ترمب يعلن حظر طائرات «بوينغ 737»... وأسهم الشركة تتراجع

طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 8 تابعة لشركة ساوث وست في مطار بالتيمور واشنطن الدولي (ا.ف.ب)
طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 8 تابعة لشركة ساوث وست في مطار بالتيمور واشنطن الدولي (ا.ف.ب)
TT

ترمب يعلن حظر طائرات «بوينغ 737»... وأسهم الشركة تتراجع

طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 8 تابعة لشركة ساوث وست في مطار بالتيمور واشنطن الدولي (ا.ف.ب)
طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 8 تابعة لشركة ساوث وست في مطار بالتيمور واشنطن الدولي (ا.ف.ب)

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حظر طائرات بوينغ طراز (737 ماكس 8 ) وطائراتها من طراز (ماكس 9)، وأعلن مساء الأربعاء من البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعلن الطوارئ ولن تقوم بتسيير طائرات بوينغ (737 ماكس)، وذلك بعد حادث تحطم الطائرة في إثيوبيا الذي أسفر عن مقتل 157 من 30 جنسية.
وقال ترمب للصحافيين في إفادة مقتضبة: " كل الطائرات التي تطير من طراز بوينغ 737 وطراز ماكس8 سيتم حظر طيرانها وفقاً لمكان الهبوط والوجهة التي يتخذونها"، مشيراً إلى انه تحدث مع الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ ووزيرة النقل ايلين تشاو والمسؤول القائم بأعمال إدارة الطيران الفيدرالي دانييال الويل.
وأضاف:" جميعهم متفقون أن أي طائرة حالياً في الجو يجب أن تذهب إلى وجهتها وبعد ذلك يتم وقف طيرانها حتى إشعار آخر(... )حماية أرواح الأميركيين.. جميع الناس.. هي الأولوية لدي إدارتي وشاغلنا الأساسي وقلوبنا حزينة لكل من فقد أحباءه في الحادث إنه أمر فظيع ورهيب"
وتأثرت الأسواق بشكل سريع بعد دقائق من إعلان ترمب حيث هبطت أسهم بوينغ بأكثر من 2 في المائة كما تراجعت أسهم شركات الطيران الأميركية.
وقال خبراء إن المستثمرين في أسهم بوينغ قد خسروا بالفعل 26.6 مليار دولار خلال يومي الاثنين والثلاثاء من التداول هذا الأسبوع، وتراجع سعر بوينغ في بوصة نيويورك من 422.54 دولار (يوم الجمعة قبل الحادث) إلي 375.41 دولار في إغلاق الثلاثاء، فيما انخفضت القيمة السوقية لشركة بوينغ من 238.7 مليار دولار إلي 212.1 مليار يومي الاثنين والثلاثاء.
ويتوقع الخبراء مزيد من الخسائر والتراجع في أسهم الطيران. وقال جيم كوريدور مدير أبحاث الأسهم الصناعية، إنه "من المؤكد حدوث أضرار على المدى القريب لسمعة بوينغ ونشاطها التجاري لكن المدة التي تستغرقها هذه العملية ومدي عمقها تعتمد على نتيجة التحقيق وكيفية تعامل بوينغ مع الأزمة"
واستجابت إدارة ترمب للضغوط بعد قيام العديد من الدول بحظر طائرات بوينغ حيث جاءت الولايات المتحدة في ذيل قائمة الدول التي أعلنت حظر تلك الطائرات. واعتبر كثير من المحللين هذا الإعلان، تحولاً مذهلاً من قبل الولايات المتحدة التي طالما ساندت الطائرات الأميركية الصنع.
وأشاد عدد من أعضاء الكونغرس بخطوة إدارة ترمب التي أعطت الأولوية لحماية الأرواح.
وأشار خبراء الطيران المدني الأميركي إلى أن إعلان ترمب بحظر تلك الطائرات سيكون له تأثير على خطوط الطيران المحلية الأخرى مثل "ساوث وست" و"أميركان" والتي تملك في أسطولها عدد كبير من طائرات بوينغ "737 ماكس 8"، وأعلنت شركة أميركان اير لاينز أنها ستعمل على توفير مقاعد للركاب بناء على قرار إدارة ترمب.
ومن بين 350 طائرة بوينغ ماكس لدى الأساطيل العالمية، تستخدم خطوط الطيران الأميركية 74 طائرة.
ومنذ تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية بعد وقت قصير من إقلاعها من أديس أبابا يوم الأحد الماضي، قامت عدة دول خلال الأيام القليلة الماضية بحظر تحليق تلك الطائرات فوق مجالها الجوي.
وسبق أن تحطمت طائرة من ذات الطراز في إندونيسيا قبل خمسة أشهر، ما أسفر عن مقتل 189 شخصاً.


مقالات ذات صلة

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

أوروبا حطام طائرة شحن في باحة منزل قرب مطار فيلنيوس بليتوانيا (أ.ف.ب) play-circle 00:39

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

قال مسؤولون من المطار والشرطة والإطفاء إن طائرة شحن تابعة لشركة «دي إتش إل» تحطمت قرب مطار فيلنيوس في ليتوانيا.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)
أوروبا صورة مثبتة من مقطع فيديو يظهر تحطم الطائرة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

قال وزير الدفاع البلغارى أتاناس زابريانوف اليوم (الجمعة) إن طائرة تدريب عسكرية تحطمت في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل الطيارين.

«الشرق الأوسط» (صوفيا )
أوروبا زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف-16» (أ.ب)

تحطم طائرة أوكرانية من طراز «إف-16»

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرة أوكرانية من طراز «إف-16» تحطمت.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم قاذفة استراتيجية روسية فوق المياه المحايدة لبحر بيرنغ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من مقطع فيديو تم إصداره في 14 فبراير 2023 (رويترز)

طيار قتيل في تحطم القاذفة الروسية في سيبيريا

قُتل أحد طياري قاذفة روسية تحطمت في منطقة إيركوتسك في سيبيريا الروسية، على ما قال الحاكم المحلي إيغور كوبزيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
TT

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)

شكَّل النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» محطةً فاصلة؛ حملت في طيّاتها تداعيات اقتصادية وإنسانية عميقة على كلٍّ من لبنان وإسرائيل؛ إذ خلّفت الأعمال العدائية الممتدة لأكثر من عام آثاراً كارثية على البنى التحتية، ورفعت معدلات النزوح، وأدّت إلى شلل واسع في القطاعات الحيوية. وفي حين تحمل لبنان العبء الأكبر من الدمار والخسائر الاقتصادية، فإن إسرائيل لم تكن بمنأى عن الأضرار، خصوصاً مع مواجهتها تحديات اقتصادية ناتجة عن الحرب المتزامنة في غزة.

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة (رويترز)

وفيما يلي استعراض لأبرز تكاليف هذا الصراع، الذي شهد تصعيداً حادّاً خلال الشهرين الماضيين، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفق «رويترز».

التأثير الاقتصادي

قدَّر البنك الدولي الأضرار والخسائر الأولية في لبنان بنحو 8.5 مليار دولار، وذلك في تقرير أصدره في 14 نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي اللبناني انكماشاً بنسبة 5.7 في المائة في عام 2024، مقارنةً بتوقعات النمو السابقة التي كانت تشير إلى 0.9 في المائة.

كما تكبّد القطاع الزراعي اللبناني خسائر فادحة، تجاوزت 1.1 مليار دولار، شملت تدمير المحاصيل والماشية، إضافة إلى نزوح المزارعين. وفي الوقت نفسه، عانى قطاع السياحة والضيافة -الذي يُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد اللبناني- من خسائر مشابهة، ما يزيد من تعقيد التحديات الاقتصادية في البلاد.

أما في إسرائيل، فقد أدّت الحرب مع «حزب الله» إلى تفاقم التداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاع المستمر في غزة، ما زاد من الضغط على المالية العامة للدولة. وقد ارتفع العجز في الموازنة إلى نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الكبرى إلى خفض تصنيف إسرائيل.

كما أسهمت الاضطرابات في سلاسل الإمداد في رفع معدل التضخم إلى 3.5 في المائة، متجاوزاً النطاق المستهدف للبنك المركزي الإسرائيلي (1-3 في المائة). وفي ظل هذه الظروف، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة بهدف مكافحة التضخم، وهو ما زاد من الأعباء المالية على الأسر، من خلال ارتفاع تكاليف الرهون العقارية.

ورغم هذه التحديات العميقة، أظهر الاقتصاد الإسرائيلي تعافياً نسبياً في الربع الثالث من العام؛ بعدما سجل نمواً بنسبة 3.8 في المائة على أساس سنوي، عقب انكماش في الربع الثاني، وفقاً للتقديرات الأولية للحكومة.

حطام سيارات في موقع متضرر جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الدمار

في لبنان، تُقدر تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن بنحو 2.8 مليار دولار؛ حيث دُمّر أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، وذلك وفقاً لتقرير البنك الدولي. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، دُمر 262 مبنى على الأقل نتيجة الضربات الإسرائيلية، وفق مختبر جامعة بيروت الأميركية.

كما تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في أضرار جسيمة في القرى والبلدات في جنوب لبنان وسهل البقاع، وهما منطقتان تُهيمن عليهما جماعة «حزب الله». وقد أسفرت هذه الضربات عن تدمير واسع للمرافق والبنية التحتية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في تلك المناطق.

في المقابل، في إسرائيل، قُدِّرت الأضرار العقارية بنحو 1 مليار شيقل (ما يعادل 273 مليون دولار)، إذ دُمرت أو تضررت آلاف المنازل والمزارع والمنشآت التجارية جراء التصعيد العسكري. علاوة على ذلك، أُتلف نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والأراضي المفتوحة في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان.

النزوح

ونتيجة تصاعد العمليات العسكرية، نزح نحو 886 ألف شخص داخل لبنان بحلول نوفمبر 2023، وفقاً لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين فرّ أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا هرباً من النزاع. وفي إسرائيل، تم إجلاء نحو 60 ألف شخص من المناطق الشمالية.

الخسائر البشرية

وأسفرت العمليات العسكرية عن سقوط آلاف الضحايا في كلا الجانبين. ففي لبنان، قُتل ما لا يقل عن 3768 شخصاً، وأصيب أكثر من 15 ألفاً و699 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. تشمل هذه الأرقام المدنيين والمقاتلين على حد سواء؛ حيث كانت الغالبية نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي اشتدت في سبتمبر (أيلول). أما في إسرائيل، فقد تسببت ضربات «حزب الله» في مقتل 45 مدنياً و73 جندياً، وفقاً لبيانات رسمية إسرائيلية.