شراكات بريطانية ـ سعودية لتعزيز دور الشباب في إنتاج الأفلام

ضمن ملتقى الإبداع الثقافي بالرياض

ريحانة مجل (تصوير: بشير صالح)
ريحانة مجل (تصوير: بشير صالح)
TT

شراكات بريطانية ـ سعودية لتعزيز دور الشباب في إنتاج الأفلام

ريحانة مجل (تصوير: بشير صالح)
ريحانة مجل (تصوير: بشير صالح)

أطلق ملتقى الإبداع الثقافي البريطاني - السعودي بالرياض أمس، دراسة لقياس متطلبات الشباب السعودي في مجال إنتاج وصناعة الأفلام، تشترك فيها 3 جهات بريطانية - سعودية.
وتضمّن الملتقى الذي اختتم أعماله أمس، 5 جلسات، تطرقت إلى نماذج وممارسات جديدة للقرن 21، وكيفية قياس الأثر والقيمة للفنون والبرامج الثقافية، إضافة إلى استعراض المهارات اللازمة لتطوير قطاع أفلام مزدهر ومتنوع.
وعرض الملتقى أمثلة عدة عن برامج لتطوير مهارات في منطقة الخليج، إضافة إلى مهارات يتطلع لها أرباب العمل في الاقتصاد الإبداعي.
من جانبها، أوضحت مديرة البرامج الثقافية والرياضية في منطقة الخليج في المجلس الثقافي البريطاني ريحانة مجل لـ«الشرق الأوسط»، أن أهمية القياس وعملية التقييم خلال المشاريع الثقافية، ستمكن من معرفة مدى فاعلية الفعاليات الثقافية التي يتم تنفيذها، والفائدة العائدة منها. وقالت: «تحدثنا أن عمليات القياس والتقييم تبدأ منذ البدايات الأولى، وخلال المشروع، ليتم تخطيط هذه المشاريع الفنية والثقافية بحيث تثمر عن نتائج ملموسة، تمنح قدرة كبيرة في التخطيط للمستقبل، وإنتاج منتجات ثقافية أفضل مناسبة للمتلقي».
وشارك في الفعاليات سايمون شاركي من اسكوتلندا الذي استعرض فكرة جديدة كان طبقها، تمثلت في بناء مسرح من غير جدران في بلاده. وكان سايمون شاركي يعمل بالمسرح الوطني الاسكوتلندي، ثم أسس مؤسسة باسم «Necessary Space»، حيث كان منطلق فكرته ألا يصرف على بناء المسرح مبالغ طائلة، ولذلك أطلق مسرحه المتنقل في الخارج.
وترى ريحانة مجل أن أهمية مسرح شاركي تكمن في أنه استطاع ابتكار المحتوى المسرحي في حضور الجمهور الذي تفاعل معه بشكل إيجابي جداً، حيث أوجد حالة من التواصل بينه وبين المتلقي.
وخلال إحدى المحاضرات، تحدثت كل من هاجر النعيم من مجلس فن الأفلام السعودي، واستيفيل هينغل من شركة «نورث سيتي» من بريطانيا، وأليكس أمونس من شركة «ذا اتيش بكيتشر» بالمملكة المتحدة، عن قطاع الأفلام، والمهارات المطلوبة لتطوير قطاع الأفلام في السعودية بشكل خاص، وفي المنطقة بشكل عام.
وشددت النعيم على الاحتياجات المطلوبة حالياً في هذا القطاع في السعودية، مبينة أن هناك كثيراً من المخرجين والمنتجين، غير أن القطاع يعاني من نقص في الوظائف الأخرى التي تدخل في صناعة الأفلام، فضلاً عن مسائل الإعداد التي تسبق التصوير.
في حين تحدث هينغل عن بحث يجريه حالياً بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، ومجلس فن الأفلام السعودي، لقياس اهتمامات الشباب في قطاع صناعة الأفلام في السعودية، ليكتشف النواقص فيها وتطلعات الشباب السعودي للإحاطة بمتطلبات هذا القطاع.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.