اليماني يدعو لزيادة الضغط على طهران ويحذر أوروبا من الصواريخ

TT

اليماني يدعو لزيادة الضغط على طهران ويحذر أوروبا من الصواريخ

قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إن المطلوب في الفترة الراهنة من الأصدقاء في أوروبا الضغط على إيران لوقف دعمها لجماعة الحوثي والتي تقدم للجماعة كل أدوات استمرار الحرب في اليمن واستنزاف قوته في معركة لن يستفيد منها أحد، وتشكل تهديدا للأمن والسلم في المنطقة الحيوية بخليج عدن والبحر الأحمر.
وأكد اليماني في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في أعمال القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في شرم الشيخ أن المطلوب وقف تدخلات إيران في بلاده ودعمها للإرهاب في المنطقة وليس قلب نظام الحكم أو تغييره كما تحدث عن نتائج القمة ونصيب اليمن منها بدعم تنفيذ اتفاق السويد والرؤية المستقبلية لمفاوضات السلام في اليمن.
وقال وزير الخارجية اليمني إن هناك «الكثير من القواسم المشتركة بين أوروبا والعرب والأهم حاليا الاتفاق على مواجهة التحديات خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة ومشكلة اللاجئين وقضايا أخرى بين ضفتي البحر المتوسط إضافة إلى المساهمة في حل التعقيدات التي تشهدها أزمات المنطقة حاليا».
وأوضح أن الدول الغربية كانت سببا فيما سمي بالربيع العربي والمآسي الموجودة في المنطقة حاليا، داعيا إلى اتخاذ «مواقف مع إيران التي تغذي كل الفتن والحروب من خلال تداخلاتها في الشأن العربي وبصفة خاصة اليمن.
وتابع: «نريد البحث عن القاسم المشترك بيننا وبين الأوروبيين وهناك حاجة ملحة لأن نتفق على هذا القاسم مثل اللقاء الذي حدث مع المجموعة الأوروبية في وارسو بدعوة من الحكومة البولندية والأميركية للتأكيد بأننا نبحث هذه الشراكة مع الأصدقاء في أوروبا؛ لأن السياسة الإيرانية لا تستهدف المنطقة العربية فحسب وإنما تستهدف أوروبا».
وأشار إلى أنه تم اكتشاف الكثير من الخلايا الإرهابية في أوروبا وخاصة ما تشهده كل من فرنسا وبلجيكا والكثير من الدول الأوروبية وبالتالي - على حد قوله - «يجب العمل مع الأصدقاء لكبح جماح إيران لكن للأسف رفضت المجموعة الأوروبية موضوع الإشارة إلى فقرة في البيان الختامي للقمة حول التدخلات الإيرانية».
وفيما إذا كان هذا الرفض الأوروبي على صلة بمخاوفهم من البرنامج النووي الإيراني قال وزير الخارجية اليمني: «نستطيع أن نتفهم ذلك ولكن مع إشارة إلى وقف التدخلات الإيرانية ونحن نقول للأوروبيين إن إيران قامت بتطوير سلاحها النووي والصواريخ الباليستية وصل مداها إلى 2500 كيلومتر، ونسألهم ماذا سيحدث عندما تمتلك إيران قدرات أعلى في هذا المجال حتى يصل مدى صواريخها للعواصم الأوروبية هل سوف ننتظر أيضا».
وكشف اليماني عن أن المجموعة الأوروبية بدأت أخيرا تتحرك وتضغط على إيران من خلال فتح المفاوضات حول ملف الصواريخ الباليستية، وأشار إلى أن هناك بيانا صادرا عن الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بهذه النزاعات التوسعية الإيرانية.
وقال: «نحن بحاجة لأن نعمل لوقفها ولا نريد قلب نظام الحكم أو تغيير النظام في إيران وكل ما نريده هو التزام الحكومة الإيرانية طبقا للقانون الدولي والتعهدات التي قطعتها على نفسها بأن تبتعد عن التدخلات في اليمن وهو الجزء الأساسي لأنه إذا وصلنا لهذه المرحلة سوف يتم حل الأزمة اليمنية في أسرع وقت».
وعن تعثر تنفيذ اتفاق السويد قال اليماني تحدثنا مع الأصدقاء الأوروبيين أثناء الاجتماع الوزاري في نفس الموضوع، وقد وعدت إيران وفقا للرواية الأوروبية بالضغط على جماعة الحوثي لتنفيذ اتفاق استوكهولم وحتى الآن لم يحدث شيء، ولذلك نطالب الأصدقاء الأوروبيين والمجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغط على إيران لإقناع حلفائها من جماعة الحوثي الالتزام بالسلام».
وأضاف: «كان من المتوقع أن يبدأ تنفيذ الانسحاب من ميناء الصليف ورأس عيسى وميناء الحديدة وفتح ممرات آمنة، وإذا لم يحدث فهذا يعني أن الحوثيين سيلعبون لعبتهم التاريخية وهي الموافقة بالحل السياسي ثم رفض التنفيذ».
ودعا اليماني المبعوث الأممي إلى أن يكون أكثر صلابة ووضوحا فيما يتعلق بتحديد بالطرف الذي يعطل الحل السياسي.
وحول نصيب اليمن من مخرجات قمة شرم الشيخ الأخيرة، قال اليماني إن بلاده حصلت على الدعم التقليدي من خلال النص الخاص بالبيان الختامي وفيه «التأكيد على تنفيذ اتفاق السويد والعمل على تنفيذ الاتفاقيات والقرارات المتعلقة بالقرار 2216 وكذلك القرارات الأخيرة 2452 و2451 والتأكيد على أهمية التزام الطرف الانقلابي بالانسحاب من المناطق التي نص عليها الاتفاق».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».