انتقادات لوزير الدفاع الأميركي في الكونغرس بسبب قرار الانسحاب من سوريا

TT

انتقادات لوزير الدفاع الأميركي في الكونغرس بسبب قرار الانسحاب من سوريا

كشفت تسريبات، نشرتها وسائل إعلام أميركية عدة، عن نقاشات «متوترة» دارت بين وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، والسيناتور ليندسي غراهام، خلال جلسة استماع لمناقشة نتائج اجتماعات وزراء دفاع حلف الناتو، وتحديداً خلال مناقشة ملف سوريا. وانتقد السيناتور الجمهوري البارز، والداعم الكبير للرئيس دونالد ترمب، غراهام، أجوبة شاناهان، قائلاً إنها ليست كافية لشرح كيفية وفاء الولايات المتحدة بوعودها والتزاماتها.
وقال غراهام إن العرض الذي قدّمه شاناهان «غير معقول»، ولا يشرح كيفية تنفيذ الانسحاب الأميركي من سوريا، من دون ضمان عدم اندلاع الحرب بين تركيا والأكراد، ومن عودة تنظيم داعش للتمدد، في ظل الأنباء التي تتحدث عن وجود ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل ينتشرون بشكل سري في كل من سوريا والعراق، ومنع النظام السوري وروسيا وإيران من ملء الفراغ.
وأضافت تلك الأوساط أن غراهام اتهم شاناهان بتنفيذ سياسات الرئيس بشكل أعمى، فيما قال مشرّعون آخرون إن شاناهان لا يرغب في إغضاب الرئيس حفاظاً على حظوظه في الترشح لمنصب وزير الدفاع.
غير أن تلك الأوساط قالت إن أعضاء مجلس الشيوخ أصيبوا بخيبة أمل من أجوبة شاناهان، قائلين إنه لا يصلح لتولي هذا المنصب، في الوقت الذي تطرح فيه أسماء أخرى، من بينها مايك بومبيو وزير الخارجية.
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه إدارة الرئيس ترمب لضغوط سياسية داخلية وخارجية لتحديد موقف من كيفية التعامل مع الوضع الذي سينشأ إثر اكتمال سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، المتوقع نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل. ومع إصرار بريطانيا وفرنسا على رفض الإبقاء على قوات عسكرية، ولو بصيغة مراقبين في تلك المناطق، بعد انسحاب القوات الأميركية، صار عامل الوقت يضغط على واشنطن لحسم خياراتها للخروج من مأزق الانسحاب وضمان عدم تنفيذ تركيا لتهديداتها باجتياح مناطق حلفاء واشنطن، الأكراد.
ويؤكد البنتاغون أنه لم يتلق حتى الآن أي توجيهات رئاسية تخالف قرار سحب القوات من سوريا، وهو ما سبق وأكده كل من قائد القوات الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل، خلال زيارته الأخيرة لمناطق الأكراد شمال سوريا، وكذلك رئيس هيئة الأركان جوزف دانفورد.
وكان مستشار الأمن القومي جون بولتون والسيناتور غراهام، قد أعلنا مراراً أن القوات الأميركية ستحتفظ بالقاعدة، وببعض الجنود في شمال سوريا، من دون تقديم دلائل تؤكد فرضيتهما. وأكد بولتون في السابق أن الاحتفاظ بقاعدة التنف هو لمنع إيران من تنفيذ مشروعها لربط طهران ببغداد ودمشق وبيروت، ويتوافق مع سياسات ترمب الهادفة للضغط عليها لتغيير سياساتها في المنطقة. لكن أوساطاً سياسية في واشنطن اعتبرت أن تضارب التصريحات يعكس ارتباكاً في كيفية تنفيذ قرار الرئيس بالانسحاب، في ظل فشل الجهود لترتيب اتفاق سياسي، على الأقل بين الحلفاء ومعهم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.