إيرمينغلدو زيغنا - «إيترو» ربيع وصيف 2014 - توماس بينك - ملابس العارض في الصورة من محلات «ماركس آند سبنسر» - صديري من جيف بانكس بسعر 45 جنيها إسترلينيا متوفر في محلات «ديبنهامز»
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
الصديري أنيق.. لكن له «إيتيكيت»
إيرمينغلدو زيغنا - «إيترو» ربيع وصيف 2014 - توماس بينك - ملابس العارض في الصورة من محلات «ماركس آند سبنسر» - صديري من جيف بانكس بسعر 45 جنيها إسترلينيا متوفر في محلات «ديبنهامز»
نعم استرجعت البدلة مكانتها في خزانة الشباب، ولم تعد قصرا على الأجداد أو على رجل كلاسيكي متشبث بالتقاليد والزمن الجميل. لكن هل أنت مستعد للبدلة المكونة من ثلاث قطع؟ ما لا يختلف عليه إثنان أن البدلة المكونة من سترة بصف أزرار واحد وبنطلون مستقيم ورشيق، توجه طبيعي احتفلت به أوساط الموضة كثيرا في السنوات الأخيرة وتفننت فيه بتفصيلها العصري الذي يخاطب الشباب، بدءا من الطول القصير والخصر المحدد إلى انحناءات الأكتاف والألوان المشعة، إلا أن البدلة المكونة من ثلاث قطع، أي بصديري، لا تزال تثير التردد في نفوس البعض. السبب أنها مرتبطة برجال الأعمال وتفوح الرسمية والجدية من بين طياتها. الخبراء يؤكدون انها تعرضت لعمليات تجميل أكسبتها الكثير من الحيوية، مشيرين إلى أن السر يكمن في كيفية تعامل الرجل معها، أيا كان عمره، وضرورة مراعاته بعض التفاصيل التي يمكن أن ترقى بها إلى الحداثة أو إلى الكلاسيكية، حسب أسلوبه. يجمعون أيضا على أناقتها ويذهبون إلى حد القول بضرورة أن يمتلك الرجل صديري أو أكثر لتلك الأيام التي لا تنجح بدلة عادية في إعطاء التأثير المطلوب، أو حين لا تتطلب المناسبة بدلة فاخرة لكن ترحب ببعض الرسمية. بالإضافة إلى هذا، يعتبر الصديري قطعة قائمة بذاتها، ويمكن ارتداؤها بعدة أشكال. يمكن ارتداؤها، مثلا، لوحدها مع بنطلون جينز و«تي - شيرت»، إذا كانت النية التخفيف من رسمية المظهر أو مع قميص وربطة عنق وبلايزر وبنطلون بلون مختلف إذا كانت النية مظهرا عصريا. في هذه الحالة، ما علينا إلا أن نستحضر صور المغني والممثل جاستين تامبرلايك، الذي كان له الفضل الكبير في زيادة شعبيتها بين جيله. فهو يرتدي الصديري في الكثير من المناسبات بطريقة كاجوال بتنسيقه مع بنطلون بلون مختلف أو مع بنطلون جينز مستغنيا عن السترة أحيانا وربطة العنق غالبا.
* كيف تلبسه 1 - دائما اترك الزر الأسفل منه مفتوحا، فبالإضافة إلى أن الأمر يمنح الراحة فإنه أيضا جزء من «إيتيكيت» المظهر. إيتيكيت بدأه الملك إدوارد السابع لسبب لم يعرف لحد الآن، وإن كانت هناك شكوك أن الأمر يعود إلى سمنته وبطنه البارز 2 - يفضل أن يكون الصديري بخمسة إلى ستة أزرار، حسب طول الشخص وعرضه. الرجل الطويل، مثلا، يحتاج إلى ستة أزرار بينما الرجل المائل إلى البدانة فيحتاج إلى أقل. 3 - يفضل أن تكون السترة المنسقة معه بصف أزرار واحد، لأن السترة المزدوجة ستغطي عليه وتخفيه تماما كما تجعله مغرقا في الرسمية. 4 - يجب أن يصل طوله إلى حزام البنطلون لخلق انطباع بالطول والرشاقة، كما أن ظهور ولو جزء بسيط من القميص تحته لا يعطي انطباعا قويا بالأناقة المرتبة. من المهم أيضا ألا يكون طويلا، لأن البنطلون يجب دائما أن يجلس على منطقة الخصر تماما، والصديري فوقه تماما. 5 - لا حاجة لاستعمال الحزام، لأنه من المتوقع أن يكون البنطلون والصديري على المقاس. ولأن هذا الأخير سيغطي الجزء المخصص للحزام، فإن النتيجة ستكون التخفيف من عرض الجسم والتمويه عن أي علامات باستدارته. 6 - لأن البدلة المكونة من ثلاث قطع لافتة وقد تكون جريئة أحيانا بالنسبة لشاب في مقتبل العمر، ينصح الخبراء بتنسيقها مع قميص بلون واحد وربطة عنق هادئة دون طبعات. التوازن والبساطة عنصران مهمان حتى يكون التأثير إيجابيا. 7 - تأكد أنه مفصل على الجسم بشكل جيد، لأنه مثل السترة يجب أن يكون محددا على الجسم من دون أن يشده كثيرا.
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.
وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.
هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.
ورشة العجائب
تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.
تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،
وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.
الواجهة والنوافذ
الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .
صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.
نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.
منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.
قطع حصرية لـ«هارودز»
احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.
الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.
من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.
متجران مؤقتان
بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.
أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.
تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.