويلا أثناء صعودها إلى المنصة لإلقاء كلمتها، وذلك بعدما قوبل رد فعلها على المجزرة بثناء من كل الأنحاء.
والتقى وفد منظمة التعاون الإسلامي ذوي الضحايا الذين حضروا مراسم التأبين وشاطرهم مشاعرهم وأحزانهم. كما التقى الوفد المسؤولين النيوزيلنديين ونقل تقدير الأمين العام للمنظمة للجهود التي تبذلها رئيسة وزراء نيوزيلندا منذ وقوع المجزرة ووقوفها إلى جانب ذوي الضحايا وتضامنها مع المجتمع المسلم في بلادها. وأشار الوفد إلى تأكيد الأمين العام للمنظمة على أن الإرهاب ليس له دين أو عرق أو جنسية، محذرا في الوقت ذاته من أن الحادث الإرهابي البشع بعث برسالة قوية للعالم، مفادها أن خطاب الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا بات خطرا واضحا يهدد أمن المجتمعات المستقرة. واستمع الحشد إلى أناشيد إسلامية وإلى كات ستيفنز أيضاً، المغني البريطاني الذي أدار ظهره للشهرة في السبعينات واعتنق الإسلام تحت اسم يوسف إسلام. وقد أدى أغنيته الشائعة «قطار السلام» بأسلوب مؤثر. وتأثر الحاضرون بكلمة فريد أحمد الذي قتلت زوجته أثناء محاولتها إنقاذ زوجها المقعد. وشرح بهدوء وهو على كرسيه المتحرك، واضعاً نظارات سوداء على وجهه، أنّه لا يُكن أي كره للقاتل، المتطرف الأسترالي برينتون تارنت.
وفود 59 دولة تشارك في تكريم ضحايا المسجدين في نيوزيلندا
السعودية تجدد وقوفها إلى جانب ذوي ضحايا الاعتداء الإرهابي
وفود 59 دولة تشارك في تكريم ضحايا المسجدين في نيوزيلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة