مظاهرة في وسط لندن تدعو للتصدي لـ«داعش»

شارك فيها مئات ودعوا إلى تسليح الأكراد

جانب من المظاهرة التي شارك فيها بريطانيون وأكراد للتعبير عن تضامنهم مع الإيزيدين ({الشرق الأوسط})
جانب من المظاهرة التي شارك فيها بريطانيون وأكراد للتعبير عن تضامنهم مع الإيزيدين ({الشرق الأوسط})
TT

مظاهرة في وسط لندن تدعو للتصدي لـ«داعش»

جانب من المظاهرة التي شارك فيها بريطانيون وأكراد للتعبير عن تضامنهم مع الإيزيدين ({الشرق الأوسط})
جانب من المظاهرة التي شارك فيها بريطانيون وأكراد للتعبير عن تضامنهم مع الإيزيدين ({الشرق الأوسط})

خرج أمس في العاصمة البريطانية لندن مئات الأشخاص من أصول كردية في مظاهرة لدعوة المجتمع الدولي لحماية الأقليات في العراق من تقدم مقاتلي ما يعرف بتنظيم «داعش» في العراق. كما وجهت مجموعة من المنظمات الكردية الناشطة في لندن نداء إلى الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم لقوات البيشمركة التي تقاتل التنظيم المتطرف الذي يسيطر الآن على أجزاء واسعة في شمال العراق وسوريا.
وكانت الغالبية العظمى من المتظاهرين من البريطانيين الأكراد الذي خرجوا للتعبير عن تضامنهم مع الإيزيدين الذين تعرضوا مؤخرا لفظائع على أيدي التنظيم المتشدد.
وقالت أيسغول إردوغان وهي أحد منظمي المظاهرة: «لا يزال هناك أكثر من 2000 إلى 3000 شخص عالقين أعلى جبل سنجار من دون ماء أو طعام ومعظمهم من الطائفة الإيزيدية. وتوجهت وحدات حماية الشعب الكردية إلى المنطقة لنقلهم إلى مكان أكثر أمن».
وقال رانجا فاراج، وهو عضو في الحملة التي تنظمها مجموعة التضامن ضد «داعش»، إن «مجموعته تعتقد أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يسلح القوات الكردية التي تقاتل (داعش)» مبينا أن «الأكراد يقاتلون بأسلحة تعود إلى الحقبة السوفياتية بينما إرهابيي (داعش) تمكنوا من السيطرة على الأسلحة التي تركها الجيش العراقي والتي معظمها ممولة من الولايات المتحدة» مضيفا «علينا على الأقل أن نوازن الحرب بين الطرفين».
أما هناء عبده والتي شاركت في المظاهرة فقالت «على المجتمع الدولي أن يزيل آثار الفوضى التي خلفها» في إشارة إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003. كما عبرت المتظاهرة عن اعتقادها بضرورة قيام الحكومة البريطانية بتدريب وتسليح قوات البيشمركة.
إلا أن معظم المتظاهرين لا يعتقد أن تسليح القوات الكردية هو الحل الأنسب على المدى الطويل إذ يقول نينب نيرسي وهو من مسيحيي العراق بضرورة إنشاء ملاذات آمنة خاصة بالأقليات. وقال «لا أؤمن بتقسيم البلاد ولكنني أعتقد أن لكل شخص الحق في العيش في أمن داخل بلده».



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.