الإرياني: ما يقوم به الانقلابيون في حجور «جرائم إبادة»

ضحايا الانتهاكات يدلون بشهاداتهم في عمّان

TT

الإرياني: ما يقوم به الانقلابيون في حجور «جرائم إبادة»

قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أمس، إن عشرات القتلى سقطوا في عمليات قصف نفذتها الميليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية في محافظة حجة، شمال غربي العاصمة صنعاء، مطالباً المجتمع الدولي بإعلانها «منطقة منكوبة».
ووصف الإرياني، في مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمَان، ما تقوم به الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مديرية كشر في محافظة حجة «بالحملة البربرية»، وقال إن ما تقوم به الجماعة «يرتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية في حق المواطنين اليمنيين، بعد أن استخدمت الميليشيات الحوثية جميع أنواع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، مستهدفة القرى والمنازل». ولفت إلى الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات الحوثية على مديريات حجور منذ شهرين ومنعها معرفة حجم الضحايا والخسائر التي خلفتها، ومنعها عن السكان الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، وهو ما يتسبب بكارثة إنسانية حقيقية، على حد تعبيره.
واستغرب الوزير اليمني من الصمت الدولي إزاء تلك الجرائم المرتكبة من قبل الميليشيات، التي قال إنها «تتبع إيران، ولا تمتلك استقلالية في القرار، وتقوم بتنفيذ أجندتها، وترفض أن يكون انتماؤها لليمن ومصالح شعبه».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، في بيان، الإثنين، مقتل 12 طفلاً و10 نساء خلال يومين في عمليات قصف أصابت منازل مواطنين في محافظة حجة اليمنية. وأصيب في القصف الذي طال مديرية كشر 30 شخصاً آخرون، بينهم 14 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و18 عاماً، جرى نقل بعضهم إلى مستشفيات في صنعاء.
وتحدث الوزير في المؤتمر الصحافي الذي خصص للاستماع إلى شهادات ضحايا الانتهاكات، عن «مئات المصابين» وعن «تشريد أكثر من 4200 أسرة من منازلهم، بعد حصار خانق فرضته الميليشيات الانقلابية على مناطق حجور، منذ ما يقارب شهرين». وأوضح الإرياني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في السفارة اليمنية في عمَان أن ما قامت به ميليشيا الحوثي: «من جرائم ممنهجة ضد المدنيين، سواء من خلال القصف أو فرض الحصار بغرض التجويع والحرمان والعقاب الجماعي وإرهابهم بتفجير منازلهم... يعتبر تحدياً صارخاً للقانون الدولي الإنساني».
وأدلى عدد من ضحايا الانتهاكات الحوثية في اليمن بشهاداتهم خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمان، أمس، حول طرائق الميليشيات في القمع والتعذيب والتنكيل بالمعتقلين في السجون الحوثية. وأكد الإرياني أن الحكومة الشرعية في بلاده قدمت كل ما أمكن لديها لإثبات حسن النوايا والوصول إلى السلام في اليمن. وأشار إلى أن آخر التنازلات التي قدمتها الحكومة كان في استوكهولم، ويقضي الاتفاق بالانسحاب من الحديدة والإفراج عن المختطفين والأسرى، إلا أن الميليشيات الحوثية ليست لديها أي نية للسلام، وترفض تنفيذ اتفاقيات يرعاها المجتمع الدولي، بحسب قوله.
واستعرض الإرياني قصص اختطاف عدد من الصحافيين والناشطين السياسيين وعمليات التعذيب التي تعرضوا لها ومعاناة أسر المختطفين جراء فقدانها لهم، وضغوط وتهديدات واعتداءات الميليشيات المستمرة. وأكد وزير الإعلام اليمني أن الحكومة «مستعدة لفتح السجون للمنظمات الدولية، التي لا يوجد فيها إلا أسرى تم القبض عليهم، وهم يقاتلون الشرعية، ويعتدون على المواطنين في جبهات القتال». وقال: «إن الميليشيات لن تفتح سجونها العامة والسرية، ولن تلتزم بأي اتفاق، لأن بنيتها العقائدية تؤمن بالسلاح، وليس السلام».
من جهته، قال سفير اليمن لدى المملكة الأردنية، علي العمراني: «إن حرب ميليشيات الحوثي على الدولة اليمنية ممتدة منذ 15 عاماً، وليست فقط منذ 4 سنوات، وسيقاومها الشعب اليمني، لثقته أن النصر حليفه، وسيعمل على تدمير وهم الحق الإلهي والاصطفاء لدى هذه الجماعة الإرهابية». وأضاف العمراني: «إن الميليشيات الحوثية هي جماعة حرب وقتل وعنف، وليست لها علاقة بالسياسة، والشعب اليمني وحكومته الشرعية لا يرغب في الحرب، ولكنها فرضت عليه فرضاً بسبب هذه الميليشيا الإجرامية». وأشار السفير العمراني إلى أن «الشعب اليمني سيخرج من هذه المحنة منتصراً رافعاً رأسه محافظاً على كرامته بفضل تكاتفه وتآزره ضد هذه الجماعة الباغية، وبدعم من التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، وكل الخيرين في العالم».
إلى ذلك، كشفت رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أمة السلام الحاج «أن الرابطة تشكلت على أبواب سجون الميليشيات للتخفيف من معاناة أسر المختطفين والمخفيين قسراً والسعي لإطلاق سراحهم». وقالت: «إن عدد المختطفين الذين رصدتهم الرابطة وحدها بلغوا 2000 مختطف، بينهم 120 قتلوا تحت التعذيب، و230 مخفيون قسراً، و108 حالتهم الصحية سيئة للغاية، إضافة إلى اختطاف 114 امرأة واحتجازهن».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».