الرئيس المولدافي يعلن عن تحرير مواطنين من قبضة «طالبان» بفضل روسيا

TT

الرئيس المولدافي يعلن عن تحرير مواطنين من قبضة «طالبان» بفضل روسيا

أعلن إيغر دودون، رئيس مولدافيا (الجمهورية السوفياتية سابقاً) عن تحرير طيارين مولدافيين من الأسر لدى طالبان، وأشار إلى دور روسيا في عملية تحريرهما. وفي مؤتمر صحافي خاص عقده أمس للإعلان عن هذا التطور المنتظر منذ نحو ثلاث سنوات، أكد دودون: «تم تحرير مواطنينا منذ يومين، وهم الآن في موسكو»، في إشارة منه إلى الطيارين ليونيلا بورياني، وميخائيل كريخانان، وقال: «إنهما في المشفى الآن، بحالة صحية جيدة، ويجري الأطباء الفحوصات الضرورية لهما». ولتأكيد دقة ما أعلن عنه، عرض صورا للطيارين وهما في موسكو، وقال إن هناك مقطع فيديو أيضا يظهران فيه بعد انتهاء عملية تحريرهما.
وكان ثلاثة طيارين من مولدوفا يعملون في أفغانستان، طاقماً لمروحية من طراز (مي - 8). وخلال رحلة جوية يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، أصيبت المروحية بنيران (طالبان) وعلى متنها طاقمها المولدافي، ومعهم مسافرون، تقول مصادر إن عددهم 15 وتؤكد مصادر أخرى أنهم كانوا 18 مسافرا. وبعد الهبوط الاضطراري، وقعوا جميعهم أسرى بيد طالبان. ونتيجة تلك الحادثة قُتل واحد من الطيارين الثلاثة، وتم نقل جثمانه إلى مولدافيا، بينما انقطعت أخبار الطيارين الآخرين. والمروحية تابعة لشركة طيران مولدافية، كانت تنفذ في أفغانستان «مهاماً مدنية»، عملت لصالح الحكومة الأميركية، وساعدت قوات الأمن الحكومية الأفغانية. وقالت طالبان حينها إنها تمكنت من اسر 15 شخصا، معظمهم من العسكريين.
وأشار الرئيس المولدافي إلى أن أعضاء الطاقم كان يعملون رسميا لصالح الولايات المتحدة، وقال إن «الأميركيين قاموا بأكثر من محاولة لتحرير طيارينا من الأسر، لكن دون جدوى»، وأضاف: «توجهت العام الماضي إلى الشركاء، الأصدقاء في القيادة الروسية (طلبا للمساعدة في هذه القضية)»، لافتاً إلى «أعمال غاية في الأهمية تم القيام بها خلال الأشهر الأخيرة»، لكن دون أن يوضح ما هي تلك الأعمال ومن قام بها، ولم يكشف عن أي تفاصيل، واكتفى بالقول إن العملية كانت سرية للغاية وأن أي تسريبات كان من شأنها أن تهدد كل الجهود بالفشل، وأعلن أنه في نهاية المطاف «تم تحرير مواطنينا منذ يومين، ونُقلوا إلى موسكو».
نظرا لدورها الرئيسي في تحرير الطيارين المولدافيين من قبضة طالبان عبر الرئيس دودون عن تقديره للقيادة الروسية، وقال: «أتوجه بشكر خاص للقيادة الروسية. ما عجز عنه الآخرون، تمكنتم أنتم من فعله. وهذا يظهر طبيعة نظرة القيادة الروسية نحو مواطنينا». وخص بالشكر إيغر تشايكا، عضو الأمانة العامة لمنظمة «روسيا التجارية» الاجتماعية التي تمثل مصالح نحو 3 آلاف شركة كبرى، وقال دودون إن «تشايكا شخصياً ساهم وقدم الدعم في تنفيذ هذه المهمة الإنسانية». ووصف الشعب الروسي بأنه «شعب أخ لنا وطيب، استجابوا لندائنا، وهكذا قمنا بحل المشكلة».
تجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان لا تزال على قائمة المنظمات المحظورة في روسيا، إلا أنه ومع ذلك انفتحت الخارجية الروسية على حوار مع الحركة، ضمن محاولات رعاية مفاوضات أفغانية - أفغانية لحل الأزمة وإنهاء النزاع. واستضافت موسكو أكثر من مرة مسؤولين من طالبان خلال الفترة الماضية. وأخيراً وفرت روسيا لشخصيات وقوى أفغانية «ساحة» في موسكو لعقد مؤتمر شارك فيه ممثلون عن طالبان، بينما رفضت الحكومة المشاركة فيه.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».