المصور المصري شوكان طليقاً لأول مرة منذ 5 سنوات

عوقب بالسجن في «فض اعتصام رابعة»... وكرّمته اليونيسكو أثناء احتجازه

المصور الصحافي محمود أبو زيد (شوكان) في منزله أمس (أ.ب)
المصور الصحافي محمود أبو زيد (شوكان) في منزله أمس (أ.ب)
TT

المصور المصري شوكان طليقاً لأول مرة منذ 5 سنوات

المصور الصحافي محمود أبو زيد (شوكان) في منزله أمس (أ.ب)
المصور الصحافي محمود أبو زيد (شوكان) في منزله أمس (أ.ب)

نفذت السلطات المصرية، أمس، قرار الإفراج عن 215 شخصاً من بينهم المصور الصحافي محمود أبو زيد الشهير «بشوكان»، وجميعهم عوقبوا بالسجن خمس سنوات في القضية المعروفة باسم «فض اعتصام رابعة العدوية»، والتي تتعلق بتجمع أنصار الرئيس المصري الأسبق المنتمي لجماعة الإخوان، محمد مرسي، في أعقاب عزله في يونيو (حزيران) 2013، وهو الاعتصام الذي تم فضه في أغسطس (آب) من العام نفسه.
وشوكان مصور صحافي حظيت قضيته باهتمام محلي ودولي، خصوصاً من الأوساط الصحافية والحقوقية، وكرّمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، في أبريل (نيسان) الماضي بجائزة حرية الصحافة لعام 2018، بينما كان لا يزال خاضعاً للمحاكمة وقيد الاحتجاز على ذمة القضية، واعترضت الخارجية المصرية على ذلك الإجراء حينها، وقدمت ملفاً بالاتهامات المنسوبة لشوكان لمقر المنظمة في باريس.
وتسبب تكريم شوكان، قبل إدانته وأثناء خضوعه للمحاكمة، في سجال بين الخارجية المصرية، و«اليونيسكو»، واستبقت الأولى إعلان فوز المصور بجائزة حرية الصحافة من المنظمة الدولية، بإعلان رفضها للإجراء، وقالت إن التهم الموجهة إليه «ذات طابع جنائي بحت، وليس لها أي دافع سياسي»، وكذلك قال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، أمس، إنه يجب على «اليونيسكو عدم الخوض في مسائل سياسية، وهذا التوجه لن يقبله مجلس النواب المصري».
ومع ذلك أعلنت «اليونيسكو» منح شوكان الجائزة، وقالت ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم، حينها إن «اختيار شوكان إشادة بشجاعته، ونضاله والتزامه بحرية التعبير».
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدرت محكمة جنايات القاهرة، بعد 5 سنوات من نظر القضية، أحكاماً متفاوتة في قضية «فض رابعة» والتي كان يحاكم فيها 739 متهماً، ولم يتم تنفيذ قرار الإفراج عن المعاقبين بالسجن 5 سنوات (215 شخصاً) تنفيذاً للعقوبة المعروفة قانونياً باسم «الإكراه البدني»، التي تسري على المدانين الذين لم يسددوا قيمة «التلفيات» والخسائر التي نفذوها.
وفي ساعة مبكرة من صباح، أمس، أفرج قسم شرطة الهرم بمحافظة الجيزة عن شوكان (حيث يقع محل إقامته).
والمدانون الذين تم الإفراج عنهم والمعاقبون بالسجن المشدد 5 سنوات، ومن بينهم المصور الصحافي محمود أبو زيد، الشهير بشوكان، كانوا «ملتزمين برد قيمة التلفيات خلال الأحداث، وحرمانهم من وظائفهم وإدارة أموالهم، مع خضوعهم لمراقبة الشرطة 5 سنوات عقب أداء العقوبة».
وكانت محكمة جنايات القاهرة، التي أصدرت الأحكام في قضية «فض اعتصام رابعة»، عاقبت 75 من قيادات وعناصر جماعة «الإخوان» بالإعدام شنقاً، ومنهم عصام العريان، وعبد الرحمن البر (المعروف بمفتي الإخوان)، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي. والأحكام بالإعدام تتعلق بـ44 مداناً محتجزين، فضلاً عن 31 مداناً هارباً (غيابياً)، أبرزهم طارق الزمر ووجدي غنيم.
كما أدانت المحكمة المرشد العام للجماعة، محمد بديع، وعاقبته بالسجن المؤبد (25 سنة)، وذلك إلى جانب 46 متهماً آخرين تلقوا العقوبة نفسها، ومنهم وزير التموين الأسبق باسم عودة، والمحامي عصام سلطان.
وحسب أوراق القضية التي شغلت الرأي العام المصري والدولي لسنوات، فإن 419 متهماً من بين المدانين صدرت بحقهم أحكام غيابية نظراً إلى هربهم، كما أن 5 متهمين انقضت بحقهم الدعوى لوفاتهم.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.