«قصص من أرابيا»... أحلام مصممين عرب تتحقق في لندن

من عرض نجوى الفاضلي  -  من عرض شيرين الأذينة  -  من عرض «أتولييه زهرة»
من عرض نجوى الفاضلي - من عرض شيرين الأذينة - من عرض «أتولييه زهرة»
TT

«قصص من أرابيا»... أحلام مصممين عرب تتحقق في لندن

من عرض نجوى الفاضلي  -  من عرض شيرين الأذينة  -  من عرض «أتولييه زهرة»
من عرض نجوى الفاضلي - من عرض شيرين الأذينة - من عرض «أتولييه زهرة»

انتهى أسبوع لندن لموضة خريف وشتاء 2019 منذ عدة أسابيع، ولم تنته أصداؤه. فحتى بعد كل دراما أسبوعي ميلانو وباريس، لا سيما عرضي كل من «فندي» و«شانيل» اللذين كانا آخر ما أشرف عليه الراحل كارل لاغرفيلد قبل أن يُغيبه الموت، لا تزال صور أخرى تداعب الخيال، وليس أقلها ما قدمه مشاركون عرب في فعالية «قصص من أرابيا». فعالية أصبحت رسمية في البرنامج البريطاني منذ أن أطلقتها الشابة جليلة المستوكي. هي الآن أمل العديد من المصممين العرب في دخول عالم الموضة من أبوابها عوض الاقتصار على فعاليات جانبية على الهامش كما كان الحال في السابق. لا يختلف اثنان أنها بدأت خجولة منذ بضع سنوات، وانطلقت حينها تحت عنوان «قصص من المغرب» سلطت فيها المستوكي الضوء على القفطان المغربي وما يتمتع به من جماليات، بحكم أنها مغربية وتعشق القفطان، لكنها انتبهت سريعاً أن هذه القطعة الأيقونية ربما لا تحتاج إلى من يُبرز جمالياتها، كما أنها إن أرادت، كما تنوي وتخطط، ربط جسر بين المصممين العرب وصناعة الموضة في الغرب فعليها ألا تقتصر على هذه القطعة وحدها أو على منطقة معينة. منذ أن خامرتها الفكرة وهي تحلم بأن يكون مشروعها عالمياً، وهو ما نجحت فيه بدليل أنها تخطط حالياً لتشمل الفعالية أيضاً لوس أنجليس هذا الشهر، وباريس ونيويورك وميلانو مستقبلاً.
لكن أكثر ما شجعها على توسيع نظرتها هاته، أن العديد من المصممين العرب أعربوا عن طموحاتهم وحاجتهم إلى منبر عالمي يُبرهنون من خلاله للغرب أنهم قادرون على دخول المنافسة باحترافية. وهكذا اكتسبت هذه القصص خلال فترة وجيزة، قوة وبريقاً. كان لافتاً هذا الموسم أن معظم المصممين المشاركين فيه اعتمدوا على تقنيات حديثة أكدوا فيها أنهم مواكبون لتطورات العصر وبأنهم لا يريدون البقاء سجناء تلك الصورة النمطية، التي ترسخت في أذهان البعض، ومردها الاستعمال السخي للخرز والترتر وأحجار سواروفسكي كغطاء على ضعف التصاميم. في المقابل ركزوا على التصاميم والخطوط كما على التقنيات الحديثة مع رشات خفيفة في التطريز.
في فندق «دي فير غراند كونوت» وسط لندن، كان موعد عشاق الموضة والعديد من الفضوليين الذين تثير خيالهم قصص ألف ليلة وليلة مع عروض حافلة نسجت خيوطها باقة من المصممين العرب مثل الكويتيتين نجوى الفاضلي وشيرين الأذينة، والعُمانية ريان السليماني مؤسسة ماركة «أتولييه زُهرة» فضلاً عن مشاركة للمصمم عمر سعيد صاحب ماركة «أو EAU وباقة من المصممين الذين قدموا تصاميم «سبور». كان الطبق دسماً ومتنوعاً، سواء من حيث الألوان أو التفاصيل. والمقصود هنا حتى التفاصيل التي تتعلق بتسريحات الشعر التي أشرف عليها صالون «مايكل جاين» اللندني، وحرص فيها أن تكون بسيطة تعكس رقي المرأة العربية وجمالها، إضافة إلى الماكياج الذي ابتعد بدوره عن مبالغات أيام زمان.
افتتحت المصممة نجوى الفاضلي الفعالية بتشكيلة أطلقت عليها عنوان «أحلام غير متوقعة»، وجاءت تعكس الكثير من الأنوثة الحالمة من خلال أقمشة التول والموسلين والحرير. اللافت أنها ركزت فيها على لون واحد هو العاجي. ورغم أن اللون الواحد في التشكيلة الواحدة من الأمور التي يصعب النجاح فيها حتى على أعتى المصممين، لأنها قد تعطي الانطباع بأن القطع متشابهة، وبالتالي قد تثير مللاً في النفس، إلا أن المصممة تجاوزت هذه المشكلة بسهولة. الفضل يعود إلى تنوع الخطوط والتصاميم ما بين الطويل والقصير، والمحدد على الجسم والمنسدل لتأتي الصورة مفعمة بأنوثة ناعمة شدت اهتمام الحضور طوال العرض.
لم تحتج فيها إلى التطريز لكي تلمع، وإن كانت بعض القطع كذلك، واكتفت في النسبة العالية منها بالخطوط البسيطة.
وفي النهاية أثبتت أن هذه الخطوط كافية لتُضفي الرومانسية التي كانت تتوخاها على كل إطلالة.
العمانية ريان السليماني مؤسسة «أتولييه زُهرة» قدمت في المقابل تشكيلة تضج بالألوان وتصرخ بالبريق. قالت إنها استلهمتها من ألوان الأحجار الكريمة بكل صفائها وتوهجها. وهكذا تهادت العارضات، بعيونهن الكحيلة، بفساتين أوبرالية تتراقص على ألوان الأزرق السفيري والأحمر الياقوتي والأخضر الزمردي وأصفر السيترين والبنفسجي المستمد من الجمشت وهلم جرا. وأشارت المصممة إلى أن المجوهرات الثمينة لم تكن ملهمتها فيما يخص الألوان فحسب، بل أيضاً فيما يتعلق بالخطوط الهندسية، التي أرادتها أن تعكس كل معاني الترف والجمال.
ربما تكون المصممة الكويتية شيرين الأذينة أكثر من عادت إلى تقاليد الصنعة الشرقية لتستلهم منها فساتين استحضرت صوراً من الماضي، خصوصاً من ناحية تطريزها.
لكن بحكم أن المصممة أيضاً خبيرة تنسيق، فإنها نجحت في دمج هذه القطع مع بعض بأسلوب عصري جعلها مناسبة لأي زمان أو مكان. كانت شيرين تعرف أن المشاركة في أسبوع بأهمية أسبوع لندن، فرصة لا يجب تضييعها بتقديم تصاميم متشابهة مع غيرها، وهم مئات. ولأنه كان عليها أن تتميز، لم تجد أفضل من ثقافتها وإرثها الغني سلاحاً، لكن بعيداً عن الفولكلور والنمطية. للوصول إلى هذه النتيجة، اعتمدت على قماش الجاكار لجمعه الكلاسيكية والفخامة التاريخية. كانت تصاميمها تبدو بسيطة من بعيد وكأنها مجرد قطعة مستطيلة تنسدل من الكتف إلى الساق بتطريزات تقليدية، لكن ما إن تقترب حتى تأخذ بُعداً أنثوياً مع كل خطوة تقوم بها العارضة.
- «روجيه دوبوي» تهدي الأمهات «إكسكاليبور 36»
> تزامناً مع «يوم الأم» الذي تحتفل به منطقة الشرق الأوسط في 21 مارس (آذار) من كل عام، يحرص كثير من شركات الساعات السويسرية على تقديم هدايا خاصة بالمناسبة، تأتي غالباً بإصدارات محدودة تراعي ذوقها وعشقها لكل ما هو مُترف. هذا العام تُهديها دار «روجيه دوبوي» مثلاً إصدار «إكسكاليبور 36»، المحدود بـ88 قطعة فقط.
وتتميز هذه المجموعة بتصميم ديناميكي بميناء لامع؛ إما بالأبيض النقي أو بالأسود. الميناء الأبيض مصنوع من عرق اللؤلؤ مع أرقام رومانية بلون الذهب الوردي، وعقارب دوفين من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً. والميناء الأسود مزين بأرقام رومانية فضية وعقارب دوفين من الذهب الأبيض أيضاً عيار 18 قيراطاً. أما من ناحية المواصفات الفنية، فإنها تأتي بقطر 36 مللم، وطارة مسننة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً مرصعة بالألماس، وتاج من الذهب الوردي أو الأبيض عيار 18 قيراطاً، إضافة إلى كريستال الزفير بزجاج معالج ضد الانعكاس، وحزام من جلد العجل الأصلي بمسامير فولاذية.
- هدية أخرى من «برميجياني فلورييه»
> «برميجياني فلورييه» أصدرت بدورها ساعة «توندا 1950» التي رصعتها بالأحجار الكريمة. حرصت فيها على أن تأتي بتصميم كلاسيكي يناسب كل مكان، واختارت لها طارة كبيرة، حتى تُقلل من مساحة الميناء و«نُوفر مساحة أكبر لترصيعها بما لا يقل عن 51 ماسة مستديرة، و21 بلورة زفير بألوان الوردي، والأزرق، والأصفر، والبرتقالي، إضافة إلى 3 ياقوتات، و6 أحجار كريمة من التسافوريت، يصل إجمالي وزنها إلى 3.73 قيراط. وقد تم اختيار هذه الأحجار وترتيبها حسب درجة اللون لتخلق ما يُشبه طيف قوس قزح». وتكتمل علبة الذهب الوردي في الطراز بواحد من 3 «ميناءات»: واحد بالأزرق الداكن، والثاني لؤلؤي مورد، والثالث بعرق اللؤلؤ الأبيض. أما العقارب فجاءت مفرغة على شكل دلتا بتصميم مذهب يحاكي العلامات المطلية بالذهب الوردي. ولم تنس الدار أن المرأة باتت تهتم بالحركات والوظائف وليس بالشكل فحسب، لهذا استعملت فيها تقنيات جد متطورة؛ على رأسها أنها بتعبئة حركة تعمل بشكل مستقل لمدة 42 أو 48 ساعة، وتقويم أو بيان مرحلة القمر؛ زادها جمالاً وقيمة.
- بروش «غرينوفيا»... تحفة تدمج التقاليد بالحديث
> خلال المعرض الأوروبي للفنون الراقية TEFAF Maastricht الممتد لغاية 24 مارس (آذار) في هولندا، كشفت المصممة سيندي تشاو الستار عن أحدث القطع من مجموعة «بلاك لايبل ماستربيس». مجموعة دمجت فيها بين تقنية الصبّ بالشمع اليدوية التي كانت سائدة في أوروبا القرن الثامن عشر، وبين الحرفية الحديثة في صياغة المجوهرات. من بين ما تضمه المجموعة، بروش «غرينوفيا» Greenovia، المصنوع من حجر كريسوبيريل الكريم على شكل عين القطّة. يبلغ وزنه 105.37 قيراط، ويتألّق بنحو 2500 حبّة من 6 أنواع من الأحجار الكريمة الخضراء أخذت شكل بتلات بـ16 تدرّجاً لونياً. أما غُصنها فمصمم من الفضة المؤكسد ومرصّع هو الآخر بالألماس الأصفر مع البتلات والأوراق الخضراء المرصّعة بعناية على التيتانيوم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن سيندي ليست مصممة مجوهرات بالمعنى التقليدي. فهي تصوغ تحفاً فنية قد تستغرق سنوات في صنع واحدة فقط.


مقالات ذات صلة

2024... عام التحديات

لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)

التول والمخمل... رفيقا الأفراح والجمال

بين المرأة والتول والمخمل قصة حب تزيد دفئاً وقوة في الاحتفالات الخاصة والمناسبات المهمة

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)

نهاية عام وصلت فيه الموضة إلى القمر وتوهجت فيه المنطقة العربية

لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
TT

نهاية عام وصلت فيه الموضة إلى القمر وتوهجت فيه المنطقة العربية

لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

اليوم وعلى الساعة الثانية ليلاً، سيودع عالم الموضة عاماً كان حافلاً بالأحداث والتحديات. عام تراجعت فيه أرباح المجموعات الضخمة بشكل لم تشهده منذ عقود، واهتزت كراسي أدت إلى استقالات، بعضها طوعي كما هو الحال بالنسبة للبلجيكي دريس فان نوتن، وأخرى مفروضة كما هو الحال بالنسبة لبييرباولو بيكيولي، مصمم دار «فالنتينو» السابق وغيره. كل هذه التغييرات ترافقت بتعيينات جريئة من شأنها أن تُغيّر مشهد الموضة بشكل أو بآخر، وإن كانت الدراسات التي قام بها هذا القطاع تفيد بأن 2025 لن يكون أفضل حالاً.

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي عانوا منها في السنوات الأخيرة، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئنهم بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات جذرية وسريعة تحسُّباً للآتي. والمقصود هنا الضرائب الجمركية التي يهدد ترمب بفرضها على الصين تحديداً، التي تعتبر إلى حد الآن من أهم الأسواق التي يعتمدون عليها، صناعة وتجارة، إضافة إلى قوانين الهجرة التي ستؤثر على اليد العاملة في هذا المجال.

استراتيجيات مبتكرة... مطلوبة

حتى الآن لا تزال «هيرميس» تحتفظ بالصدارة فيما يتعلق بالحرفية و«صنع باليد» (هيرميس)

وكأن هذا لا يكفي، فإن أحد أهم التحديات التي يواجهونها حالياً سلوكيات المستهلك التي تغيّرت وزعزعت الكثير من المفاهيم التقليدية. فهذا المستهلك لم يعد يُقبل على الصرعات الموسمية، ويفضل عليها منتجات مصنوعة بحرفية تدوم أطول مدة من دون أن تفقد جاذبيتها وعمليتها، وهو ما يتناقض إلى حد كبير مع فلسفة الموضة القائمة أساساً على التغيير كل بضعة أشهر حتى تبقى حركة البيع منتعشة. المحك الآن أمام أغلب الرؤساء التنفيذيين هو كيف يمكنهم تحقيق المعادلة بين الحرفي والتجاري، والمستدام والاستهلاكي.

العمل على هذه المعادلة بدأ بعد جائحة كورونا بافتتاح محلات تتعدى عرض الأزياء والإكسسوارات إلى توفير مطاعم وفضاءات استراحة وتدليل، لاستقطاب الزبائن. لكن رغم ذلك وشعارات «صنع باليد»، يبقى الأكسجين الذي تتنفس منه الموضة كينونتها هو الإبداع الذي من شأنه أن يُحرك المشاعر ومن ثم الرغبة في الشراء. وهذا الإبداع يحتاج إلى مدير فني له القدرة على قراءة نبض الشارع، ثم استدراجه لهذه المحلات، أو الأصح إلى هذه الفضاءات المليئة بالمغريات.

ليس كل ما هو أسود يدعو للتشاؤم

من آخر تشكيلة قدمها بييرباولو بيكيولي لدار «فالنتينو» (فالنتينو)

لم يكن هذا العام سيئاً بالمطلق. فبينما تعاني دار «بيربري» من تراجع مبيعاتها بشكل مخيف وخفوت نجم دار «غوتشي» وطرح «فيرساتشي» للبيع، وصلت «برادا» إلى القمر. فقد ساهمت في التحضيرات لرحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2026. وتعتبر هذه أول مرة يتم فيها التعامل بين دار أزياء و«ناسا» بشكل مباشر. الهدف منها إلهام أكبر شريحة من الناس لاستكشاف الفضاء، وفي أن تتحول هذه الرحلات إلى مغامرات عادية لمن لهم القدرات المادية العالية والرغبة في اختراق الآفاق.

أولمبياد الرياضة

سيلين ديون في أولمبياد باريس تظهر بفستان من دار «ديور» (غيتي)

كان من البديهي أن يكون لدورة الألعاب الأوروبية الأخيرة، وبطولة ويمبلدون للتنس، وأخيراً وليس آخراً ألعاب الأولمبياد التي استضافتها باريس تأثيراتها على منصات عروض الأزياء، التي غلبت عليها تصاميم تجمع «السبور» بالأناقة. أما في حفل الأولمبياد، فاحتفظت الموضة بشخصيتها من خلال فساتين مفصلة على مقاس النجمات اللواتي ظهرن بها. كان لدار «ديور» نصيب الأسد، كونها تنضوي تحت راية مجموعة «إل في آم آش» الراعية للفعالية. ولم تُقصر في استعراض إمكانيات ورشاتها الخاصة ومهارات أناملها الناعمة.

لا بأس من التنويه هنا بأن العلاقة بين الموضة والأولمبياد بدأت فعلياً في عام 1992 في دورة برشلونة، عندما تبرّع الياباني إيسي مياكي، لتصميم أزياء فريق ليتوانيا. كان هذا الأخير يشارك كبلد مستقل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وبالتالي يحتاج إلى دعم. حازت التصاميم الكثير من الإعجاب، ليتحول ما أراده مياكي تبرعاً مجانياً إلى تقليد تجاري.

الموضة العربية تتوهج

في الوقت الذي تعاني منه صناعة الموضة والترف بتذبذبات وتحديات، تشهد الساحة العربية انتعاشاً يتمثل في تألق مصممين عرب وفعاليات مهمة، أهمها:

أول نسخة من عروض «الريزورت» في جدة

لقطة لأسبوع البحر الأحمر في نسخته الأولى (من الأرشيف)

في شهر مايو (أيار) تم إطلاق النسخة الأولى من معروض خط الـ«كروز» أو الـ«ريزورت» في مدينة جدة. كما يشير الاسم، فإن الأزياء التي شارك بها مصممون سعوديون من أمثال تيما عابد وتالة أبو خالد، فضلاً عن علامات مثل «أباديا» و«لومار» وغيرها، تتوجه إلى البحر وأجواء الصيف. لم يكن الهدف من هذه الفعالية منافسة أسبوع الرياض الرسمي، الذي شهد دورته الثانية هذا العام، بل تنويع المجالات الاقتصادية وتطوير القطاعات الثقافية. وطبعاً الاندماج في السوق العالمية والدخول في منافسة مبنية على الندّية، تماشياً مع «رؤية 2030».

ليلة إيلي صعب في موسم الرياض

من عرض إيلي صعب في الرياض صب فيها كل رومانسيته (رويترز)

في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وفي الرياض، كان العالم على موعد مع عرض ضخم التقى فيه الجمال والأناقة بالترفيه والموسيقى. ليلة أحياها نجوم من أمثال سيلين ديون، وجينفر لوبيز، وعمرو دياب ونانسي عجرم، اعترافاً بإيلي صعب كمصمم مبدع وكإنسان. الممثلة هالي بيري حضرت هي الأخرى، وهي تختال على منصة العرض بالفستان الأيقوني ذاته، الذي ارتدته في عام 2002 وهي تتسلم الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء تحصل على هذه الجائزة. صدى هذه الفعالية وصل إلى العالم، ليؤكد أن المصمم الذي وضع الموضة العربية على الخريطة العالمية لا تزال له القدرة على أن يُرسّخها للمرة الألف.

في مراكش... تألقت النجوم

الأخوات سبنسر بنات أخ الأميرة ديانا في حفل «فاشن تراست أرابيا» بمراكش (فاشن تراست أرابيا)

لأول مرة منذ 6 سنوات، انتقلت فعالية «فاشن تراست أرابيا» من مسقط رأسها الدوحة بقطر إلى مدينة مراكش المغربية، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024». هذه الفعالية التي اختارت لها كل من الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من كل عام للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبحت من المبادرات المهمة في عالم الموضة العربية. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقى الفائزون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتُعرض إبداعاتهم في منصات ومحال عالمية مثل «هارودز». هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.