تخوفات في إسرائيل من توسع «محاربة» الاتحاد الأوروبي منتجات المستوطنات

عقب قرار بمقاطعة منتجات الألبان يسري الشهر المقبل

تخوفات في إسرائيل من توسع «محاربة» الاتحاد الأوروبي منتجات المستوطنات
TT

تخوفات في إسرائيل من توسع «محاربة» الاتحاد الأوروبي منتجات المستوطنات

تخوفات في إسرائيل من توسع «محاربة» الاتحاد الأوروبي منتجات المستوطنات

عبر مسؤولون إسرائيليون عن المخاوف من توسيع دول الاتحاد الأوروبي حملة المقاطعة ضد إسرائيل بعد قرار الدول الأوروبية تطبيق حظر على منتجات الألبان في المستوطنات يفترض أن يبدأ في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أجواء من التشاؤم لدى الجهات الإسرائيلية حول نية الاتحاد وإمكانية توسيع دائرة المقاطعة.
وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن ثمة قلقا لدى المسؤولين الإسرائيليين من توسيع دائرة الحظر الأوروبي ليشمل منتجات أخرى مصدرها المستوطنات الإسرائيلية.
وحتى الآن يكتفي الاتحاد الأوروبي بوسم منتجات المستوطنات بعلامة فارقة، ولكن مع بدء مقاطعة الألبان يكون الاتحاد الأوروبي خطا خطوة مهمة في سياق «محاربة» المستوطنات.
ونقلت الصحيفة عن وزير الزراعة الإسرائيلي، يائير شامير، قوله في جلسة قبل يومين: «إسرائيل تقوم بجهد كبير مع دول الاتحاد الأوروبي في محاولة لمنع سريان التعليمات الجديدة (حول مقاطعة المنتجات الحيوانية)». وأضاف: «نخشى أن يتوسع ذلك ويطال مصانع خمور ومنتجات أخرى».
ووزعت وزارة الزراعة الإسرائيلية تعليمات جديدة لمنتجي الألبان لتمييز منتجاتهم، التي تصدر من داخل إسرائيل، حتى يمكن تصديرها لأوروبا بعد قرار الحظر الخاص بالمستوطنات.
وقدرت مصادر إسرائيلية الخسائر التي ستترتب على الحظر الأوروبي بنحو 70 مليون شيقل (20 مليون دولار) وقالت إنها ستكون أكبر بكثير إذا امتدت لتطال صناعات أخرى.
وعدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن زيادة الضغط من منظمات أهلية في أوروبا على حكوماتها من أجل توسيع المقاطعة، أصبحت تشكل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي.
وكانت تقارير اقتصادية إسرائيلية تحدثت الجمعة الماضي عن إمكانية إغلاق 80 مصنعا إسرائيليا متخصصا في إنتاج الحليب والألبان بسبب القرار الأوروبي بمنع استيراد أي منتجات للألبان مصدرها المستوطنات الإسرائيلية.
يأتي ذلك فيما عانت إسرائيل هذا العام وفي الذي سبقه من خسائر أخرى بسبب حملة «مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، التي كبدت تل أبيب خسائر بين 5 و8 مليارات دولار سنويا.
وكان خبراء اقتصاد توقعوا قبل بداية الحرب على غزة أن تكبد المقاطعة هذا العام إسرائيل نحو 8 مليارات دولار سنويا، بعدما شرع الاتحاد الأوروبي الذي يستوعب 32 في المائة من الصادرات الإسرائيلية، في مقاطعة المستوطنات وتمييز بضائعها منذ مطلع العام.
ويعد الرقم قريبا من تصورات كان وضعها وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، موضحا أن خسائر خزانة الدولة جراء المقاطعة قد تصل إلى 20 مليار شيقل (5.7 مليار دولار) في ميزان الصادرات السنوية.
ويبدو الرقم منطقيا إذا ما عرفنا أن حركة التجارة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بلغت العام الماضي 36.7 مليار دولار بعد أن كانت 20.9 مليار في السنة السابقة. ويضاف ذلك كله إلى الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة، ووصلت لنحو 16 مليار شيقل، (4.6 مليار دولار).



هجمات منتظمة للانفصاليين في الشطر الهندي من كشمير

أحد عناصر الأمن يظهر من داخل آلية مدرعة في موقع إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن الهندية في سريناغار (أ.ف.ب)
أحد عناصر الأمن يظهر من داخل آلية مدرعة في موقع إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن الهندية في سريناغار (أ.ف.ب)
TT

هجمات منتظمة للانفصاليين في الشطر الهندي من كشمير

أحد عناصر الأمن يظهر من داخل آلية مدرعة في موقع إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن الهندية في سريناغار (أ.ف.ب)
أحد عناصر الأمن يظهر من داخل آلية مدرعة في موقع إطلاق نار بين مسلحين وقوات الأمن الهندية في سريناغار (أ.ف.ب)

تتزايد الهجمات المسلحة في الشطر الهندي من كشمير المتنازع عليه، من نصب كمائن إلى عمليات إطلاق نار مروراً بإلقاء قنابل على سوق، في تناقض لتأكيدات الحكومة المركزية في نيودلهي المتكررة بإعادة الهدوء والنظام إلى المنطقة.

وما زالت كشمير ذات الغالبية المسلمة منقسمة بين الهند وباكستان منذ استقلتا عن الحكم البريطاني عام 1947، وتشهد تمرّداً متواصلاً منذ مدة طويلة. وتطالب كل من نيودلهي وإسلام آباد بالسيطرة على المنطقة برمتها.

وينتشر 500 ألف جندي هندي في كشمير حيث يكافحون تمرّداً أودى بعشرات آلاف المدنيين والجنود والمتمرّدين منذ عام 1989.

وفي الأسابيع الأخيرة، ارتفعت حدة العنف بشكل ملحوظ. فإلى جانب الهجمات المعتادة، استهدف الانفصاليون وسط مدينة سريناغار الرئيسة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

واعتبر الجنرال ديبندرا سينغ هودا، القائد السابق لقيادة الشمال في الجيش الهندي، أن «هذه الهجمات لا تهدف إلى القتل فحسب، بل إلى معارضة الرواية الهندية التي تفيد بأن كل شيء على ما يرام كذلك».

وألغت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير في عام 2019، ووضعتها تحت وصاية مباشرة أكثر لنيودلهي.

وترافق ذلك مع اعتقالات جماعية وانقطاع الاتصالات لمدة أشهر. وتقول إدارة مودي إن القرار سمح لها بوقف التمرد، لكنّ المنتقدين اتهموها بقمع الحريات السياسية.

ومنذ ذلك الحين تتباهى نيودلهي بأن قرارها الذي طلبت الجمعية المحلية الفائزة في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) إلغاءه، جلب «السلام والتنمية والرخاء».

وهو تأكيد يحاول الانفصاليون الذين يطالبون باستقلال كشمير أو بضم شطرها الهندي إلى باكستان، مناقضته من خلال زيادة هجماتهم.

وأكد هودا أن «رسالتهم الأساسية تكمن في أن كشمير لا تزال تمثل معضلة».

«الدعم النشط»

وتتهم الهند باكستان بدعم الانفصاليين وتسليحهم، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

وأشار الجنرال إلى أن «تزايد» التحركات الملحوظة على جانبَي الحدود بين البلدين في عام 2024 «لم يكن ممكناً لولا الدعم النشط من الجيش الباكستاني».

وفي هذه الأجواء المتوترة، ينتشر الجيش في أنحاء المدن وعلى الطرق. وتم تعبئة الميليشيات التي جرى تسليحها لضمان حماية القرى النائية.

وأصبح هؤلاء المسلحون جزءاً أساسياً من المشهد بالنسبة إلى العديد من السكان الذين تعلموا التأقلم مع العنف.

ففي 3 أكتوبر، بعد هجوم بقنبلة على سوق في سريناغار أودى بحياة شخص وإصابة 11 آخرين، أعاد التجار فتح محلاتهم بعد ساعتين فقط من الحادث.

ومع ذلك، ظلت حصيلة هذه الهجمات مستقرة، مع مقتل 120 شخصاً هذا العام مقارنة بـ130 في 2023، وفق الموقع الإلكتروني المتخصص «ساوث إيجا تيروريسم بورتال».

وتوقع فرد من قوات الأمن، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن «يستمر النزاع على هذا النحو بوتيرة بطيئة ما دامت كشمير مقسمة إلى شطرين». وأضاف: «نحن نسيطر على الوضع هنا، وهم (في باكستان) يقومون بإثارته».

وأكد الجيش أنه أردى 720 انفصالياً خلال السنوات الخمس الماضية.

وفي أكتوبر، قدر المسؤول العسكري الإقليمي إم في سوشيندرا عدد الانفصاليين النشطين بنحو 130.

ويضم هذا العدد الكبير أولئك الذين يوصفون بأنهم «مدربون ومسلحون بشكل جيد» من قبل باكستان، بحسب مصدر أمني محلي.

وأكد المصدر أن «هجماتهم المباغتة تسبب أضراراً، لكن الوضع تحت السيطرة».

ورغم أن عدد الانفصاليين محدود، لا يتوقّع هودا عودة الهدوء على المدى القصير. وأوضح: «لطالما اعتبرت باكستان أن التصعيد يسمح بإبقاء كشمير في واجهة الأحداث».