نتنياهو ينفي اختراق إيران هاتفي زوجته وابنه

الجنرالات المنافسون يتهمونه ببيع أمن إسرائيل من أجل الربح الشخصي

TT

نتنياهو ينفي اختراق إيران هاتفي زوجته وابنه

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي عن مكتبه، الأنباء التي نشرت، أمس الثلاثاء، عن أن إيران تمكنت من اختراق الهاتفين الخلويين اللذين يستخدمهما زوجته سارة ابنه يائير. واتهم نتنياهو مصادر إسرائيلية منافسة له في الانتخابات بالمسؤولية عن بث هذه الإشاعات للتغطية على فضيحة اختراق هاتف بيني غانتس (رئيس الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي والمرشح لرئاسة الحكومة من قائمة كحول لافان).
وقالت هذه الأنباء، إن إيران خرقت قبل فترة ليست بالبعيدة هاتفي سارة نتنياهو زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية ونجله يائير من أجل التنصت على رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيته. وأضافت أن الخرق تم قبل نحو عدة أشهر. ولكن المخابرات الإسرائيلية اكتشفته وسدت الثغرة وحرصت على التعتيم على الأمر، لأنه يشكل فضيحة مدوية للأمن السايبري الإسرائيلي. ولم يعرف بعد ما هي المعلومات التي حصل عليها الإيرانيون من هذا التنصت في حال كان قد حصل، وفيما إذا كانوا سيعلنون عنه.
وكان موضوع الاختراق الإيراني قد احتل العناوين في المعركة الانتخابية الإسرائيلية وزعزع الحلبة السياسية. فمنذ أن كشف الصحافي اليميني عميت سيجال أمر التجسس على هاتف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، غانتس، والموضوع يتخذ منحى تصعيديا. ففي وضع طبيعي تقوم حكومة يتعرض رئيس أركانها السابق لتجسس على هاتفه، بالتحقيق معه ومع المخابرات المفترض أنها تحميه، ويتم تقييم الضرر وتعتبر المسألة «قضية أمن وطني يحرص عليه الجميع». ولكن في إسرائيل العام 2019 تحول الموضوع إلى «جائزة» فاز بها رئيس الوزراء نتنياهو وفرح بها وراح يستخدمها في التحريض الشخصي على غانتس، قائلا: «كيف لمن لا يعرف كيف يحمي هاتفه أن يحمي أمن إسرائيل؟».
وكانت قضية اختراق هاتف غانتس قد تمت، حسب المصادر الإيراني، أن خرق هاتف بيني غانتس تم قبل سنوات وأن طرح الموضوع الآن هو على ما يبدو لشؤون انتخابية إسرائيلية داخلية. ومن جهته، أكد غانتس أن نتنياهو هو الذي يقف شخصيا وراء هذا النشر: «فهو لا يوفر أي وسيلة للمساس بمنافسيه حتى لو كان بذلك يلحق ضررا بأمن إسرائيل». واعتبر رئيس الموساد الأسبق تمير باردو، هذا النشر، ضربة كارثية للأمن الإسرائيلي. وقال إن «قضية الكشف والتسريب عن خرق إيراني لهاتف غانتس هو بمثابة عملية إرهابية خلال معركة الانتخابات».
وتفيد مصادر مقربة من منافسي نتنياهو من حزب الجنرالات، إلى أنهم قرروا تصعيد الهجوم على فساد رئيس الوزراء، حتى يتحول إلى قضية أساسية في المعركة الانتخابية. وقد استغلوا الكشف الجديد عن دوره في صفقة الغواصات ليعقدوا مؤتمرا صحافيا جماعيا بمشاركة الجنرالات الثلاثة: بيني غانتس وموشيه يعالون وغابي أشكنازي، إضافة إلى حليفهم يائير لبيد. وقال غانتس في المؤتمر، إنه «تم الكشف في الأيام الأخيرة عن تفاصيل جديدة وخطيرة في أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل. فقد أخفى نتنياهو أنه تلقى 16 مليون شيكل من الصفقة من شركة مرتبطة بشكل مباشر بصفقة الغواصات».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.