ابن كيران: لسنا دعاة ثورة ولا فتنة في المغرب

قال إن الملك ليس بحاجة إلى «منبطحين»

TT

ابن كيران: لسنا دعاة ثورة ولا فتنة في المغرب

اتهم عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق الأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية»، عزيز أخنوش رئيس حزب «التجمع الوطني للأحرار» وزير الفلاحة والصيد البحري، بـ«المزايدة» عليه في الملكية، بعدما نسب أخنوش في لقاء حزبي إنجازات الحكومة التي كان يرأسها ابن كيران إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وقال ابن كيران إن الملك بحاجة إلى رؤساء حكومات أقوياء يخدمون البلاد، وليس إلى «المنبطحين»، مؤكداً أن حزبه ليس من «دعاة ثورة ولا دعاة فتنة ولا تغيير مفاجئ» في المغرب، وأن كل ما يطالب به يأتي «في إطار التوافق مع الملك».
وأشار ابن كيران، في شريط فيديو بثّه الليلة قبل الماضية على صفحته في «فيسبوك»، إلى أنه سبق أن نصح أخنوش أكثر من مرة «لكنه لا يحب الناصحين»، حسب قوله. وذكر أن رئيس «تجمع الأحرار» قال قبل أسبوع بمدينة الداخلة (في الصحراء)، إن «الحكومة لا تفعل أي شيء والملك هو من يقوم بكل شيء». وزاد أنه يفهم من تصريح أخنوش أنه إذا أصبح رئيساً للحكومة فلن يقوم بدوره بأي شيء. وخاطبه قائلاً: «إذا كان كل شيء يقوم به الملك، وإذا تصدّر حزبك الانتخابات، كما يوهمك الذين أوهموا من سبقوك، فلماذا ستصلح أنت؟». وأضاف: «لو كان الملك يريد منسقاً، لاحتفظ بمنصب الوزير الأول، لكن الملك يريد رؤساء حكومة أقوياء لديهم الإبداع ويخدمون مصلحة البلاد، في إطار المشروعية والاقتناع أن رئيسهم هو الملك».
وسخر ابن كيران من خصمه السياسي وخاطبه قائلاً: «هذا الكلام (يقصد الموقف من الملكية) سبقتك إليه وقلته قبلك، والآن بعد أن افترقنا تريد أن تزايد عليّ؟ الجميع سيضحكون عليك».
واعتبر ابن كيران أن أخنوش لن يستطيع المزايدة عليه بالملكية، مذكراً بموقفه من الاحتجاجات التي قادتها «حركة 20 فبراير» عام 2011، وقال إنه لم يهرب آنذاك إلى بلد آخر، بل نزل إلى الشارع ليتحدث إلى الناس «وحينها كنتَ ممحواً، ولم تكن موجوداً، كنت مجرد وزير للفلاحة لا يذكره أحد». وزاد قائلاً: «الملك يريد رؤساء حكومات يخدمون البلاد وهؤلاء هم الذين سينفعون الملكية، أما المنبطحون فهم كثر».
من جهة أخرى، دافع رئيس الحكومة السابق عن حقه في العودة إلى الإدلاء برأيه في القضايا السياسية، بعدما اجتازت الحكومة التي يرأسها حزبه مراحلها الصعبة، وبرر هذه العودة بـ«مسؤوليته أمام الله»، وبعدما أصبح مستهدفاً بـ«الكذب والبهتان» من قبل بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وشعوره بالخطر والفزع بأن يؤثر ذلك على المجتمع. وقال: «لن أغيّر طبيعتي، والصورة النمطية لرئيس الحكومة السابق الذي يحيط نفسه بهالة الكلمات الرخامية لا تلائمني، أنا عبد الإله ابن كيران الذي تعرفون». وتابع أن «عامين من الصمت» هما وقت طويل، معتبراً أن إعفاءه من رئاسة الحكومة «عفو من الله».
وتطرق ابن كيران في الشريط ذاته إلى موقفه المؤيد لتدريس العلوم باللغة العربية، وذلك بمناسبة الجدل الذي أثاره قانون إصلاح منظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي المعروض حالياً للمناقشة بمجلس النواب، معتبراً أن القانون «لم يحترم الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم» التي أقرها الملك محمد السادس.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».