ليبرمان: إما جثث جنودنا أو جثث هنية والضيف

قال إن أي اقتراح لا يضمن إعادة الجثث لنا غير مقبول

ليبرمان: إما جثث جنودنا أو جثث هنية والضيف
TT

ليبرمان: إما جثث جنودنا أو جثث هنية والضيف

ليبرمان: إما جثث جنودنا أو جثث هنية والضيف

هدد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، حركة حماس أمس من أن إسرائيل لن تقبل أي اقتراح لا يضمن إعادة جثث الجنديين الإسرائيليين لدى حماس، أرون شاؤول وهدار غولدين، متوعدا باغتيال محمد الضيف وإسماعيل هنية.
وقال ليبرمان: إن «لم تعد حماس جثث الجنود - سنعيد لحماس جثث محمد الضيف وإسماعيل هنية».
وجاء تهديد ليبرمان في وقت رفضت فيه حماس تضمين اتفاق وقف إطلاق النار باتفاق حول جثث الجنود لديها.
وكانت إسرائيل عرضت على حماس في مباحثات القاهرة استعدادها الإفراج عن نحو 25 أسيرا لديهم اعتقلوا من غزة في الحرب الحالية و15 جثمانا يحتفظون بها مقابل جثامين الجنديين عند حماس.
ورفض الفلسطينيون هذا الطلب. وقال ليبرمان أثناء اجتماع لرؤساء المجلس الإقليمي «لساحل عسقلان»، «ثمن رفض تسليمنا جثتي الجنديين سيكون باهظا، قد لا يكون الثمن هو جثث إسماعيل هنية ومحمد الضيف فقط بل باقي القيادة السياسية لحركة حماس».
وجاء رد حماس سريعا وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تهديدات ليبرمان سخيفة ومن مصلحة الإسرائيليين إخراسه».
ويرى ليبرمان أن التخلص من حماس وقادتها يعد شرطا ضروريا في إطار أي اتفاق سلام.
وكانت كتائب القسام أعلنت في 20 يوليو (تموز) الماضي أعلنت أسر الجندي الإسرائيلي أرون شاؤول وذلك بعد ارتكاب إسرائيل مجزرة في حي الشجاعية أدت إلى مقتل 85 فلسطينيا نصفهم قضى تحت ركام المنازل وفي الشوارع.
ولم يعرف إذا ما كان الجندي على قيد الحياة أو ميت لكن الجيش الإسرائيلي أعلنه ميتا ومكان دفنه غير معروف.
وفي الأول من أغسطس (آب) الحالي، اتهمت إسرائيل حماس باختطاف الضابط هدار غولدين، عبر تنفيذ عملية في رفح، لكن القسام قالت إنها «لا علم لها بمصير الجندي».
وجاء في بيان للقسام «لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي وجودت في كمين نصبوه لجنود الاحتلال أثناء توغلهم ليلا شرق رفح، ونرجح أن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني، فيما قتل معهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك».
ولاحقا أعلنت إسرائيل غولدين ميتا وأقامت له جنازة رمزية، وما زال مصيره الحقيقي غير معروف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.