تونس تتسلم 4 عناصر إرهابية من سوريا

TT

تونس تتسلم 4 عناصر إرهابية من سوريا

كشف سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب عن تسلم السلطات التونسية أربعة إرهابيين تونسيين مصنفين «خطرين جدا» وصادرة بحقهم بطاقات جلب من القضاء التونسي، وأكد أن المتهمين كانوا ينشطون في بؤر التوتر في سوريا وقد التحقوا بتنظيمات إرهابية تنشط في سوريا خلال الفترة المتراوحة بين 2013 و2015. وقد تم تسلمهم من السلطات السورية إثر تنسيق أمني بين البلدين، على حد قوله.
وأفاد السليطي بأن فرق مكافحة الإرهاب في تونس قد تعهدت بالملف وتم على الفور فتح أربع قضايا ضد المتهمين كما تم إصدار 4 بطاقات إيداع بالسجن في حقهم في انتظار المزيد من التحريات الأمنية والقضائية حول الجرائم الإرهابية المنسوبة إليهم في سواء في تونس قبل التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية أو بعد انضمامهم إلى تنظيم داعش الإرهابي.
على صعيد آخر، تنتظر تونس الكشف عن معطيات جديدة حول الهجوم الإرهابي الذي حدث يوم 18 مايو (أيار)2011 وقتل خلاله الطاهر العياري المقدم في الجيش التونسي ورقيب من الجيش إثر تبادل إطلاق النار مع مجموعة من المسلحين من بينهم الإرهابيان الليبيان مفتاح الضبع وعماد اللواج، وذلك إثر الإعلان عن إلقاء القبض على الإرهابي الليبي مفتاح الضبع من قبل قوات عسكرية ليبية في عملية تحرير المدينة القديمة في درنة.
وكان عبد الكريم صبرة المسؤول العسكري في مجموعة عمر المختار، قد أفاد في تصريحات إعلامية متطابقة بأن الجيش الليبي قد ألقى القبض على الضبع بعد إصابته بجروح خطيرة، علاوة على مجموعة أخرى من الإرهابيين.
ووفق خبراء تونسيين في الجماعات الإرهابية على غرار بدرة قعلول وعلية العلاني، من المنتظر أن يكشف الضبع عن أسرار مهمة خلال التحقيقات مما قد يورط «رؤوسا كبرى» في تونس، خاصة أن عملية المبادلة قد اكتنفها كثير من الغموض وتم خلالها تجاوز القانون التونسي، إذ إن الضبع سبق أن أصدرت محكمة تونسية ضده حكما نافذا بالسجن لتورطه في أعمال إرهابية.
وتورط الضبع سنة 2014 في قتل جنود تونسيين في منطقة الشعانبي (القصرين)، كما ساهم عبر أطراف ليبية في اختطاف دبلوماسيين تونسيين مما أدى إلى مبادلة السلطات التونسية الإرهابي الضبع مع الدبلوماسيين المختطفين، على الرغم من صدور حكم قضائي في تونس بسجنه لمدة 25 سنة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.