برهن محمد الشلهوب نجم الهلال المخضرم على أن العمر في الملاعب مجرد رقم، وأن العطاء هو المقياس الحقيقي للاعب، ليبعث برسالة واضحة من خلال مواجهة العين الإماراتي في دوري أبطال آسيا، أول من أمس، بأنه ما زال قادراً على تقديم المزيد رغم قرب بلوغه 40 عاماً. وكان الشلهوب قاد الهلال لتحقيق أول انتصاراته على مستضيفه العين الإماراتي، وتصدر المجموعة الأقوى بهدف لا يحرزه سوى الأساطير من حاملي الرقم 10.
ويركض الشلهوب على العشب الأخضر منذ 20 عاماً ويحظى بشعبية جارفة من الجماهير الهلالية، وكذلك جماهير الأندية المنافسة، حتى إن شعبيته تعدَّت الحدود السعودية ووصلت للخليج والعالم العربي، ومن النادر أن يتفق الجميع على نجومية وأخلاق لاعب من جماهير فريقه والأندية الأخرى، إلا أن الجميع اتفقوا على محمد الشلهوب، آخر لاعب في جيل الأساطير السعودية.
والشلهوب من بين اللاعبين النادرين الذين يلقون التحية من جماهير الفريقين في الملاعب، وفي الكلاسيكو الأخير بادرت جماهير الاتحاد بتحية اللاعب على الرغم من تأخر فريقها في مباراة مصيرية، إلا أنها هتفت وصفقت للشلهوب بعد خروجه من أرضية الملعب، ودائماً ما يتكرر هذا المشهد من جماهير الأندية الأخرى، حتى إن الأطفال تعلقوا به أكثر من الكبار الذين عاصروا بطولاته الـ31 كأكثر لاعب سعودي يعتلي منصات التتويج، وطلب طفل من الإمارات قميصه الخاص، بعد لقاء فريقه بمستضيفة العين الإماراتي.
يوماً بعد يوم يثبت «الموهوب» أن الروح الرياضية وشخصية النجم والقائد داخل المستطيل الأخضر لا تتضادان، وهو اللاعب الذي يجد كل التقدير في البيت الهلالي من اللاعبين والجاهزين الفني والإداري والشرفيين والجماهير، حتى بات مضرباً للمثل في الأخلاق والنجومية، وهو ما أكده آخر مدربي الهلال البرتغالي خيسوس، الذي أكد أنه لو استمر في تدريب الفريق لمواسم مقبلة فسيختار محمد الشلهوب ضمن الجهاز الفني لما يجده من قبول ومحبة من اللاعبين، وروحه الرياضية العالية في التعامل مع الجميع.
وكان أول من أمس (الثلاثاء) يوماً تاريخياً في حياة قائد الهلال الرياضية والعائلية بعدما رُزِق قبل ساعات قليلة من أولى محطات فريقه الآسيوية بمولوده الأول، الذي انتظره طويلاً، وترجم هذه الفرحة بتجيير النقاط الثلاث لرصيد الهلال، وحمل فريقه لصدارة المجموعة قبل أن يحمل ابنه «بندر» في أحضانه، ولم تؤثر عليه الاتصالات التي انهمرت للمباركة بقدوم أول مواليده الذكور، وكان نجماً لامعاً في سماء آسيا، وسيبقى هذا الهدف الأغلى في تاريخ «موهوب الكرة السعودية» كونه تزامن مع ولادة الابن الذي انتظر قدومه طويلاً.
وزفّ «النجم المحبوب» الخبر الذي وصل إليه من عائلته للبعثة الهلالية الموجودة في العين الإماراتية، وتحول المعسكر الأزرق إلى مظاهر احتفال، حيث كانت فرحة اللاعبين والجهازين الفني والإداري موازية تماماً لفرحته بخبر قدوم «بندر» وشاركه الجميع الفرحة بجميع تفاصليها، حتى إن الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي، قال له إن «قدوم (بندر) فأل خير على الهلاليين، ولدي إحساس أنك ستصنع الفارق في مواجهة هذا المساء»، وهو ما كان بفضل الروح العالية التي كان عليها اللاعب طوال الدقائق التي شارك فيها أساسياً وأحرز هدف المباراة الوحيد، لتتواصل الأفراح من جديد بعد اللقاء بهذه اللحظة التاريخية في مسيرته الكروية والعائلية.
وعن الطريقة التي احتفل بها بعد الهدف في شباك العين، وهي طريقة مشابهة تماماً لطريقة احتفال نجوم الكرة البرازيلية بيبيتو، قال الشلهوب: «أولاً كانت لدي العزيمة في تقديم نفسي بالصورة المحببة لدى محبي وعشاق الفريق بعدما علمت أنني من ضمن القائمة الأساسية، وكان هذا الاحتفال متفقاً عليه قبل المباراة، واحتفلنا به على طريقة احتفالات البرازيلي بيبيتو، كما أن زملائي عرضوا علي احتفالية سابقة قمت بها أثناء ولادة ابنتي (البكر) البندري»، وامتدح الشهلوب الأجواء الأسرية في الهلال، حيث يتشارك الجميع في الفرح ويتضامنون مع بعضهم حين يصاب أي لاعب أو مسؤول في الجهاز الفني أو الإداري بمكروه (لا سمح الله).
وأكدت مواقع التواصل الاجتماعي الشعبية الجارفة التي يمتلكها «الموهوب» بعدما كتب تغريدة في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يبشر فيها جميع متابعيه بقدوم ابنه الأول، حيث لاقت هذه التغريدة أكثر من 25 ألف إعادة تغريد، وأكثر من 14 ألف رد، وأكد الشلهوب أن تفاعل الجميع عكس له محبة كبيرة من جميع الجماهير الرياضية بمختلف اتجاهاتهم في السعودية وحتى من الدول الخليجية والعربية، وقال: «الحمد لله كانت كمية الردود كبيرة جداً ومتنوعة من جماهير هلالية، وجماهير الأندية الأخرى ومن السعودية والخليج والدول العربية، وهذا بعث شعور جميل جداً لدي وأشكر الجميع على مشاعرهم الطيبة».
وفور وصول بعثة فريق الهلال لمطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض الساعة الثانية صباحاً قادمة من الإمارات، كانت الجماهير الهلالية في استقبال نجمها في صالة المطار لالتقاط الصور التذكارية معه وقدموا له الهدايا الخاصة بهذه المناسبة، وانتظر الجميع واستقبلهم بكل حب كعادتهم مع الجماهير والمعجبين، على الرغم من أنه كان على عجلة من أمره حيث اتجه مباشرةً من المطار إلى المستشفى ليرى مولوه الجديد ويطمئن على والدته.
الشلهوب يفرض حضوره بهدف على طريقة الكبار
استقبل مولوده الجديد بأفضل طريقة وقاد الهلال لأول انتصاراته الآسيوية
الشلهوب يفرض حضوره بهدف على طريقة الكبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة