الرئاسة الفلسطينية: عباس رفض عرض وسطاء إجراء حوار مع بومبيو

TT

الرئاسة الفلسطينية: عباس رفض عرض وسطاء إجراء حوار مع بومبيو

قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نائب رئيس الوزراء، نبيل أبو ردينة، إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طلب فتح حوار مع القيادة الفلسطينية عبر وسطاء، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض ذلك قبل أن تتراجع الإدارة الأميركية عن قراراتها المتعلقة بوضع القدس.
وأكد الناطق الرئاسي، أن العلاقات ما زالت مقطوعة مع الإدارة الأميركية على الرغم من إرسال الولايات المتحدة وسطاء «عرباً وعجماً» من أجل بدء حوار مع الرئيس. مضيفاً: «كان موقف الرئيس أنه من دون التراجع عن القرارات التي اتخذت بحق القدس لن تكون هناك علاقات».
وأوضح أبو ردينة في مؤتمر صحافي في رام الله، أن «الأمور لا تزال بمنتهى التعقيد... كانت هناك زيارة لوزير الخارجية الأميركي بومبيو مطالباً فيها بحوار مع القيادة الفلسطينية، لكن القيادة متمسكة بموقفها بعدم محاورة الإدارة الأميركية دون التراجع عما قامت به من اعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال».
واتهم أبو ردينة الإدارة الأميركية بالعمل مع إسرائيل لتنفيذ مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني. مضيفاً: «المؤامرة مستمرة تشارك فيها الإدارة الأميركية مع إسرائيل، وتحاول أميركا بنفوذها الطاغي أن تجر بعض الدول الإقليمية لمواقفها، لكن نؤكد أن ما لن يقبله رئيس دولة فلسطين لن تقبله أي دولة عربية، وبالتالي هنالك صد كامل لهذه المؤامرة».
لكن أبو ردينة اتهم حركة «حماس» بالعمل على تسهيل صفقة القرن الأميركية. وقال أبو ردينة، وهو وزير الإعلام كذلك: «إن المحاولة الانقلابية التي حصلت في غزة كانت بداية الربيع العربي، وهذه مشاريع استعمارية معروفة، و(حماس) تسير بخطى ثابتة نحو تسهيل تنفيذ صفقة القرن، كما أن هنالك مؤامرة ما زالت مستمرة على شعبنا ومقدساته، وعلى (حماس) أن تعي أن بداية نهاية المشروع الوطني الفلسطيني يكون بفصل الضفة عن غزة».
وأضاف: «شعبنا يتعرض لهجمة بشعة من الاحتلال و(حماس) معاً. لكن كل ذلك لن يغير المشهد الوطني الفلسطيني، والمشروع الفلسطيني لن يسقط ولن نسمح بإقامة دولة في غزة، ولن نقبل بدولة دون غزة، وشعبنا ضحّى عشرات السنين للحفاظ على المشروع الوطني للوصول إلى الحرية والاستقلال، وهذا ما سيحصل بإذن الله».
وعلى الرغم من الهجوم الكبير على إسرائيل و«حماس»، قال أبو ردينة: إن الطريق ما زالت مفتوحة للتدارك. وأضاف: «القيادة الفلسطينية مقبلة على قرارات مهمة عدة بخصوص العلاقة مع (حماس) وإسرائيل وأميركا، نحن على مفترق طرق. لكن ما زالت هناك فرصة لـ(حماس) لتعود للحضن الوطني والشرعية. وطريق إنهاء الحصار هي بالعودة للحضن الفلسطيني». وتابع: «إن الوحدة الوطنية هي شيء مقدس، نحن مستعدون للذهاب للانتخابات، حيث سبق أن سلمنا السلطة عند فوز (حماس) بانتخابات 2006».
وبالنسبة لإسرائيل، قال أبو ردينة: إن المطلوب هو وقف الاستيطان والالتزام بالقرارات الموقّعة، وإلا سيتم تطبيق قرارات المجلس المركزي، بالإشارة إلى إلغاء جميع الاتفاقيات مع إسرائيل وإعادة تعريف العلاقة بما في ذلك إعلان دولة تحت الاحتلال.
أما فيما يخص الولايات المتحدة، فأوضح الناطق الرئاسي، أن تراجع الإدارة الأميركية عن قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها هو مفتاح عودة العلاقات.
وحذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، من أن الاستمرار في السياسة الأميركية الحالية «سيشكّل وصفة أكيدة لاستمرار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لقرن آخر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.