فعاليات يمنية حقوقية في جنيف لفضح انتهاكات الميليشيات

31 ألف قتيل وجريح من المدنيين سقطوا خلال أربعة أعوام بأيدي الحوثيين

اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف (إ.ب.أ)
اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف (إ.ب.أ)
TT

فعاليات يمنية حقوقية في جنيف لفضح انتهاكات الميليشيات

اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف (إ.ب.أ)
اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف (إ.ب.أ)

تشهد جنيف منذ أيام حراكا حقوقيا يمنيا على هامش الدورة 40 لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان وذلك في سياق الجهود الرامية إلى فضح الانتهاكات الحوثية والجرائم التي ترتكبها الجماعة الموالية لإيران منذ انقلابها على الشرعية في 2014.
وفي هذا السياق أطلق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) تقريره العام لحالة حقوق الإنسان في اليمن خلال أربع سنوات منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية. وأوضح الناشط الحقوقي يوسف أبو راس الذي استعرض التقرير خلال الندوة التي عقدت في مجلس حقوق الإنسان بحضور عدد من الصحافيين والناشطين الحقوقيين والمهتمين بالوضع الإنساني من عدد من الدول، أن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان رصد مقتل وإصابة 35026 مدنياً بينهم نساء وأطفال ومسنين خلال الفترة من 21 سبتمبر (أيلول) 2014 وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وأفاد التقرير الحقوقي بأن عدد القتلى بلغ 11 ألفا و267 مدنيا فيما أصيب 23 ألفا و759 آخرين بالقصف العشـوائي والقنص والرصـاص والهجمات الأخرى، والألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الانقلابية، مشيرا إلى أن الميليشيات الحوثية تصدرت القائمة بقتل 9016 مدنيا وجرح وإعاقة أكثر مـن22187 آخرين في مختلف المحافظات.
وذكر التحالف الحقوقي أنه ســجل اختطــاف واعتقــال واحتجــاز 16 ألفا و565 مدنيا بينهم 368 طفلا و98 امرأة و385 مســنا، وإخفاء 3544 آخرين بينهــم 64 طفلا و15 امرأة و72 مســنا. وسجلت في محافظة صنعاء بحسب التقرير الحقوقي أعلــى نســبة اختفــاء حيث سجل فيها 552 مختفـيا، تلتهـا محافظـة الحديـدة بواقـع 536 مختفـيا، ومحافظـة حجـة بواقـع487 مختفـيا.
وأوضح التقرير أن الميليشيات ارتكبت 600 انتهاك على الأقل في حق الصحافيين تنوعــت بيــن القتــل بواقــع 37 قتيــلا وإصابة 71 آخرين في حين تعرض 246 إعلاميا للاحتجــاز والاختطاف، وتعــرض 44 إعلاميا للاختفاء القســري، و62 تعرضــوا للتعذيــب، و141 إعلاميا تعرضــت ممتلكاتهــم للاعتداء.
ونوه التقرير إلى قيام الميليشيات بإحالة 10 صحافيين محتجزين لديها منذ عامين دون محاكمة إلى المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة ومكافحة الإرهاب.
وأفاد التقرير بأنه سجل 7122 انتهــاكا ضــد السياســيين، توزعــت بيــن القتــل بواقــع 236 قتيــلا، وإصابة 613 آخرين، واعتقال 4242، و837 حالة اختفاء فيما بلغت حالات التعذيب 233 وحالات الاعتداء علـى الممتلـكات 961 اعتداء، مؤكدا أن الميليشيات الحوثية ارتكبت أغلب هذه الانتهاكات بواقع 6748 انتهاكا.
واستعرض التقرير ما تتعرض له منطقة حجور بمحافظة حجة من حصار جائر من قبل الميليشيات الحوثية منذ أكثر من شهرين وقصف بجميع أنواع الأسلحة بما فيها القصف مؤخرا بالصواريخ الباليستية.
وقال التقرير إن «وثيقة الشرف (الولاء القبلي) التي تسعى الميليشيات إلى فرضها على القبائل يأتي خوفا من تمرد بقية القبائل عليها»، لافتاً إلى قصف ميليشيات الحوثيين للنازحين من مدينة الحديدة واستمرار حصار وقصف وقنص المدنيين في مدينة تعز ومنطقة الحشا في الضالع.
وبيّن التقرير أن «الانتهاكات لن تتوقف طالما بقيت ميليشيات الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات وعلى سلاح وإمكانيات الدولة»، مشيرا إلى أن الميليشيات لم تعترف أو تجر تحقيقا في أي من الانتهاكات التي ارتكبتها مما يؤكد تعمدها استهداف المدنيين.
وتابع التقرير الحقوقي بالقول إن «تغاضي المجتمع الدولي وفشله في إلزام ميليشيات الحوثي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية شجعا على التمادي في الانتهاكات وحصار المدن وسرقة الإغاثة وتحويل عائدها لدعم حربه على اليمنيين وبذلك يتم قتلهم مرتين، عبر سرقة الإغاثة من أفواه الجوعى وتحويل عائدها إلى رصاص يفتك بهم».
وأكد التقرير أن إزالة الانقلاب أهم العوامل المساعدة لإيقاف الانتهاكات والتدهور المستمر لحقوق الإنسان، حيث إن الدولة قابلة للمساءلة، كما أن سيادة حكم القانون ضامن للحد من الانتهاكات والقضاء على الميليشيات والتنظيمات المتطرفة، كما أشار إلى رفض الميليشيات المتكرر للالتزام بالاتفاقيات وآخرها اتفاق استوكهولم وهو يؤكد عدم رغبتها في الوصول إلى حل لوقف نزف الدماء وإيقاف الانتهاكات.
وطالب التحالف اليمني (تحالف رصد) المجتمع الدولي بإلزام ميليشيات الحوثي بتنفيذ القرارات ذات الصلة باليمن، وتحديداً القرارات 2140 و2014 و2216، واعتماد إجراءات وتدابير عقابية ضد جميع المعرقلين للعملية السياسية في اليمن. كما طالب الميليشيات الحوثية بالتنفيذ الفوري والكامل لكل قرارات مجلس حقوق الإنسان والتنفيذ الفوري والتام لجميع قرارات مجلس الأمن وأهمها القراران 2140 و2216 والامتناع عن تجنيد الأطفال وتسريح من تم تجنيدهم فوراً وإطلاق سراح السجناء المدنيين كافة وعدم استغلالهم في أي عملية تبادل قادمة والإطلاق الفوري لكل الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وخاصة النساء.
في سياق متصل بالحراك الحقوقي اليمني نظم مركز «حقي لدعم الحقوق والحريات» والاتحاد الدولي للمرأة المسلمة واتحاد حماية حقوق الأطفال وحقوق الإنسان، ندوة بعنوان (حقوق المرأة) وذلك تزامناً بمناسبة يوم المرأة العالمي. وفي الندوة استعرضت الباحثة اليمنية الحقوقية أمين عام مركز «حقي لدعم الحقوق والحريات» ليزا البدوي، معاناة المرأة اليمنية من ويلات الحرب التي تسببت بها ميليشيات الحوثي إثر انقلابها على الشرعية الدستورية في سبتمبر 2014.
وأشارت إلى الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية التي تقوم بها الميليشيات في صنعاء ضد النساء حيث أصبحت المرأة اليمنية إما أما أو زوجة لمعتقل لدى الميليشيات أو أن تكون هي ذاتها معتقلة أو مختطفة. ولفتت إلى تلقي المركز كثيرا من البلاغات عن اختطاف النساء واعتقالهن، موضحة أن الاعتقالات استهدفت المعارضات والمدافعات عن الحقوق أو القاصرات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.