أوكرانيا تواصل ضغطها على الانفصاليين.. ومفاوضات وقف إطلاق النار مسدودة

وزير الخارجية الروسي: مطالب كييف غامضة

أوكرانيا تواصل ضغطها على الانفصاليين.. ومفاوضات وقف إطلاق النار مسدودة
TT

أوكرانيا تواصل ضغطها على الانفصاليين.. ومفاوضات وقف إطلاق النار مسدودة

أوكرانيا تواصل ضغطها على الانفصاليين.. ومفاوضات وقف إطلاق النار مسدودة

قال الجيش الأوكراني إن قواته واصلت الضغط على الانفصاليين الموالين لروسيا خلال معارك جرت خلال أمس واليوم (الاثنين)، وإنها طوقت بلدة هورليفكا التي يسيطر عليها الانفصاليون، وسيطرت على مستوطنات صغيرة في شرق أوكرانيا.
وجاء في بيان عسكري أن الجيش يعتقد أن الانفصاليين ردوا بنظام صاروخي روسي الصنع (أوراغان)، قرب قرية واقعة جنوب شرقي دونيتسك، وهذه أول مرة يستخدمون فيها هذا السلاح.
وتقول القوات الأوكرانية إنها تواصل تقدمها وتطرد القوات الانفصالية وتقطع خطوط إمدادها في الشهر الرابع للصراع الدائر في شرق أوكرانيا.
وجاء في بيان الجيش: «نقطتا مالايا ايفانيفكا وأندريانيفكا الاستيطانيتان جرى تطهيرهما من الانفصاليين تماما. كما جرى عزل مستوطنة التشيفسك. وفرض طوق كامل حول هورليفكا».
وسقطت هورليفكا في يد الانفصاليين منذ بداية الصراع، ولها أهمية استراتيجية، لقربها من الطريق الرابط بين دونيتسك ولوغانسك.
وعلى صعيد متصل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، بأن أي تقدم لم يتحقق بشأن وقف إطلاق النار وتسوية سياسية في أوكرانيا خلال الاجتماع الرباعي الذي عُقد أمس (الأحد) في العاصمة الألمانية، برلين.
وقال لافروف في تصريحات للصحافيين في برلين بثتها وكالات الأنباء الروسية إن النقاط التي «لا يمكننا التحدث عن نتائج إيجابية بشأنها هي قبل كل شيء وقف إطلاق النار والتسوية السياسية».
وأضاف: «أكدنا موقفنا الذي يقضي بأن أي وقف لإطلاق النار (...) يجب أن يكون بلا شروط»، لكن «زملاءنا الأوكرانيين يواصلون مع الأسف وضع شروط تزداد غموضا، مثل ضمان أن تكون الحدود (الأوكرانية الروسية) غير قابلة للاختراق».
وتابع لافروف: «ليس لدينا شيء ضد (رغبة كييف في وضع) مراقبة لنظام عبور الحدود يكون فعالا بأكبر قدر ممكن». وأكد أن «كل شيء متعلق بنا نقوم بتنفيذه»، وعدّ أن أوكرانيا تستطيع المساهمة بذلك بطريقة «أكثر فاعلية».
وتحدث لافروف أيضا عن مفاوضات حول احتمال تزويد مراقبي بعثة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تنتشر على الحدود الأوكرانية الروسية، بطائرات من دون طيار.
وقال إن الأمر يتعلق بتزويد «بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بطائرات من دون طيار لمراقبة الحدود من الجانب الأوكراني، ومن المجال الجوي الأوكراني». وأضاف الوزير الروسي: «بقدر ما يكون عملا فعالا، يكون الوضع أفضل».



بيلاروسيا تعلن إجراء مناورة لاختبار جاهزية قاذفات أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
TT

بيلاروسيا تعلن إجراء مناورة لاختبار جاهزية قاذفات أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)

أعلن الجيش البيلاروسي، الثلاثاء، أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، وذلك غداة إعلان حليفته روسيا مناورات نووية تشمل خصوصاً قوات متمركزة بالقرب من أوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «بيلتا» (Belta) عن أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش قوله إنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية.

وأضاف فولفوفيتش أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة إسكندر الصاروخية وطائرات «سو - 25».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كانت روسيا نشرت في صيف عام 2023 أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حلفائها والدولة المجاورة للاتحاد الأوروبي. ولا تزال هذه الأسلحة تخضع للسيطرة الروسية.

وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان: «بدأ التحقّق من درجة استعداد القوات وقاذفات أسلحة نووية تكتيكية داخل القوات المسلّحة».

كذلك، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي».

وأضاف أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وأعلنت روسيا، الاثنين، أنها ستجري مناورات نووية رداً على تصريحات لقادة غربيين اعتبرتها عدوانية، وفق الكرملين. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بإجراء المناورات «في المستقبل القريب»، مؤكداً أنّ قواته قد تضرب أهدافاً عسكرية بريطانية في أوكرانيا «وخارجها».


اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
TT

اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

أكد الجيش الأميركي أن الجندي الأميركي غوردون بلاك، قد تم اعتقاله الأسبوع الماضي في روسيا، خلال عودته إلى البلاد قادماً من كوريا الجنوبية، حيث يقوم بخدمته العسكرية.

وذكرت وسائل إعلام روسية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين في محكمة محلية، أن جندياً أميركياً اعتقل في روسيا الخميس الماضي، في مدينة فلاديفوستوك، المدينة الساحلية في أقصى الشرق الروسي، وسيظل في السجن حتى يوليو (تموز) على الأقل، بينما تحقق السلطات في اتهامات بالسرقة موجهة إليه. لكنّ خبر اعتقاله لم يعلن إلّا مساء الاثنين، عندما قالت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان إنه محتجز.

الجندي غوردون بلاك (رويترز)

وقال مسؤول عسكري أميركي، إن الجندي غوردون بلاك (34 عاماً)، هو رقيب في الجيش كان في طريقه عودته إلى منزله في ولاية تكساس بعد إنهاء تمركزه في كوريا الجنوبية. وأضاف أن الجندي أوقف بتهم جنائية، لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل؛ نظراً لحساسية القضية.

ويواجه بلاك احتمال سجنه خمس سنوات بموجب القانون الجزائي الروسي، حيث قالت المحكمة في بيان صحافي الثلاثاء، إن مواطناً أميركياً تم تحديده بالحرف «ب» فقط، تم احتجازه للاشتباه في قيامه بسرقة امرأة، مما تسبب لها في «ضرر كبير». وأضافت أنه اعتدى بالضرب على صديقته الروسية خلال زيارة لفلاديفوستوك، وسرق منها مبلغاً من المال والكحول. وفيما لم يعلق المسؤولون في موسكو على الاعتقال، ذكرت محطة «إن بي سي» الأميركية أن الجندي سافر إلى روسيا بصفة شخصية ولم يكن في رحلة عمل رسمية.

ولم يكن من الواضح سبب وجود بلاك في فلاديفوستوك، وهو ميناء عسكري بالقرب من مقر الأسطول الروسي في المحيط الهادي، بقي مغلقاً أمام الغرباء لعقود من الزمن في عهد الاتحاد السوفياتي. ولم يكن من الواضح أيضاً كيف حصل بلاك على تأشيرة للسفر إلى روسيا.

وكرّر مسؤول بوزارة الخارجية يوم الاثنين تحذير حكومة الولايات المتحدة للأميركيين من السفر إلى روسيا. وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» يوم الاثنين، أن بلاك، سافر إلى فلاديفوستوك من كوريا الجنوبية لزيارة امرأة كان على علاقة عاطفية معها. وذكرت أنه لم يبلغ رؤساءه بالرحلة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

تدهور العلاقة مع الغرب

ومع توقيف بلاك، يرتفع عدد الأميركيين المسجونين في روسيا، بتهم يعدها المسؤولون الأميركيون ملفقة، في وقت تشهد العلاقات مع روسيا توتراً كبيراً بسبب غزو موسكو لأوكرانيا. وأوقفت السلطات الروسية مواطنين أميركيين عدة، فيما اتهمت أطراف موسكو باستخدام الموقوفين لمبادلتهم بروس مسجونين في الولايات المتحدة.

وتم الكشف عن اعتقال بلاك، بينما كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستعد لأداء اليمين لولايته الخامسة رئيساً لروسيا يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المواجهة مع الغرب. وأضرت الاعتقالات بالعلاقة المتوترة بالفعل بين روسيا والولايات المتحدة اللتين اشتبكتا بشكل خاص بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا. وكذلك حول مجموعة من الأمور الأخرى، بما في ذلك ما تقول واشنطن إنه مسعى موسكو لوضع سلاح نووي في الفضاء، وإعلانها الأخير عن القيام بتدريبات على استخدام أسلحة نووية تكتيكية.

وقال الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، خلال رده على سؤال حول هذه التدريبات: «هي مثال على نوع الخطاب غير المسؤول الذي رأيناه من روسيا في الماضي». وأضاف رايدر أنه «أمر غير مناسب على الإطلاق؛ نظراً للوضع الأمني ​​الحالي. وكما تعلمون، لم نشهد أي تغيير في وضع قوتهم الاستراتيجية. لكن من الواضح أننا سنواصل المراقبة. لكن هذا مجرد خطاب غير مسؤول».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

وعندما سُئل رايدر عن عرض روسيا خلال احتفالات عيد العمال، لدبابة «أبرامز»، وناقلة جند «برادلي» الأميركيتين، تم الاستيلاء عليهما في أوكرانيا، وعمّا إذا كان ذلك يعرّض للخطر بعض التكنولوجيا الأميركية، رفض الإدلاء بمعلومات أو تفاصيل إضافية. ومع توقع أن تتم مساءلة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال شهادته أمام الكونغرس الأربعاء، حول هذه القضية، أوضح رايدر أن البنتاغون «يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر عند تقديم قدراتنا العسكرية لشركائنا الأجانب».

وكانت روسيا قد عرضت أنواعاً عدة من الأسلحة الغربية التي حصلت عليها أوكرانيا، قالت إنها غنمتها في ساحات المعركة، في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش الروسي على جبهات القتال، وخصوصاً في إقليم دونيتسك ومنطقة خاركيف شرق أوكرانيا.

تدهور جبهات القتال

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع وتيرة تسليم الأسلحة التي وعد بها الغرب، قائلاً في خطابه اليومي مساء الاثنين: «يجب أن تتبع القرارات السياسية لوجيستيات حقيقية، وأن يستلم جنودنا بالفعل الأسلحة». وأوضح أنه من أجل ذلك، يجب تنسيق التعاون مع الشركاء، خصوصاً الولايات المتحدة، بشكل أفضل. ويجب القيام بعمل مستمر على مدار الساعة لتسريع الأمور. وأصدرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقدر بنحو 61 مليار دولار قبل نحو أسبوعين، بعد أشهر من الجمود في مجلس النواب الأميركي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تلك المساعدات ستصل «خلال أيام».

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (أ.ب)

ومع ذلك، لا تزال أوكرانيا في وضع دفاعي صعب. وقال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، في تقرير رفعه إلى زيلينسكي، إن «العدو» لا يزال يمتلك مزيداً من القوات البشرية والأسلحة والمعدات التقنية، وبالتالي يهاجم مواقع الجيش الأوكراني يومياً. ووفقاً لتقريره، تستهدف القوات الرئيسية للجيش الروسي بلدتي كوراخوف، وبوكروفسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.

من جهة أخرى، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أنه ألقى القبض على عملاء لروسيا داخل جهاز أمني يخططون لاغتيال الرئيس زيلينسكي، وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، بناء على أوامر من موسكو. ويُعرف الجهاز الأمني باسم إدارة حماية الدولة في أوكرانيا. وقالت الأجهزة في بيان إنها «فككت شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي كانوا يعدون لاغتيال الرئيس الأوكراني». وأضافت أن «مسؤولين رفيعي المستوى آخرين في المجالين العسكري والسياسي كانوا مستهدفين أيضاً، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف». وأكدت الأجهزة، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن المشتبه بهما اللذين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل». وقالت إن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرية» إلى روسيا. وأكدت أنهما كانا يريدان تجنيد عسكريين «مقربين من جهاز أمن» الرئيس زيلينسكي بهدف «احتجازه رهينة وقتله»، بحسب السلطات الأوكرانية. وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجرات. وندّدت أوكرانيا مراراً بمحاولات لاغتيال رئيسها أو مسؤولين كبار آخرين أو أقاربهم. وفي أبريل (نيسان)، أوقف رجل يشتبه في أنه ساعد الاستخبارات الروسية في التحضير لهجوم ضد زيلينسكي في بولندا، وفقاً للادعاء العام في بولندا وأوكرانيا. واتُهمت روسيا مراراً بتسميم خصوم للكرملين في الداخل والخارج، لكنها نفت دائماً هذه الاتهامات.


الأمن الروسي يحبط هجوماً تفجيرياً استهدف منشآت قضائية

ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
TT

الأمن الروسي يحبط هجوماً تفجيرياً استهدف منشآت قضائية

ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)

أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي أن وحداتها نجحت في إحباط هجوم تفجيري ضخم كان يستهدف منشآت قضائية في مدينة تامبوف جنوبي العاصمة الروسية.

وأفاد بيان أصدرته الهيئة الأمنية بأنه تم اعتقال مشتبه به، وهو «أحد سكان تامبوف، وأعد بإيعاز من المخابرات الأوكرانية لتفجيرات بالقرب من مباني مؤسسات قضائية إقليمية ومحاكم».

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية )

وكشف البيان عن جانب من تفاصيل إحباط الهجوم، وزاد: «قام رجال الأمن بوقف نشاط غير قانوني لمواطن روسي من مواليد عام 1980، كان يستعد لتفجير عبوات ناسفة بالقرب من مباني محاكم تامبوف الإقليمية ومحاكم التحكيم، وذلك بتوجيه من الهيئات الأمنية الأوكرانية المختصة». ووفقاً للبيان فقد تم إحباط العملية بعدما لاحظ موظفو هيئة السكك الحديدية الروسية، في أثناء قيامهم بجولة تفتيش في المناطق القريبة من محطة تامبوف، رجلاً أثار الشبهات من خلال دس لفافات بين مخلفات البناء. وعند فحص المكان، تم العثور على عبوتين ناسفتين يدويتي الصنع زُرعتا بعناية بين مواد للبناء، وتم إبطال مفعولهما والقبض على المشتبه به.

وأضاف المركز الأمني أنه وفقاً لإفادة المعتقل فقد «قام منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، بالاطلاع بشكل منتظم على مواد تحريضية على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك مواقع المنظمات الإرهابية الموالية لأوكرانيا، حيث تم تجنيده في يوليو (تموز) 2023 من قبل المخابرات الأوكرانية لتنفيذ أعمال تخريبية وهجمات إرهابية داخل الأراضي الروسية».

وكان جهاز الأمن الروسي أعلن عن حادثة مماثلة قبل يومين؛ إذ اعتقَلَ أحد سكان إقليم بريموريه، بعد الاشتباه في قيامه بالتجسس ونقل معلومات إلى الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مصدر في الفرع الإقليمي للأمن الفيدرالي الروسي، أنه تم فتح تحقيق مع المعتقل بعد توجيه تهمة الخيانة العظمى ضده.

وقال المصدر: «تمكن عناصر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من إحباط نشاط غير قانوني لأحد سكان إقليم بريموريه، المتورط في ارتكاب الخيانة العظمى في شكل تجسس لصالح مديرية الاستخبارات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية».

ووفقاً للمصدر، قام المعتقل المتهم بتوجيه من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، «بجمع معلومات حول البنية التحتية العسكرية في المنطقة ونقلها إلى المشرفين عليه، وذلك رغم إدراكه الكامل بإمكانية استخدامها من قبل العدو ضد أمن روسيا الاتحادية، بما في ذلك في أثناء تنفيذ عمليات تأثير مباشر ضد روسيا».


غضب في ألمانيا من تجمعات تدعو لتطبيق الشريعة في البلاد

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
TT

غضب في ألمانيا من تجمعات تدعو لتطبيق الشريعة في البلاد

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)

رغم الجدل الكبير الذي سببته تظاهرة لمتطرفين في هامبورغ، نهاية الشهر الماضي، دعت لتطبيق الشريعة في ألمانيا، تستعد المجموعة نفسها (مسلم إنتراكتيف) لتظاهرة جديدة يوم السبت المقبل. ووسط دعوات لحظر الجماعة ومنع مناصريها من التظاهر، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أنها تدرس تشديد القوانين حول التجمع المزمع في المدينة نفسها.

متظاهرون يحتجون ضد الإسلاموية والتطرف ومن أجل القيم الليبرالية في مسيرة مضادة لتجمع نظمه إسلاميون أثاروا غضباً على مستوى البلاد السبت الماضي (د.ب.أ)

واستبعدت فيزر حظر التجمع، وقالت إنه يجب الحفاظ على حرية التعبير التي يضمنها القانون الأساسي في ألمانيا، ولكن في المقابل ستدرس إمكانية حظر بعض الشعارات التي يمكن اعتبارها معارضة للدستور.

يُذكَر أن ألمانيا تحظر بشكل مستمر تجمعات مؤيدة لفلسطين منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) بحجة مخاوف من دعمها للإرهاب.

وقالت فيزر على هامش مؤتمر دولي لمحاربة جرائم المخدرات يعقد في هامبورغ، إن «هناك قوانين تمنع رفع الشعارات المعادية للدستور في الشارع». وكانت فيزر قد وصفت التظاهرة الأسبوع الماضي بأنها «يصعب تحملها». وحذَّرت المشاركين من تخطي «الخطوط الحمراء». وأشارت إلى أن الخطوط الحمراء تعني «عدم الترويج للبروباغندا الإرهابية لـ(حماس)، وعدم تبني خطاب معادٍ لليهود، وعدم الترويج للعنف». وأشارت إلى أنه لو حدث أي من الثلاثة، فإنه «يجب التدخل فوراً ووقف التظاهرة».

متظاهرون ألمان يحملون لافتات كُتب عليها «أوروبا من دون إسلاميين» و«الديمقراطية فقط» يحتجون في شتايندام ضد الإسلاموية والتشدد من أجل القيم الليبرالية والقانون الأساسي (د.ب.أ)

وكانت «الداخلية» الألمانية قد حظرت جماعة «صامدون» بُعيد بدء الحرب في غزة، بعد نشر أفرادها صوراً لهم وهم يوزعون الحلوى احتفالاً بعملية 17 أكتوبر. وعدَّت الداخلية ذلك دعماً وترويجاً للإرهاب.

وفي نهاية الشهر الماضي، خرج نحو ألف شخص في هامبورغ يهتفون بشعارات تدعو لتطبيق الشريعة في ألمانيا، ما تسبب في غضب عارم بأنحاء البلاد. وخرجت تظاهرة مضادة للمتطرفين قبل أيام في المدينة نفسها، طالبت باحترام الدستور والقانون الألماني. وحسب الشرطة، شارك في التظاهرة المضادة نحو 800 شخص. وقال منظم التجمع، علي أرتان توبراك -وهو أمين عام الجالية الكردية- إن «لا أحد يؤذي المسلمين والإسلام بقدر المتطرفين أنفسهم». واتهم توبراك السياسيين «بتجاهل» مشكلة التطرف لفترة طويلة «خوفاً من أن يُتهموا بمعاداة المسلمين».

وتصنف المخابرات الألمانية جماعة «مسلم إنتراكتيف» جماعةً متطرفة، ورغم ذلك فهي غير محظورة.

وبعد التظاهرة التي نظمتها الجماعة نهاية الشهر الماضي، دعا قائد الشرطة في هامبورغ، فالك شنابل، إلى حظرها، وقال في تصريحات صحافية إنه «يجب حظر الجماعة في حال كانت هناك أدلة قانونية كافية لدعم الحظر». وقال إنه يجب «وقف تمدد التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وأشار إلى أن معظم المشاركين في التظاهرة التي خرجت في هامبورغ قبل نحو أسبوع، كانوا من الرجال في سن الشباب. ودعا شنابل المسلمين في ألمانيا إلى «عدم الوقوع ضحية هذا الخداع».

وانتقد سياسيون عدم حظر الجماعة، وقال النائب عن الحزب «الديمقراطي المسيحي» المعارض في هامبورغ، دنيس تيرينغ، إن «وصف وزيرة الداخلية للتظاهرة بأنها (صعب تحملها) غير كافٍ»، داعياً إلى التحرك «فوراً» لحظر الجماعة المتطرفة.

وانتقد كذلك سياسيون ينتمون لأحزاب مشاركة في الحكومة، الجماعة، وقال النائب عن الحزب «الليبرالي» كونستنتين كول، إن «أي أجنبي يعرِّض وجوده داخل ألمانيا القانون الأساسي الحر والديمقراطي للخطر، يمكن طرده». وأضاف أن «أي شخص يدعو لوقف العمل بالقوانين الأساسية للحريات والصحافة يستوفي هذه الشروط».

ولكن المشاركين في التظاهرة كانوا -في معظمهم- ألماناً، ومنظمها رحيم بوتانغ البالغ من العمر 25 عاماً، هو ألماني لوالد غاني ووالدة ألمانية.

وانتقد متخصصون في التطرف دعوات الطرد، وقال إيرين غوفرشين، في تصريحات صحافية، إن دعوات الترحيل والطرد «لا تعالج المشكلة» لأن المشاركين ليسوا من اللاجئين؛ بل هم ألمان وُلدوا في ألمانيا وكبروا فيها. وأضاف: «لن نصل إلى أي مكان بالدعوات للترحيل فقط. هذه مشكلة أعمق من ذلك بكثير». وانتقد غوفرشين كلام وزيرة الداخلية التي قالت إنه يجب أن تكون هناك عواقب، متسائلاً: «ما الذي فعلته وزارة الداخلية حتى الآن؟ معروف أن هذه الجماعة تحشد منذ سنوات، وهي تعمل على التجنيد عبر وسائل التواصل». ودعا وزيرة الداخلية إلى اتخاذ خطوات واضحة صد المتطرفين، مضيفاً أنه في حال عدم القيام بذلك: «يجب ألا يفاجَأ أحد» بهذه التطورات.

وانتقد الخبير بالتطرف كذلك السياسة التعليمية، وقال إنه «يجب طرح السؤال غير المريح حول سبب تطرف الشباب المسلمين الذين وُلدوا وكبروا في ألمانيا»؛ مشيراً إلى أنه يتوجب على السياسات التعليمية أن تبذل جهوداً إضافية «للوصول إلى هؤلاء الشباب».


الاتحاد الأوروبي يقرّ أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء

عَلم الاتحاد الأوروبي (أ.ب)
عَلم الاتحاد الأوروبي (أ.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يقرّ أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء

عَلم الاتحاد الأوروبي (أ.ب)
عَلم الاتحاد الأوروبي (أ.ب)

أيّدت دول الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أول قانون في التكتل يعنى بمكافحة العنف ضد المرأة، رغم فشل النص في التوصل إلى تعريف موحّد للاغتصاب.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يهدف القانون الشامل إلى حماية النساء في دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والزواج القسري، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والمضايقات عبر الإنترنت.

ووافق البرلمان الأوروبي بالفعل على هذه القواعد في أبريل (نيسان)، وكانت موافقة الدول الخطوة الأخيرة قبل أن يصبح النص قانوناً.

وقال وزير العدل البلجيكي بول فان تيغشيلت إن «هذا القانون سيضمن على مستوى الاتحاد الأوروبي معاقبة المرتكبين بشدة وحصول ضحاياهم على كل الدعم الذي يحتاجون إليه».

ويجرّم القانون عمليات الملاحقة والمضايقات والتحريض على الكراهية أو العنف عبر الإنترنت في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. ويحدّد حداً أدنى للعقوبات، بين سنة وخمس سنوات في السجن، تبعاً لنوع الجرم المرتكب.

وتنص القواعد على تشديد العقوبة في حال كانت الضحية طفلاً أو زوجاً حالياً أو سابقاً.

وبينما حصل إجماع على أهمية القانون، شكّل إدراج تعريف موحّد للاغتصاب على مستوى الاتحاد الأوروبي مصدر خلاف أثناء المفاوضات.

وانقسم التكتل بين دول أرادت إدراج تعريف للاغتصاب، بينها اليونان وإيطاليا، ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا عارضت إدراجه بحجة أن الاتحاد الأوروبي ليس صاحب اختصاص في هذا الشأن.

وأقرّت وزيرة المساواة الإسبانية آنا ريدوندو بأنها كانت تفضّل أن تكون القواعد «أكثر طموحاً قليلاً» قبل اجتماع في بروكسل الثلاثاء. لكنها قالت إن القانون يشكّل «نقطة انطلاق جيدة».

ويجب على دول الاتحاد الأوروبي تحويل القواعد قانوناً على المستوى الوطني في كل منها في غضون ثلاث سنوات.


روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب (أ.ب)
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب (أ.ب)
TT

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب (أ.ب)
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب (أ.ب)

قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات داخل المنظمة في لاهاي باستخدام مواد سامة محظورة في ساحة المعركة.

وبحسب «رويترز»، ذكرت المنظمة أن الاتهامات «غير مدعومة بأدلة كافية»، لكنها أوضحت أن «الوضع لا يزال مضطرباً ومقلقاً للغاية فيما يتعلق باحتمال عودة استخدام المواد الكيماوية السامة كأسلحة».

وأضافت أن روسيا وأوكرانيا لم تطلبا منها رسمياً التحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن روسيا انتهكت الحظر الدولي على استخدام الأسلحة الكيماوية، والذي تشرِف عليه المنظمة، من خلال نشر مادة الكلوروبيكرين الخانقة ضد القوات الأوكرانية واستخدام الغاز المسيل للدموع «وسيلة للحرب» في أوكرانيا.

جاء ذلك بعدما أكدت أوكرانيا في أبريل (نيسان) أن روسيا زادت من استخدامها للغاز المسيل للدموع في الخنادق. في حين تنفي روسيا هذه الاتهامات.

ولم يرد المسؤولون الأوكرانيون، الثلاثاء، بعد على طلب للتعليق.

وقالت المنظمة إنها تراقب الوضع منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وبموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، يعدّ استخدام أي مادة كيماوية سامة بغرض إلحاق الأذى أو التسبب في وفاة سلاحاً كيماوياً.

وقالت المنظمة: «إن استخدام مواد مكافحة الشغب في ساحات المعارك بالحروب مخالف للاتفاقية، وإذا استخدمت هذه المواد وسيلة للحرب، تعدّ أسلحة كيماوية، وبالتالي فهي محظورة بموجب الاتفاقية».


بوتين يدشن ولايته الرئاسية الخامسة متعهداً حماية روسيا والنصر في أوكرانيا

بوتين يلقي خطاب تدشين ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (إ.ب.أ)
بوتين يلقي خطاب تدشين ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

بوتين يدشن ولايته الرئاسية الخامسة متعهداً حماية روسيا والنصر في أوكرانيا

بوتين يلقي خطاب تدشين ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (إ.ب.أ)
بوتين يلقي خطاب تدشين ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (إ.ب.أ)

جرت، الثلاثاء، في الكرملين مراسم تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين لولاية رئاسية خامسة. وأدى الرئيس الذي انتُخب مجدداً في مارس (آذار) الماضي، بأصوات أكثر من 87 في المائة من المواطنين، القسَم الدستوري بحضور أركان السلطتين التشريعية والتنفيذية ومئات الشخصيات المدعوة لحضور المناسبة، والتي مثلت الأقاليم الروسية والمستوى العسكري والأمني والإدارات الدينية في البلاد، فضلاً عن ممثلين دبلوماسيين من بلدان أجنبية.

جرت المراسم التي استمرت أقل من ساعة وفق البروتوكول المعتمد؛ إذ توجه الرئيس إلى الحفل من مكتبه إلى قصر الكرملين الكبير. ومر عبر الشرفة الحمراء للقصر إلى ساحة الكاتدرائية، حيث استعرض القائد الأعلى للقوات المسلحة مرور الفوج الرئاسي. ولحظة وصول بوتين إلى القصر، كان في استقباله جمهور غفير من المدعوين.

وأحضر عناصر حرس الشرف العلم الوطني لروسيا وراية رئيس روسيا الاتحادية (نسر برأسين على خلفية ثلاثية الألوان) ثم شعار رئيس الدولة ونسخة الدستور التي وضع بوتين يده عليها أثناء أداء القسم.

السيارة التي تقل بوتين والدراجات النارية المرافقة له في الطريق إلى قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (رويترز)

خطاب التنصيب

استهل بوتين خطابه بتوجيه شكر إلى المواطنين في «كل أنحاء البلاد». وأشاد بـ«المدافعين عن روسيا ومن يحاربون في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة» في أوكرانيا.

وقال إن الدستور ينص على حماية الشعب الروسي، و«هي مسؤولية كبيرة، حددت عملي في السابق، وسوف تحدد عملي في المستقبل. ستبقى مصالح روسيا أولوية قصوى، وستبقى خدمة روسيا هي هدفي الأعلى».

وقال الرئيس إن البلاد تواجه حالياً «تحديات جسيمة، ونفهم أهمية وضرورة الدفاع عن مصالحنا الوطنية على نحو أقوى. كلي ثقة أننا سنتجاوز كل التحديات، وسندافع عن حريتنا وتقاليدنا وقيمنا، ونتوحد جميعاً شعبا وسلطة من أجل هذه الأهداف».

بوتين وبطريرك موسكو وروسيا كيريل قبل حلف اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (رويترز)

وأكد بوتين أن أولوياته سوف تبقى موجهة باتجاه «مواصلة تعزيز الشراكة والتعاون مع البلدان التي ترى في روسيا شريكاً موثوقاً به، وهي الأغلبية العالمية، مؤكداً في المقابل أن بلاده «لا ترفض التعامل مع الدول الغربية، إلا أن العداء الذي يمارسونه ضدنا هو ما يعرقل ذلك. إن الحوار حول الأمن الاستراتيجي والاستقرار ممكن، ولكن ليس من منطق الإملاء، وإنما انطلاقاً من قواعد الندية».

وتعهد مواصلة العمل لتشكيل عالم متعدد الأقطاب، وشدد: «علينا أن نكتفي ذاتياً، وأن نفتح مجالات جديدة أمام دولتنا كما حدث مراراً في التاريخ، الذي نتعلم من دروسه دائماً».

ومع تأكيده على أهمية «تربية الأجيال الجديدة التي ستحافظ على تقاليد كل الشعوب الروسية، انطلاقاً من أن روسيا دولة الحضارة الموحدة والثقافة متعددة القوميات والأعراق» أكد بوتين أنه سيعمل لـ«الدفاع عن الوطن بكل إخلاص (...)، وتقع علينا مسؤولية الحفاظ على تاريخ 1000 عام من الحضارة».

متعهداً تحقيق «الأهداف الموضوعة من خلال وحدتنا، وتجاوز كل التحديات، وإحراز النصر معاً».

إنجازات بوتين

اللافت أن الكرملين أكد في وقت لاحق أن خطاب التنصيب «من تأليف بوتين». وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف إنه «بالطبع هناك مختصون يساعدون في صياغة الخطاب، لكن الأفكار الرئيسية الواردة فيه هي من تأليف وإعداد الرئيس بشكل شخصي».

مدعوون يتابعون خطاب بوتين عبر شاشات تلفزة في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (رويترز)

وبالتزامن مع مراسم التنصيب، بثت وسائل الإعلام الحكومية الروسية بشكل مكثف تقارير عن فترات رئاسة بوتين، والإنجازات التي حققها خلال توليه دفة القيادة في البلاد منذ ربع قرن. وركزت غالبيتها على تكرار عدد من المعطيات التي تظهر نجاح بوتين في تحقيق كل الأهداف التي وضعها لنفسه في فترات رئاسية سابقة، وكذلك تمكنه من إعادة الاعتبار لروسيا على المستوى الدولي. وكتب معلقون أن روسيا في الفترة الرئاسية الأولى لبوتين كانت تواجه خطر الانقسام والتفكك، وأن الأولوية تمثلت في حماية البلاد من الانهيار، بينما هي حالياً «تزداد قوة، وتتسع جغرافياً».

ونقلت شبكة «روسيا سيغودنيا» أن «روسيا استعادت جزءاً كبيراً من القوة الجيوسياسية التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي، حيث عزز بوتين علاقاته مع الصين، ودول الخليج، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، وعادت روسيا للظهور بوصفها لاعباً رئيسياً مؤثراً في الشرق الأوسط، واتسع نفوذها في أفريقيا لأول مرة منذ فترة طويلة».

توسيع الحدود

كتب معلقون أن بوتين يعد «أول زعيم روسي منذ عقود عديدة تبدأ معه البلاد في توسيع أراضيها، واستعادة أراضٍ كانت مملوكة لها تاريخياً، أهدرها أسلافه (...) يدور الحديث هنا عن شبه جزيرة القرم، وعن جمهوريتي دونباس ولوغانسك ومنطقتي خيرسون زابوريجيا. كما تضع روسيا كلاً من بريدنيستروفيه وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تحت الحماية، بينما عاد مئات الآلاف وآلاف المواطنين الروس إلى ديارهم. وتظهر الاستفتاءات واستطلاعات الرأي مدى شعبية مثل هذه الإجراءات، ورغبة الشعب الروسي في العودة إلى أراضيه».

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (أ.ب)

وفي السياق نفسه، استعادت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عبارة لافتة كان بوتين أطلقها عشية إعلان الحرب في أوكرانيا: «لقد علمتني شوارع لينينغراد (سان بطرسبورغ) القاعدة التالية: إذا كان القتال أمراً لا مفر منه، فعليك أن تضرب أولاً»، وتابع: «وقد أصبح من الواضح تماماً، من خبرتنا في تسعينات القرن الماضي وأوائل الألفية، أنه كلما تراجعنا واختلقنا الأعذار، أصبح خصومنا أكثر وقاحة، وتصرفوا بشكل أكثر استهتاراً وعدوانية».


هولندا: القبض على 125 شخصاً وإزالة مخيم مؤيد للفلسطينيين بأمستردام

خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام بهولندا... جرى نشر الصورة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام بهولندا... جرى نشر الصورة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

هولندا: القبض على 125 شخصاً وإزالة مخيم مؤيد للفلسطينيين بأمستردام

خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام بهولندا... جرى نشر الصورة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام بهولندا... جرى نشر الصورة في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

ألقت الشرطة الهولندية القبض على 125 شخصاً في جامعة أمستردام بعدما أزالت مخيماً لمؤيدي الفلسطينيين، صباح الثلاثاء، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وذكرت الشرطة أن بعض المتظاهرين ألقوا حجارة وألعاباً نارية على عناصرها، إلا أنه جرى الإفراج عن معظم الطلاب المحتجزين خلال فترة وجيزة.

وأقام الطلاب عدداً من الخيام في حرم جامعة «روترسايلاند» في العاصمة الهولندية، الاثنين، وطالبوا الجامعة بقطع جميع العلاقات مع إسرائيل احتجاجاً على الحرب في غزة.

وطالبت إدارة الجامعة والشرطة المتظاهرين بعد ذلك بمغادرة الحرم الجامعي.

وأشارت تقارير إلى أن معظم المتظاهرين وافقوا على المغادرة، لكن نحو 125 شخصاً ظلوا هناك، وجرى احتجازهم عندما تدخلت الشرطة، صباح الثلاثاء.

وأعرب وزير التعليم الهولندي روبرت ديكراف عن أسفه إزاء اضطرار الشرطة للتدخل.

وقال في لاهاي إن «الجامعات أماكن من أجل النقاش والحوار بالتحديد». وأضاف أن الاحتجاجات مسموح بها «لكن يجب أن يجري تنظيمها بطريقة آمنة للجميع».


أوكرانيا الطبق الرئيسي على طاولة الرئيس الصيني في فرنسا

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا الطبق الرئيسي على طاولة الرئيس الصيني في فرنسا

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (أ.ف.ب)

كما كان مرتقبا، شكلت الحرب في أوكرانيا الطبق الرئيسي في محادثات الرئيس الصيني شي جينبينغ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في الاجتماع الثلاثي ظهر الاثنين، ولاحقا، ثنائيا، بين الرئيسين الصيني والفرنسي. كذلك، فإن الرئيسين ناقشاها مجددا الثلاثاء خلال الشق غير البروتوكولي لزيارة جينبينغ الذي دار في منطقة جبال البيرينيه (البرانس عند العرب)، وتحديدا عند محطة التزلج «لا مونجي»، حيث دعا ماكرون ضيفه لغداء عائلي ضم زوجتيهما، رغبة منه في بناء علاقة شخصية مع الزعيم الصيني لعلها تساعده على التأثير على مقاربته للمسائل الخلافية بين الطرفين.

الرئيسان الفرنسي والصيني وزوجتاهما على مدخل قصر الإليزيه قبيل العشاء الرسمي على شرف جينبينغ ووفده (أ.ف.ب)

ولم يكن سرا أن ماكرون، كبقية الغربيين، يسعى منذ فترة طويلة لإحداث انعطافة في السياسة الصينية إزاء الحرب في أوكرانيا، وتحديدا دفع بكين للابتعاد عن روسيا التي تقدم لها الدعم الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري وإن كان بشكل غير مباشر. ومعلوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة رسمية للصين قبل نهاية الشهر الحالي، الأمر الذي سيوفر فرصة لجينبينغ لإبلاغه الرسائل الغربية. وما زالت باريس ترى أن الرئيس الصيني هو الجهة الخارجية الوحيدة القادرة على التأثير على بوتين وبالتالي على مصير الحرب.

ماكرون وإشكالية السلع مزدوجة الاستعمال

وفي المؤتمر الصحافي المشترك، استعاد ماكرون الحجج الرئيسية المحذرة مما يجري في أوروبا عادا أن «العالم وصل إلى نقطة تحول تاريخية حيث التهديدات بلغت مستوى غير مسبوق تحمل بذور تفكك العالم». وعلى هذه الخلفية من عدم الاستقرار، يرى ماكرون أن «العلاقات بين الصين وفرنسا، بحكم عمقها التاريخي والاحترام المتبادل والثقة الراسخة، يمكن أن تلعب دوراً مفيداً يتجاوز العلاقة الثنائية، وبشكل أوسع، العلاقة بين أوروبا والصين واستقرار العالم».

وفق الرؤية الفرنسية، فإن الحرب في أوكرانيا لا تعني فقط أوروبا حيث تجري، بل إن «لها عواقب على هيكلية النظام الدولي الذي عرفناه منذ الحرب العالمية الثانية». وعمليا، ما يريده ماكرون من جينبينغ واضح، إذ قال: «نحن نرحب بالالتزامات التي تعهدت بها السلطات الصينية بالامتناع عن بيع أي أسلحة أو مساعدات لموسكو والرقابة الصارمة على تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج. لقد قلت لي هذا بوضوح شديد قبل أكثر من عام. وقد كررتم ذلك، وأعتقد أن المدة الزمنية ونوعية تبادلنا الآراء حول هذا الموضوع تبعثان على الارتياح».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ وبجانبهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (د.ب.أ)

لكن إشارة ماكرون إلى «التزامات» سابقة وتكرارها مجددا تشير إلى أن باريس ليست مقتنعة بأن بكين تعمل بها. من هنا، إشارته إلى الحاجة لحوار وثيق بين الطرفين «نظراً للمعلومات التي قد تكون لدينا عن هذا التحايل أو ذاك من قبل هذه الشركة أو تلك». وتفيد المصادر الفرنسية بأن الصين وإن لم تكن تصدر بشكل مباشر أسلحة إلى روسيا، إلا أنها تساعدها في مجهودها الحربي بشكل غير مباشر من خلال تزويدها بالمعدات والآلات التي تمكنها من تأهيل صناعتها الدفاعية وتمكينها من تلبية حاجات القوات المقاتلة بالأسلحة والذخائر. وتذهب هذه المصادر إلى حد اعتبار أنه من غير الدعم الصيني، فإن الوضع كان سيتغير ميدانيا.

ما يهم الغربيين عنوانه التشدد في منع الشركات الصينية من توريد ما يسمى «السلع مزدوجة الاستعمال» لروسيا. وفي هذا السياق، قالت فون دير لاين إن سياسة الصين إزاء الحرب الروسية على أوكرانيا تؤثر على العلاقات بين بكين وأوروبا «نظرا للطبيعة الوجودية للتهديدات الناجمة عنها لكل من أوكرانيا وأوروبا». وأضافت المسؤولة الأوروبية أن «هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحد من نقل البضائع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا والتي تصل إلى ساحة المعركة»، مكررة أن الاتحاد الأوروبي يعول على الصين «لاستخدام كل نفوذها على روسيا لإنهاء الحرب العدوانية ضد أوكرانيا».

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ في «الإليزيه» الاثنين (رويترز)

حتى اليوم، لم تنفع لا التهديدات الغربية ولا الإغراءات لحمل الصين على تغيير سياستها. وتؤكد بكين، منذ أكثر من عامين أنها تلزم الحياد في هذه الحرب. إلا أن تأكيداتها غير مقنعة. من هنا، فإن الرئيس الصيني اغتنم فرصة المؤتمر الصحافي ليرد عليها وقال ما حرفيته: «الصين لم تتسبب في هذه الأزمة. كما أنها ليست طرفاً أو مشاركاً فيها. لم نقف مكتوفي الأيدي. لقد لعبنا دائماً دوراً نشطاً من أجل تحقيق السلام. وقد بدأ الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية (الدبلوماسي لي هوي) جولته الدبلوماسية المكوكية الثالثة. وفي الوقت نفسه، نحن نعارض استخدام هذه الأزمة لإلقاء اللوم على بلد ثالث (أي الصين) وتشويه صورته والتحريض على حرب باردة جديدة». وفي عبارته الأخيرة، يشير شي جينبينغ، وإن لم يسمه، إلى موضوع نقل السلاح إلى روسيا ويعد أن الغرب يستغله لابتزاز الصين. ويأخذ الغرب على بكين تقاربها مع موسكو في ما يبدو أنه تحالف لمواجهة الغرب وما يمثله من الليبرالية الديمقراطية.

«لا حل في أوكرانيا إلا عن طريق التفاوض»

صحيح أن بكين لم تنخرط كثيرا في الملف الأوكراني وأن الدعوات الغربية المتلاحقة لها لم تفعل فعلها حقيقة. إلا أنها طرحت العام الماضي «خريطة طريق» لوضع حد للحرب. إلا أن خطتها لاقت فتورا غربيا ورفضا أوكرانيا. ومع ذلك وبناء على إلحاح ماكرون وغيره من القادة الغربيين، قام شي جينبينغ باتصال هاتفي «يتيم» بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فيما زار مبعوثه كييف. ويريد الغربيون من بكين المشاركة في مؤتمر السلام في أوكرانيا في سويسرا وبدعوة منها يومي 15 و16 يونيو (حزيران) في مدينة «لوسيرن» السويسرية. وجاء الرد المتحفظ على لسان الرئيس الصيني الذي شدد على أمرين: الأول، الحاجة إلى المفاوضات «لأن التاريخ أظهر مراراً وتكراراً، أنه لا يمكن حل النزاعات إلا من خلال التفاوض. وندعو الأطراف المعنية إلى استئناف الاتصال والحوار من أجل بناء الثقة المتبادلة تدريجياً».

وكلام شي يتضمن اتهاما للغرب بأنه يمنع الحوار بين موسكو وكييف بانتظار أن تميل كفة الميزان ميدانيا لصالح أوكرانيا بحيث تدخل المفاوضات من موقع قوة. والأمر الثاني يتمثل في تحفظات الزعيم الصيني على المؤتمر الموعود والذي يقترح البديل عنه، وذلك بقوله: «نحن نؤيد تنظيم مؤتمر سلام دولي في الوقت المناسب، يحظى باعتراف روسيا وأوكرانيا، ويجمع جميع الأطراف على قدم المساواة ويسمح بمناقشة عادلة لجميع خطط السلام. ونحن ندعم بناء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام».

ومآخذ شي جينبينغ أن المؤتمر المرتقب يتم بطلب من أوكرانيا وهو بالتالي متحيز حكما لها. لذا تأتي مطالبته بمؤتمر يتم التوافق عليه بين الطرفين المتحاربين. وقد عمدت الحكومة السويسرية إلى دعوة 160 بلدا للمشاركة في المؤتمر. وتستبعد المصادر الفرنسية أن تنضم الصين إليه في غياب التمثيل الروسي. بيد أن ماكرون ما زال يسعى لتغير بكين موقفها.

الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)

يبقى أن دعوات ماكرون لتحرك صيني تحل في وقت زادت خلاله التوترات بين باريس وموسكو. وآخر تجليات التوتر استدعاء السفير الفرنسي بيار ليفي (على غرار استدعاء السفير البريطاني) الاثنين إلى وزارة الخارجية الروسية للتنديد بـ«السياسة الاستفزازية» التي يثابر الرئيس ماكرون في الدعوة إليها لجهة عدم استبعاد إرسال قوات مقاتلة غربية إلى أوكرانيا شرط أن يتم ذلك بطلب من السلطات الأوكرانية وفي حالة اختراق القوات الروسية خطوط الدفاع الأوكرانية. وسبق لماكرون أن طرح فكرته هذه في شهر فبراير (شباط) الماضي وعاد إليها مؤخرا في حديث لمجلة «إيكونوميست» البريطانية وفي خطابه في جامعة السوربون الذي خصصه للدفاع الأوروبي.


فرنسا تتهم الخارجية الروسية بالتلاعب بالمعلومات والترهيب

مقر السفارة الفرنسية في موسكو (متداولة)
مقر السفارة الفرنسية في موسكو (متداولة)
TT

فرنسا تتهم الخارجية الروسية بالتلاعب بالمعلومات والترهيب

مقر السفارة الفرنسية في موسكو (متداولة)
مقر السفارة الفرنسية في موسكو (متداولة)

ذكرت فرنسا، اليوم الثلاثاء، أنه تم استدعاء سفيرها لدى روسيا، أمس، واتهمت وزارة الخارجية الروسية في موسكو بالتلاعب بالمعلومات والترهيب.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين، إنها استدعت السفير الفرنسي في موسكو، لكنها لم تذكر سبب الاستدعاء.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: «تلاحظ فرنسا أن القنوات الدبلوماسية يتم استغلالها مرة أخرى للتلاعب بالمعلومات والترهيب»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت: «تتنصل الوزارة الروسية مجدداً من مسؤولياتها... وتواصل تنفيذ مناوراتها التي تهدف إلى زعزعة استقرار الدول الأوروبية، لا سيما من خلال الهجمات السيبرانية ووسائل أخرى».

واستدعت روسيا السفير الفرنسي لدى موسكو، أمس، للتنديد بسياسة باريس «الاستفزازية» فيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، بعد أن أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً إمكانية إرسال قوات غربية للقتال فيها. وقالت الخارجية الروسية في بيان: «بسبب التصريحات العدائية المتزايدة للسلطات الفرنسية، وتلقي معلومات تشير إلى تورط متزايد لفرنسا في النزاع الدائر حول أوكرانيا... تم استدعاء السفير الفرنسي بيار ليفي». وأضافت أن الجانب الروسي «عرض تقييمه المبدئي لسياسة باريس الهدامة والاستفزازية التي تؤدي إلى تصعيد النزاع».