مع قرب موعد تقديم لوائح المرشحين لانتخابات الكنيست الحادية والعشرين في إسرائيل، 21 فبراير (شباط) الحالي، تشكلت ملامح الأحزاب المشاركة في الانتخابات التي تتميز هذه المرة بالانشقاقات. ويفترض أن تقدم الأحزاب قوائمها الأخيرة يوم الخميس المقبل، أي قبل 45 يوماً على موعد الانتخابات المقرر في 9 أبريل (نيسان).
وانتخبت الحركة «العربية للتغيير»، التي يترأسها أحمد الطيبي، قائمتها التي ستخوض بها الانتخابات البرلمانية المقبلة في إسرائيل. وتنافس على المقاعد المتقدمة 21 مرشحاً، فيما أسفرت نتائج الانتخابات التمهيدية عن إعادة انتخاب طيبي الذي كان مرشحاً وحيداً، في المكان الأول بالإجماع. وتم انتخاب عضو الكنيست السابق، أسامة سعدي، على المكان الثاني، فيما تم انتخاب الناشطة سندس صالح، سكرتيرة المجلس النسائي في «العربية للتغيير» على المقعد الثالث بالإجماع. وخاضت «العربية للتغيير» الانتخابات البرلمانية السابقة ضمن القائمة المشتركة التي جمعت كل الأحزاب العربية في قائمة انتخابية واحدة، وحصلت على 13 عضواً داخل البرلمان، ما جعلها القوة الثالثة في الكتل البرلمانية. إلا أن الطيبي قرر أخيراً الانسحاب من القائمة المشتركة وخوض الانتخابات لوحده. وإضافة إلى الطيبي، ثمة أحزاب أخرى يمينية وعربية ويسارية ودينية تتنافس على مقاعد الكنيست.
ويمكن وصف هذه الحملة الانتخابية بحملة «الانشقاقات»، إذ انفصل حزب «العمل» عن «الحركة»، وانشق «اليمين الجديد» عن «البيت اليهودي»، كما انشق أورلي ليفي - أبكسيس عن «يسرائيل بيتينو» ونأى الطيبي بنفسه عن القائمة «المشتركة»، فيما لم يتضح إذا كانت «المشتركة» بمركباتها الثلاث الحالية، ستواصل كما هي، أو منقسمة. كما ميّز هذه الانتخابات دخول الحزب الجديد «حصانة لإسرائيل» بقيادة بيني غانتس الذي يبدو حتى الآن، وفقاً للاستطلاعات، القوة الانتخابية الثانية بعد الليكود، في وقت تتكهن فيه الاستطلاعات بانحسار قوة حزب العمل بشكل غير مسبوق في تاريخه.
والصورة الواضحة حالياً هي محاولة كثير من الأحزاب تشكيل تحالفات تمنع فقدان الأصوات والمقاعد. ويبرز ذلك بشكل أساسي في حزب غانتس، الذي تمكن حتى الآن من التحالف مع الحزب الذي أسسه موشيه يعلون. كما يبرز السعي إلى تشكيل تحالف قوي في معسكر اليمين، حيث يسعى «البيت اليهودي» و«الاتحاد القومي»، بعد تجديد التحالف بينهما، إلى ضم أحزاب يمينية صغيرة أخرى فشلت في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات السابقة، وتتكهن لها الاستطلاعات الحالية بعدم اجتياز النسبة إذا خاضت الانتخابات بشكل مستقل. أما حزب تسيبي ليفني (الحركة)، الذي كان شريكاً لـ«العمل» في المعسكر الصهيوني وتم الانفصال بينهما بقرار من رئيس حزب العمل، فلن يجتاز نسبة الحسم، وفقاً للاستطلاعات الأخيرة. كما كانت هناك استطلاعات تكهنت بعدم اجتياز حزب «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، نسبة الحسم.
وفيما يلي أبرز الأحزاب التي تخوض الانتخابات البرلمانية في إسرائيل:
حزب «الليكود»: وهو حزب يميني قومي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. لا يزال هذا الحزب يسيطر على الحكم في إسرائيل منذ 2009 بزعامة نتنياهو الذي أعيد انتخابه مرة أخرى على رأس قائمة الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويشهد الحزب في السنوات الأخيرة انعطافاً نحو التعصّب القومي، خصوصاً عندما قرر أريئيل شارون الانشقاق عن الحزب على خلفية الانفصال أحادي الجانب من غزة وإخلاء المستوطنات منها، فانشق المعتدلون في «الليكود» عنه وانضموا إلى حزب شارون الذي سماه «كاديما». وتتنبأ الاستطلاعات بأن يفوز الحزب من جديد بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات الوشيكة، وفي هذه الحالة سيتولى نتنياهو للمرة الخامسة منصب رئاسة الحكومة.
وفي معسكر اليمين، يبرز حزب جديد باسم «اليمين الجديد» الذي أسسه معاً وزير التعليم نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء أييلت شاكيد، بعد انشقاقهما عن حزب «البيت اليهودي». وبعد الانشقاق، كرّر بينيت موقف ومبادئ حزبه الجديد التي لم تختلف عن مواقفه السابقة، وهي العمل ضد إقامة دولة فلسطينية وتشجيع ضم المناطق الفلسطينية للسيطرة الإسرائيلية.
حزب «شاس»: من الأحزاب المتزمتة دينياً، الذي أسس عام 1984 ويتزعمه أرييه درعي.
حزب «يسرائيل بيتينو» اليميني القومي، على النقيض من التشدد الديني، يحمل مواقف علمانية ويتزعمه أفيغدور ليبرمان، الذي شغل منصب وزير الأمن قبل أن يقدّم استقالته على خلفية وقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
«حصانة لإسرائيل»: حزب ناشئ برز نجمه في الانتخابات الحالية. أسسه بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، ويعد لتحالف مع حزب «تيليم» الناشئ أيضاً الذي أسسه الجنرال موشي يعالون بعد انشقاقه عن حزب الليكود. هذا الحزب يحصل، وفق استطلاعات الرأي، على 20 أو 24 مقعداً، رغم أنه يخوض الانتخابات لأول مرة في إسرائيل ويثير قلق حزب الليكود الحاكم.
حزب «كولانو»: أسسه موشيه كحلون بعد انشقاقه عن حزب الليكود، وهو حزب يميني يميل إلى وسط الخريطة السياسية، وكان قد تأسس على خلفية معارضته سياسة حزب «الليكود» في القضايا الاقتصادية وغلاء المعيشة.
حزب «ييش عتيد»: أسسه ويتزعمه يائير لابيد منذ عام 2012، ويطرح في صلب برنامج عمله قضايا الإسكان والمساواة في أداء الخدمة العسكرية الإلزامية. حزب «العمل»: حزب تاريخي في إسرائيل، رغم أنه يواجه أزمة كبيرة في صفوفه على خلفية تراجع قوّته وشعبيته بشكل حاد. يمرّ الحزب حالياً في وضع حرج، حيث تمنحه استطلاعات الرأي بين 4 و8 مقاعد فقط في الانتخابات المقبلة.
العرب في إسرائيل: بين اليسار والقومية والإسلامية. في انتخابات الكنيست الأخيرة خاضوا تجربة فريدة من نوعها، من خلال تشكيل القائمة «المشتركة» لتتحول إلى القوّة الثالثة في البرلمان مع حصولها على 13 مقعداً، وهي «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«الحركة الإسلامية» و«الحركة العربية للتغيير».
تحالفات وانشقاقات مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية
أحزاب جديدة تبرز وأخرى تاريخية تتلاشى... والعرب يفضون الشراكة
تحالفات وانشقاقات مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة