وزير الخارجية المصري يطالب باستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب

حذر من تبعات سقوط الدول الوطنية في المنطقة

TT

وزير الخارجية المصري يطالب باستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب

حذّر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من تبعات سقوط الدول الوطنية في المنطقة، وتداعيات ذلك على انتشار الجماعات الإرهابية وتمددها، مطالباً بضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، بحيث لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية، وإنما تشمل أيضاً الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال لقاءات مكثفة عقدها شكري، في واشنطن، مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الجمهوري بمجلس الشيوخ الأميركي جيمس ريتش، وزعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة السيناتور بوب مينينديز، والسيناتور الجمهوري رون جونسون، رئيس لجنة الأمن الداخلي.
وفي مجلس النواب الأميركي، التقى شكري النائبين الجمهوريين هال روجرز زعيم الأقلية في اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، وماك ثورنبيري زعيم الأقلية في لجنة الخدمات العسكرية.
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أمس، إن شكري أشار إلى حرصه الدائم على التواصل مع أعضاء الكونغرس بمجلسيه من أجل عرض شتى التطورات الإيجابية التي تشهدها مصر على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا سيما في ظل الدور المهم الذي يضطلع به الكونغرس في رسم وبلورة أُطر التعاون بين البلدين اللذين تربطهما شراكة استراتيجية.
وأضاف شكري أن برنامج المساعدات الأميركية لمصر يتمتع بأهمية خاصة، ويعكس عمق تلك العلاقات التي جمعت البلدين على مدار عقود طويلة، وأنه يحقق مصالح الجانبين بشكل متساوٍ.
وأوضح حافظ أن اللقاءات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في عددٍ من دول المنطقة التي تشهد أزمات مثل: ليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد شكري أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحفظ المؤسسات الوطنية للدول وتَحول دون انهيارها.
وفي حوار مع «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، قال شكري إن هناك مصلحة مشتركة بين مصر والولايات المتحدة لدعم جهود مصر في مجال تحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكداً اهتمام مصر بقضايا حقوق الإنسان والحرص على أن تكون المشاورات مع الجانب الأميركي في هذا الشأن وغيره شفافة بعيداً عن أي شوائب لا علاقة لها بحقيقة الأوضاع في مصر.
وشدد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت من أن الجولان أرض عربية تحت الاحتلال وأنها تخضع لقرارات الأمم المتحدة التي ترفض أي فرض للسيادة الإسرائيلية عليها.
وأضاف أن زيارته الحالية لواشنطن تأتي في إطار التواصل المستمر والتشاور بين مصر والولايات المتحدة على المستوى الوزاري وعلى مستوى القمة لاستمرار رعاية هذه الشراكة المهمة.
وقال إن الولايات المتحدة دولة عظمى وعلاقتها مع مصر علاقة ممتدة وعميقة وتتناول مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبالتالي هناك علاقة طويلة الأمد، ومصلحة مشتركة لاستمرار دعم جهود مصر في مجال تحقيق الاستقرار في المنطقة، وأيضاً دعم تطور مصر الداخلي.
وأشار إلى أن اللقاءات على مستوى الإدارة سواء مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أو مستشار الأمن القومي، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والرغبة المشتركة والإرادة السياسية لدعم هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات تحقق مصلحة البلدين وتسهم فيما تقوم به مصر من جهود لتحقيق الاستقرار ودحر الإرهاب ومواصلة مساعي تسوية المنازعات في المنطقة بالطرق السلمية والعمل الوثيق مع الولايات المتحدة في تحقيق المصالحة المشتركة والتصدي للتحديات المشتركة كذلك.
ولفت شكري إلى أن العلاقات المصرية الأميركية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والعمل على تحقيق أهداف متسقة مع وضع مصر الإقليمي ووضع الولايات المتحدة ودورها في الإقليم ودورها العالمي، وأهمية استمرار استخلاص المنفعة المتبادلة والمشتركة من هذه العلاقة المهمة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.