لونغستاف لاعب نيوكاسل... مايكل كاريك الجديد لكن بقدر أكبر من الهدوء

اسم النجم الإنجليزي الشاب يتردد كثيراً الآن في وسائل الإعلام وتتم الإشادة بقدراته وإمكاناته الهائلة

بينيتيز رفض التخلي عن لونغستاف لثقته في قدراته
بينيتيز رفض التخلي عن لونغستاف لثقته في قدراته
TT

لونغستاف لاعب نيوكاسل... مايكل كاريك الجديد لكن بقدر أكبر من الهدوء

بينيتيز رفض التخلي عن لونغستاف لثقته في قدراته
بينيتيز رفض التخلي عن لونغستاف لثقته في قدراته

في البداية، يجب التأكيد على أن أي شخص شاهد نجم نيوكاسل يونايتد، شون لونغستاف، وهو يشارك في إحدى المباريات قد أدرك على الفور لماذا يتردد اسم النجم الإنجليزي الشاب في وسائل الإعلام بقوة وتتم الإشادة به كثيرا وبقدراته وإمكاناته الهائلة من حيث الهدوء والتوازن والرؤية الثاقبة والثقة بالنفس.
وربما يعود جزء صغير من ذلك الأمر إلى السنة التي قضاها لاعب خط وسط نيوكاسل يونايتد وهو يعيش كل ساعة فعليا في حلبة للتزلج على الجليد في ستوكهولم؛ حيث كان والده، ديفيد، يلعب مع فريق ديورغاردن، الذي يعد أحد أبرز فرق هوكي الجليد في السويد. وكان شون في الخامسة من عمره عندما عاد إلى شمال شرقي إنجلترا وبدأ ممارسة كرة القدم مع فريق الناشئين بنادي «نورث شيلدز». لكن كان يبدو أن هذا الطفل الصغير يمتلك فنيات وقدرات غير عادية، خاصة فيما يتعلق بهدوئه الشديد تحت الضغط، وهو ما كان ينبئ بأن شيئا من جليد ستوكهولم قد انتقل إلى عروقه.
وسرعان ما انضم اللاعب الشاب إلى صفوف أكاديمية الناشئين بنادي نيوكاسل يونايتد. وكان والده – الذي أصبح أول لاعب هوكي جليد في بريطانيا العظمى يلعب 100 مباراة دولية - يتمتع بموهبة كبيرة وتنهال عليه العروض، والتي كان من بينها عرض للهجرة إلى كندا واللعب هناك.
وهنا، ظهرت حياة جديدة في قارة أخرى، لكن ديفيد وزوجته ميشيل – وهي لاعبة بارعة في كرة الشبكة أيضا – لم يقطعا الاتصال بإنجلترا؛ حيث يعمل ديفيد، البالغ من العمر 44 عاما، كمدير فني لنادي وايتلي واريورز. وأصر الوالدان على أن يركز شون وشقيقه ماتي، الذي يصغره بعامين ويلعب أيضا في خط الوسط بنادي نيوكاسل تحت 23 عاما، على كرة القدم بدلاً من هوكي الجليد. وبالفعل، سار شون على خطى عمه، الجناح السابق آلان طومسون، ونجح في اللعب مع الفريق الأول بنادي نيوكاسل يونايتد. وقد أمضى اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً جزءاً من هذا الأسبوع وهو يخبر الصحافيين بأنه «يعيش حلما» بعد الإشادة الكبيرة التي تلقاها على الأداء الذي قدمه في 12 مباراة مع فريقه خلال الموسم الجاري، من بينها ثماني مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، تحت قيادة المدير الفني رفائيل بينيتيز.
ومنذ أول مشاركة له مع الفريق الأول لنيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما لعب كبديل في المباراة التي خسرها فريقه برباعية نظيفة أمام ليفربول، يقدم النجم الشاب مستويات مثيرة للإعجاب، بما في ذلك أداؤه اللافت في المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد على مانشستر سيتي. كما أحرز أول هدف له مع الفريق الأول عندما فاز فريقه على بيرنلي بهدفين دون رد.
وبفضل هذا الأداء الرائع وقدرته على اللعب بكلتا قدميه، جذب شون أنظار المدير الفني للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما، إيدي بوثرويد، الذي يبدو من المؤكد أنه سيستدعيه لقائمة المباراة القادمة. وعلاوة على ذلك، بدأ كثيرون يشبهون شون بنجم خط وسط مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق مايكل كاريك.
وفي الحقيقة، هناك تشابه كبير بين اللاعبين من حيث طريقة الركض بالكرة والهدوء وعدم التسرع في التمرير، وهي موهبة لا تقدر بثمن بالنسبة للاعب خط الوسط. وعلاوة على ذلك، يمتلك شون رؤية ثاقبة وقدرة على التمرير المتنوع وغير المتوقع. لكن بينيتيز يؤكد على وجود بعض الاختلافات بين اللاعبين، ويقول: «يمكنني أن أرى وجها للشبه بين شون وكاريك، لكن في هذه المرحلة يتمتع شون بقدر أكبر من الحركة والقدرة على التحمل، كما يمتلك مهارات كبيرة ويمكنه اللعب بكلتا القدمين».
وهناك دائما خطر كبير يتمثل في المبالغة في الإشادة بأي لاعب شاب لا يمتلك الخبرات الكبيرة، لكن هذا الخطر يقل بشكل ملحوظ بالنسبة للونغستاف، الذي يبدو أنه لا يتأثر كثيرا بما يقال من حوله. يقول جناح نيوكاسل يونايتد، مات ريتشي: «أولا وقبل كل شيء، شون لاعب كبير. ومنذ اليوم الأول الذي انضم فيه إلينا وحتى الآن وهو نفس الشخص ولم يتغير. سوف يكون لدى شون مسيرة كروية رائعة لو واصل العمل بكل تواضع وجدية. وأنا لا أشك على الإطلاق في قيامه بذلك. إنه لاعب من طراز رفيع وشخص رائع أيضا».
ولم يشارك لونغستاف في أي مباراة مع المنتخب الإنجليزي للشباب أو الناشئين، ولعب فترة رائعة على سبيل الإعارة مع نادي كيلمارنوك الاسكوتلندي قبل أن يلعب على سبيل الإعارة أيضا مع نادي بلاكبول في دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي. وقد كانت هذه التجربة بمثابة نقطة تحول كبيرة في المسيرة الكروية لهذا اللاعب الشاب.
وقد كان المدير الفني السابق لنادي بلاكبول، غاري بوير، معجبا للغاية بالقدرات التهديفية لشون وقدرته على تسجيل الأهداف بكلتا قدميه. يقول بوير: «شون يمتلك موهبة كبيرة في تسجيل الأهداف، وخاصة عن طريق التصويب من مسافات بعيدة. إنه يمتلك طاقة هائلة ولياقة بدنية كبيرة، كما يتمتع بقدرة كبيرة على فهم المباريات من الناحية الخططية والتكتيكية. لقد قدم مستويات رائعة مع بلاكبول».
وكان نادي بورتسموث يريد الحصول على خدمات لونغستاف على سبيل الإعارة الصيف الماضي، لكن بينيتيز رفض التخلي عنه واحتفظ به ليكون إضافة قوية للفريق في خط الوسط. وعندما كان جونجو شيلفي ومو دياميه يغيبان عن الفريق بسبب الإصابة أو عندما انضم كي سونغ يونغ إلى منتخب كوريا الجنوبية للمشاركة في كأس الأمم الآسيوية في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حصل شون على فرصة كبيرة للمشاركة في المباريات.
وبعد مرور أكثر من شهرين، يجلس آلان شيلفي وديمي وكي على مقاعد البدلاء، ويشارك شون في التشكيلة الأساسية للفريق. يقول بوير: «لقد اتخذ بينيتيز قراراً ذكياً عندما قرر عدم التفريط في خدمات شون. لقد تعلم شون الكثير من التدريب تحت قيادته وقد استغل فرصته على النحو الأمثل. والآن، لن يُسمح له بالرحيل عن النادي بكل تأكيد، خاصة بعدما أصبح هو المحرك الأساسي للفريق». وأضاف: «في بلاكبول كان يتعين عليه أن يتكيف مع العيش بعيداً عن منزله وأسرته، وقد تعلم الكثير بالفعل، لكن يجب التأكيد على أن شون قوي للغاية من الناحية الذهنية والنفسية. إنه يتعامل مع الأمور بمنطقية كبيرة ويسعى دائما نحو مزيد من التطور والتحسن، وسوف يقدم لنا الكثير والكثير من مستودع موهبته خلال الفترة المقبلة».


مقالات ذات صلة

أرتيتا رداً على تصريح غوارديولا الغاضب: إنهم يريدون تدمير علاقتنا!

رياضة عالمية أرتيتا قال إنه ما زال حريصاً على علاقته بغوارديولا (أ.ف.ب)

أرتيتا رداً على تصريح غوارديولا الغاضب: إنهم يريدون تدمير علاقتنا!

رد ميكل أرتيتا مدرب أرسنال على بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بالقول إنه معجب بشدة بغوارديولا وإن التنافس الجديد بينهما لا ينبغي أن يشوّه السنوات التي جمعتهما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح محتفلاً بهدفه في شباك ولفرهامبتون (رويترز)

صلاح يقود ليفربول لصدارة «البريميرليغ» من شباك ولفرهامبتون

سجّل كوناتي هدفه الأول على الإطلاق في الدوري الإنجليزي برأسية، وهزّ صلاح الشباك من ركلة جزاء ليصعد ليفربول لصدارة الترتيب بفوزه 2-1 على ولفرهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية قد يخسر ليفربول ثلاثة من أفضل لاعبيه مجانا الصيف المقبل... صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد (غيتي)

هل حقاً يمكن أن يرحل صلاح وفان دايك وألكسندر أرنولد عن ليفربول؟

اللاعبون سيكونون هم الرابح الأكبر لأنه إما يجددوا عقودهم بمقابل مادي كبير أو يستفيدوا من الانتقال مجاناً

رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي جاهز لحرب آرسنال

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمس (الجمعة) إن آرسنال أراد جر فريقه إلى حرب خلال مباراتهما في البطولة المحلية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية ليفربول صاحب المركز الثاني يتطلع لمواصلة انطلاقته (أ.ب)

سيتي يصطدم بنيوكاسل... وليفربول في ضيافة وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي

تضع جماهير سيتي آمالاً عريضة على إرلينغ هالاند في إعادة الفريق لمساره الصحيح بالبطولة.


بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.