أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية وقناة «آي تي في» البريطانية، وهما من أكبر المحطات التلفزيونية في المملكة المتحدة، يوم أمس، عن خطط لخدمة البث المباشر البريطانية «بريتبوكس» لمواجهة المنافسة الكبيرة المحتدمة بشأن المشاهدين من عمالقة البث عبر الإنترنت، مثل «نتفليكس»،
ومن المرجَّح أن تكون نسخة أكبر من خدمة «بريتبوكس» للبث المباشر في أميركا الشمالية، التي تملك أكثر من نصف مليون مشترك.
وجاء في البيان: «وصلت هيئة الإذاعة البريطانية وقناة (آي تي في) البريطانية إلى المرحلة الختامية من المحادثات المشتركة بشأن إقامة شراكة استراتيجية لجلب خدمة البث المباشر الجديدة إلى المشاهدين في المملكة المتحدة»، مضيفاً أنّ الخدمة سوف تعرض البرامج القديمة والجديدة وفق رسوم اشتراك تنافسية. وتابع: «تتوقع كل من هيئة الإذاعة البريطانية وقناة (آي تي في) البريطانية استقبال المزيد من الشركاء الآخرين إلى خدمة (بريتبوكس) للبث المباشر، وستخاطب كل منهما الجهات الرقابية والجهات الصناعية المعنية بشأن المقترحات الصادرة عنهما»، حسبما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية وقناة «آي تي في» البريطانية إنّهما تأملان في إطلاق الخدمة الجديدة قريباً في النصف الثاني من العام الحالي.
وقال المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، توني هال، في البيان: «يسعدني أن تعمل كل من هيئة الإذاعة البريطانية وقناة (آي تي في) البريطانية معاً في عمل يتسم بالخصوصية والتميز. وسوف يتاح كل شيء في الخدمة الجديدة من البرامج القديمة المفضلة إلى البرامج الحديثة بالإضافة إلى العلامات التجارية الجديدة».
وقالت كارولين ماكول المديرة التنفيذية لقناة «آي تي في» البريطانية إنّ خدمة «بريتبوكس» الجديدة ستكون موطنَ كلّ ما هو رائع في الإبداع الإعلامي البريطاني، من الاحتفاء بأفضل برامج الماضي، وأفضل برامج الحاضر، مع الاستثمار في المحتوى البريطاني الجديد في المستقبل.
ولقد انخفضت أسهم قناة «آي تي في» البريطانية بواقع 3.5 نقطة مئوية وصولاً لمستوى 126.50 بنس في تداولات لندن الصباحية، وذلك بعد أن أعلنت المجموعة عن أرباح سنوية مختلطة.
ومن شأن النسخة البريطانية من خدمة «بريتبوكس» مساعدة قناة «آي تي في» على التكيُّف مع العالم الشّجاع الجديد من خدمات البث وفق الطّلب الذي تتزعمه شبكتا «نتفليكس» و«أمازون» الأميركيتان، كما قال جورج سالمون محلّل الأسهم لدى شركة «هارغريفز لانسداون»، الذي أضاف: «حققت خدمة (بريتبوكس) نجاحاً في الولايات المتحدة، وتأمل قناة (آي تي في) أن تتمكّن من تكرار هذه التجربة الناجحة في الوطن».
وقال أيضاً في مذكرة لأحد العملاء: «لا يتغير الأسلوب الذي نشاهد به التلفزيون فحسب، وإنما يعني صعود (غوغل) و(فيسبوك) أن الأسلوب الذي يروج به المعلنون للمنتجات بات قيد التغيير كذلك».
واستطرد لانسداون: «طيلة الوقت، تجلب الخلفية الاقتصادية الصّارمة المزيد من الضغوط. ومثل هذه العوامل تفسّر لماذا تسعى قناة (آي تي في) إلى التحديث والتطوير بعيداً عن نموذج الأعمال التّقليدي القديم»، حسبما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن بين برامج قناة «آي تي في» الرّائجة حالياً هناك «إكس فاكتور»، و«المواهب البريطانية الجديدة»، و«كورونيشن ستريت»، وهو من أطول المسلسلات التلفزيونية عرضاً حتى الآن. ومن النجاحات السابقة الكبيرة لدى القناة ذاتها، هناك «داون تاون آبي»، و«إنسبكتور مورس».
وتستحوذ هيئة الإذاعة البريطانية على مشاهدة كبيرة لبرنامج «إيست إندرز» المنافس لبرنامج «كورونيشن ستريت»، بالإضافة إلى برنامج الخيال العلمي «دكتور هو»، في حين أنّ أرشيف القناة الهائل يضم سلسلة أفلام التّاريخ الطّبيعي الوثائقية بعنوان «بلو بلانيت»، و«أونلي فولز أند هورسيس»، وهي من أفضل البرامج الكوميدية البريطانية ذات الشّعبية الكبيرة على الإطلاق.
واشتهرت هيئة الإذاعة البريطانية بالبرامج الدرامية ذات الميزانيات الضخمة، مثل رواية «كبرياء وتحامل» تأليف جين أوستن.
يستطيع جمهور هيئة الإذاعة البريطانية وقناة «آي تي في» بالفعل مشاهدة البرامج الحالية والقديمة على قنوات البث المختلفة عبر خدمات البث المباشر الحالية «بي بي سي آي بلاير»، و«آي تي في هاب».
ويقول ريتشارد هانتر، مدير الأسواق في شركة «إنتراكتيف إنفستور»: «إن إبرام مشروع مشترك مع هيئة الإذاعة البريطانية في صورة (بريتبوكس) جاء متأخراً، ولكنّه يُعتبر من التّطورات المهمة، على الرغم من كل شيء». ويضيف: «من ناحية، مع استثمار مبدئي بسيط في أول الأمر للبدء من الصفر، فإن الخدمة سوف تبدأ في نسخة مخففة من (نتفليكس).
والأمر الأكثر إيجابية، أنه من حيث الاتساع الكبير وعمق المحتوى المعروض - لا سيما في البرامج الدرامية ذات المشاهدة الكبيرة - فإنّ كلتا القناتين ستتفوق من حيث طلبات المشاهدين. ومن المرجح أن يدفع ذلك خدمة (بريتبوكس) إلى الدخول في المنافسة الحقيقية، وأخذ الأمور على محمل الجدية».
محطتان بريطانيتان متنافستان تتوحدان ضد «نتفليكس»
محطتان بريطانيتان متنافستان تتوحدان ضد «نتفليكس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة