التحقيقات تثبت تعاطي عامل قطار «محطة مصر» المخدرات

البرلمان يدعو إلى تطوير القطاع... وتعطل قطارين في الإسكندرية

TT

التحقيقات تثبت تعاطي عامل قطار «محطة مصر» المخدرات

في حين أكدت النيابة المصرية بشكل رسمي، أمس، تعاطي عامل «جرار القطار» الذي أودى بحياة 22 مواطناً، وإصابة العشرات الأسبوع الماضي ،المخدرات، طالب أعضاء في لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أمس، الحكومة بوضع خطة زمنية محددة لتطوير قطاع السكك الحديدية، في أعقاب الحادث.
وأعلن النائب العام المصري، نبيل صادق، أمس، نتائج تقرير الأدلة الجنائية بشأن ملابسات الحادث، مؤكداً أن الفحص الفني للحركة الميكانيكية للجرار أظهر «وجود ذراع التشغيل للقاطرة في وضع التشغيل على السرعة الثامنة، التي تعادل 120 كيلومتراً في الساعة».
وأكد التقرير كذلك «وجود آثار لمحتويات غريبة عن طبيعة محتويات المكان، وعدم وجود آثار أو مخلفات تشير إلى استخدام عبوات مفرقعة بموقع الحادث».
كما أفاد بأن «العينات المأخوذة من المتهمين وجدت إيجابية لآثار مخدر (الاستروكس) المدرج بالجدول الأول لقانون المخدرات لدى عامل المناورة المرافق للجرار رقم 3202 المتسبب في الحادث دون باقي المتهمين الذين تبين سلبية العينات المأخوذة منهم لآثار المواد المخدرة».
في سياق قريب، شهدت محطة الإسكندرية، أمس، حالة من الهلع، بعد تعطل قطاري أبو قير والإسكندرية - القاهرة، دون وقوع أي إصابات أو خسائر مادية كبيرة.
وأعلنت هيئة السكة الحديد، أن قطار (رقم 4015 ركاب أبو قير) تأخر نتيجة سقوط «عجلة البوجي» من إحدى عرباته بمحطة «سيدي جابر» بالإسكندرية، وكذلك سقوط «بوجي عربة الباور» من قطار (ركاب 900 إسكندرية - القاهرة)؛ ما أدى إلى خروجه عن القضبان، وإحداث حالة هلع للركاب.
وأكدت هيئة السكة الحديد، في بيان، أنه «على الفور تم التنبيه بالاستعداد بآلات الرفع لرفع عجلة البوجي والاستعداد بالسكك البديلة، وأن حركة القطارات لم تتأثر وتعمل بصورة طبيعية».
وكانت النيابة العامة المصرية، أمرت الخميس الماضي، بحبس 6 متهمين، على رأسهم سائق الجرار، 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمتي القتل الخطأ والإهمال الجسيم. وأفادت التحقيقات الأولية للنيابة المصرية، بأن «سائق الجرار المتسبب في الحادث ترك كابينة القيادة ليعاتب زميلا له؛ ما أدى إلى سير الجرار من دون قائد».
في غضون ذلك، اجتمعت لجنة النقل والمواصلات البرلمانية، أمس، بحضور نائب وزير النقل عمرو شعث، وأشرف رسلان، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وعدد من المسؤولين بالهيئة.
وأكد نائب وزير النقل، عمرو شعث، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير هيئة السكة الحديد، ومتابعة خطة تطويرها، مشيراً إلى حرص الوزارة على تطوير منظومة السكة الحديد بالكامل لتكون لائقة للمواطنين ومؤهلة على الوجه الأمثل، مع إعطاء الأولوية لمعايير الأمان، لافتاً إلى أن وزارة النقل لديها مخطط كامل لتطوير الهيئة وإعادة هيكلتها.
وأوضح أنه تم شرح احتياجات الوزارة وتقديم خطة التطوير لوزارة الاستثمار للمساعدة في توفير متطلبات الهيئة لتطوير القطاع، مطالباً بدعم مجلس النواب لتنفيذ خطة التطوير.
وأضاف: إن المشكلات التي تعاني منها هيئة السكة الحديد نتيجة تراكم سنوات، وكانت الخطوة الأولى نحو «هيكلة» السكة الحديد بدأت منذ عام 2008-2009، لكنها كانت تحتاج إلى دعم لم يتوفر لها، لافتاً إلى أهمية أن تلقى الهيئات التي تتعامل مع أمن وسلامة المواطن الدعم الكامل وعدم مساواتها مع أي هيئة أخرى، مطالباً من مجلس النواب بتقديم الدعم الكامل لهيئة السكة الحديد ووزارة النقل لاستكمال التطوير، وأن يكون لهذه الهيئات قانون مستقل.
من جانبه، وصف رئيس لجنة النقل بمجلس النواب، النائب هشام عبد الواحد، حادث محطة مصر بالحادث الجلل، مؤكداً أن الشعب ينتظر اعتماد سياسات ورؤية حقيقية بتوقيتات زمنية محددة وواضحة للتطوير وضمان هيكلة إدارية وتمويلية لكافة قطاعات الهيئة بما يمكنها من القيام بدورها.
وأثنى على القرار الذي اتخذه وزير النقل هشام عرفات بتقديم استقالته، والقرار الجريء للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بقبول الاستقالة؛ مما يعكس الفكر السياسي المصري نحو إقامة قواعد المحاسبة والمسؤولية السياسية بشكل متحضر.
وأضاف: إنه بناءً على تكليفات رئيس المجلس، انتقلت لجنة الإسكان إلى موقع الحادث، للاستماع إلى مسؤولي السكة الحديد حول أسباب وتداعيات الحادث، مشيراً إلى ضرورة عدم اختزال ما حدث في مجرد التقصير أو الخطأ الذي ارتكبه السائق، لكن الأمر يرجع إلى وجود خلل متكامل الأركان في منظومة السكة الحديد، سواء من الناحية الإدارية والتنظيمية أو التمويلية، واستغلال الموارد البشرية، وضرورة إعادة هيكلتها واستغلال العاملين، وتطبيق التدريب التحويلي لهم.
من جانبه، وصف رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، جبالي المراغي، حادث محطة مصر بالكارثة، لافتاً إلى وجود جرارات غير صالحة للعمل، تدخل الخدمة، مطالباً بضرورة تطوير المرفق.
وخلال الاجتماع، أقر أشرف رسلان، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بوجود «قصور وإهمال»، وأن حادث القطار كان ممكن تداركه لكن هناك خطأً بشرياً حدث أدى إلى وقوعه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.