«الأعلى للحسابات» المغربي ينتقد خطة التنمية لـ«مكتب الفوسفات»

TT

«الأعلى للحسابات» المغربي ينتقد خطة التنمية لـ«مكتب الفوسفات»

انتقد المجلس الأعلى للحسابات المغربي، أعلى هيئة للقضاء المالي في البلاد، هفوات خطة التنمية الصناعية للمكتب الشريف للفوسفات للأعوام 2008 إلى 2027، التي تستهدف مضاعفة الإنتاج وزيادة حصة مبيعات المنتجات المصنعة.
وأخذ قضاة المجلس، الذين أنجزوا مهمة مراقبة التدبير في عدد من مناجم ومواقع استخراج ومعالجة الفوسفات بالمغرب، على المكتب الشريف للفوسفات ضعف التنسيق والانسجام في تنفيذ خطته للتوسع في النشاط المنجمي، وعدم كفاية الدراسات التي أنجزها، وبخاصة في مجال تحديد المناجم الجديدة والمعايير المعتمدة في تحديد الأولويات. كما انتقد التقرير الذي أصدره المجلس حول هذه المهمة السياسة العقارية للمكتب الشريف للفوسفات، التي ينقصها الاستشراف، إضافة إلى عدم الأخذ بعين الاعتبار التحول الذي حدث في الوضعية القانونية للمكتب الشريف للفوسفات، الذي تحول في 2008 من مؤسسة عمومية إلى شركة مساهمة.
في المقابل، أبرز التقرير المنجزات التي حققها المكتب الشريف للفوسفات خلال هذه الفترة، وبخاصة التحول الصناعي الكبير الذي عرفه بفضل الاستثمارات الضخمة.
وأشار التقرير إلى أن الأسمدة والمخصبات الزراعية أصبحت تمثل 57 في المائة من رقم معاملات المكتب الشريف للفوسفات، وتمثل مبيعاته من الحامض الفوسفوري 24 في المائة، في حين تراجعت مبيعات الفوسفات الخام كثيراً، وأصبحت تمثل فقط 19 في المائة من قيمة رقم الأعمال السنوي للمجمع.
في هذا السياق، أشار التقرير إلى أن حصة المغرب من السوق الدولية للأسمدة والمخصبات ارتفعت خلال السنوات العشر من 11 في المائة إلى 22 في المائة، وتعزز موقع المكتب الشريف للفوسفات في العالم كأول مصدر للفوسفات ومشتقاته، وأصبح له حضور في 81 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن استراتيجية التنمية الصناعية للمكتب وضعت هدفاً لها مضاعفة إنتاج مناجم الفوسفات مرتين، وإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية ثلاث مرات. ولتحقيق هذه الأهداف استثمر المجمع الشريف للفوسفات نحو مليار دولار ما بين 2008 و2018، ويستعد لاستثمار مبلغ مماثل ما بين 2019 و2027.
وبلغت مبيعات المكتب الشريف للفوسفات 48.5 مليار درهم (5.1 مليار دولار) في 2017، وساهم الفوسفات ومشتقاته بحصة 17 في المائة من قيمة مجموع الصادرات المغربية، كما ساهم في تشكل احتياطي العملات الصعبة بحصة 18 في المائة. وبلغت أرباحه الصافية 4.6 مليار درهم (485 مليون دولار) في 2017، كما بلغت استثماراته 11.6 مليار درهم (1.22 مليار دولار) خلال السنة نفسها.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.