قناة «زايد» الرقمية... ثوب عصري لأرشيف زعيم عربي بـ6 لغات

قناة «زايد» الرقمية... ثوب عصري لأرشيف زعيم عربي بـ6 لغات
TT

قناة «زايد» الرقمية... ثوب عصري لأرشيف زعيم عربي بـ6 لغات

قناة «زايد» الرقمية... ثوب عصري لأرشيف زعيم عربي بـ6 لغات

مقاطع فيديو تجسد مآثر الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات تضمها قناة «زايد» الرقمية، التي تعد أول وسيط إعلامي يؤرخ لقائد عربي، وتحتفي بإنجازاته وتنقلها للأجيال، في خطوة تعزز الأرشيف العربي الرقمي. تتميز هذه القناة بأنها تتواصل مع الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، صحيح أن هناك أرشيفاً رقمياً لعدد من الزعماء ومنهم الرئيسان المصريان الراحلان جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث توجد مواقع إلكترونية تتضمن تسجيلات لخطبهم وزياراتهم الخارجية وأهم المناسبات التي شاركوا فيها؛ إلا أن قناة «زايد» التي أطلقت تزامناً مع مئوية ميلاد الشيخ زايد - رحمه الله - وضمن فعاليات «عام زايد 2018» تعتبر بمثابة ثوب عصري للأرشيف تستفيد من تقنيات وأساليب السرد الرقمي لتوثق لحظات من تاريخ الإمارات.
وتتبع قناة زايد الرقمية مؤسسة أبوظبي للإعلام، وكان الدكتور علي بن تميم، مدير عام أبوظبي للإعلام، قد أعلن إطلاق هذه القناة في عام 2018 «ليأتي ترسيخاً لسمات الشخصية الإماراتية متمثلة في الشيخ زايد خير مثال وقدوة نفاخر بها الأمم، فهي فرصة حقيقية لتسليط الضوء على تاريخنا المشرف والدور الريادي الذي قامت به قيادتنا الحكيمة في مسيرة البناء والتمكين».
وحول المزيد من المعلومات عن القناة والمواد الفيلمية التي تتضمنها، تحدثت الإعلامية عائشة المزروعي، مديرة قناة زايد الرقمية لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «تمت أرشفة جميع المواد المرئية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الموجودة في أرشيف أبوظبي للإعلام، وقامت القناة بتصنيف وتبويب هذه المواد بحسب الموضوع إلى 6 أقسام رئيسية هي «مع الناس، ورجل الدولة، وفي العالم، ورحلة بناء، ومن التراث، وأقوال خالدة».
وحول عدد المواد المرئية التي تمت رقمنتها، أوضحت عائشة المزروعي أنها «تصل إلى 29750 فيديو حتى اليوم... وأقدم مقطع مرئي تمت رقمنته يعود لسنة 1968 قبل قيام دولة الإمارات». لافتة إلى أنه «تم إطلاق قناة زايد باللغة الصينية، تزامناً مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الإمارات، وبعدها قامت (أبوظبي للإعلام) بإطلاق ثلاث لغات إضافية، وهي (الفرنسية، والإسبانية، والألمانية)، ليصبح عدد لغات الموقع 6 لغات، مما يتيح تعريف الجمهور العالمي بإرث الراحل الكبير الشيخ زايد وقيمه وإنجازاته.
وعن أهمية الحفاظ على التاريخ العربي رقمياً وما مدى تجاوب جمهور وسائل التواصل الاجتماعي مع القناة، تؤكد عائشة المزروعي أن التاريخ العربي غني بالقصص والمعارف التي يجب الحفاظ عليها من خلال رقمنتها وترجمتها لإتاحتها للجمهور العربي والعالمي، وهذا ما سعينا للوصول إليه في «قناة زايد الرقمية»، المتمثل في تسليط الضوء على سيرة الشيخ زايد، وتوثيق مسيرته قبل قيام دولة الإمارات، والمراحل التي شهدتها هذه المسيرة الحافلة على مختلف الصعد والمجالات، بحيث تكون القناة مرجعاً يجسد إنجازات الشيخ زايد ويعكس رؤيته وفلسفته في الحكم، وحرصنا على تقديمها بصورة تتناسب مع العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي الذي يدعم نشر المواد لأكبر شريحة ممكنة من الناس، مما أدى إلى تفاعل كبير من قبل الجمهور الإماراتي والعربي.
وتعكس إحصائيات التفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي مدى التفاعل الإيجابي من جمهور «السوشيال ميديا» مع مقاطع الفيديو، فمثلاً: إجمالي تفاعل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ أبريل (نيسان) حتى نهاية 2018 بلغ 523.203. فيما بلغ إجمالي عدد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الفترة (10.077.15) متابعاً، وبلغ إجمالي عدد القراءات على الموقع الإلكتروني لقناة «زايد» (93.844) زيارة، فيما بلغ عدد مرات تحميل التطبيق الإلكتروني للقناة أكثر من 500 مرة.
وحول أهداف قناة «زايد» المستقبلية، تؤكد عائشة المزروعي بقولها: «إننا نسعى لترجمة المواد للغات إضافية للوصول إلى قاعدة أكبر من الجماهير حول العالم. وأيضاً نهدف إلى دعوة الطلاب وصناع الأفلام الشباب لصناعة محتوى يوثق سيرة الشيخ زايد عبر منافسات خاصة سوف يتم إطلاقها تباعاً والترويج لها عبر التواصل الاجتماعي»، لافتة إلى أن «توجه القناة هو أن تصبح المنصة مستقبلاً هي المحطة الرئيسية لكل المحتوى الخاص بالشيخ زايد سواء تم إنتاجه عبر أبوظبي للإعلام أو جهات أخرى أو عبر مستخدمي الإنترنت».
تبويب القناة جاء أنيقاً وسلساً في التصفح، حيث يمكن للزائر بكل سهولة الإبحار عبر المقاطع والصور الأرشيفية، منها: «رحلة بناء» الذي يعرف بمحطات مضيئة من حياة الشيخ زايد في مسيرة بناء دولة الإمارات، و«أقوال خالدة» يسلط الضوء على فكر القائد الملهم من خلال عرض لقاءات وتصريحات الشيخ زايد في المناسبات المختلفة، و«مع الناس» الذي يحتوي اللقاءات التي جمعت الشيخ زايد بالمواطنين. وقسم «رجل الدولة» الذي يجمع الزيارات الرسمية واستقباله لقادة الدول الأخرى. وقسم «في العالم» الذي يوثق الزيارات الدولية.
وتبرز القناة الجوانب الثقافية والإنسانية للشيخ زايد من خلال قسم «من التراث» الذي يحتوي على مقاطع الفيديو التي تظهر الشيخ زايد وهو يمارس هواياته المفضلة ومنها «الصيد بالصقور»، وأيضاً من خلال مشاركاته في الفعاليات التراثية والثقافية وما قيل فيه من قصائد وأغنيات.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

جهود خليجية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة «الأخبار المزيّفة»

الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
TT

جهود خليجية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة «الأخبار المزيّفة»

الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)
الدكتور بريسلاف ناكوف (لينكد إن)

بين التحديات الكبرى التي يواجهها الباحثون في تطوير الذكاء الاصطناعي ضمان الموضوعية مع التدفّق المعلوماتي المتسارع والمتزايد عبر شبكة الإنترنت، واستخدام وسائل عديدة لضخ مختلف المعطيات والمعلومات، بات من الصعب على المتلقي التمييز بين الحقيقة والدعاية من جهة وبين الإعلام الموضوعي والتأطير المتحيّز من جهة ثانية.

وهكذا، تتأكد أكثر فأكثر أهمية وجود تقنيات التحليل والكشف وتصفية (أو «فلترة») هذا الكم الهائل من المعطيات، توصلاً إلى وقف سيل المعلومات المضللة وإبعاد الإشاعات و«الأخبار المزيّفة»، وجعل شبكة الإنترنت مكاناً آمناً لنقل المعلومات والأخبار الصحيحة وتداولها. والواقع أنه مع التحول الرقمي المتسارع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، غدت «الأخبار المزيّفة» واحدة من أبرز التحديات التي تهدد المجتمعات حول العالم؛ إذ يجري تداول ملايين الأخبار والمعلومات يومياً، ما يجعل من الصعب على الأفراد - بل وحتى المؤسسات الإعلامية - التمييز بين ما هو صحيح وما هو مزيّف أو مضلِّل، وفي هذا السياق برزت تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة مبتكرة وفعّالة للكشف عن «الأخبار المزيفة» وتحليلها.

تُعرَّف «الأخبار المزيّفة» بأنها محتوى إعلامي يُنشأ ويُنشر بهدف التضليل أو التلاعب بالرأي العام، وغالباً ما يصار إلى استخدامه لتحقيق غايات سياسية واقتصادية أو اجتماعية. وتتنوّع تقنيات إنشاء «الأخبار المزيّفة» بين التلاعب البسيط بالمعلومات... واستخدام تقنيات متقدمة مثل التزييف العميق، الأمر الذي يزيد من تعقيد اكتشافها.

جهود مبتكرة

من هذا المنطلق والمبدأ، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يقود الدكتور بريسلاف ناكوف، أستاذ ورئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، جهوداً مبتكرة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً تحليل الطرق المستخدمة في الإعلام للتأثير على الرأي العام. ويبرز ضمن أبرز إسهامات ناكوف تطوير تطبيق «فرابيه - FRAPPE»، وهو أداة تفاعلية مصممة لتحليل الأخبار عالمياً، حيث يقدم التطبيق رؤية شاملة حول أساليب الإقناع والخطاب المستخدمة في المقالات الإخبارية، ما يمكّن المستخدمين من فهم أعمق للسياقات الإعلامية المختلفة. ويشير ناكوف إلى أن «فرابيه» يساعد المستخدمين على تحديد كيفية صياغة الأخبار وتأطيرها في بلدان مختلفة، ما يتيح رؤية واضحة لتباينات السرد الإعلامي.

تحليل أساليب الإقناع

مع أن دراسة أساليب الإقناع لها جذور قديمة تعود إلى الفيلسوف الإغريقي القديم أرسطو، الذي أسس لمفاهيم الأخلاق والعاطفة والمنطق كأساس للإقناع، فإن فريق ناكوف أضاف تطويرات جديدة لهذا المجال.

وعبر تحليل 23 تقنية مختلفة للإقناع، مثل الإحالة إلى السلطة، واللعب على العواطف، وتبسيط الأمور بشكل مفرط، يُسهم «فرابيه» في كشف أساليب الدعاية وتأثيرها على القراء. وتُظهر هذه الأساليب كيف يمكن للإعلام أن يختار كلمات أو صوراً معينة لتوجيه فهم الجمهور. وكمثال، يمكن تأطير قضية تغيّر المناخ كمشكلة اقتصادية أو أمنية أو سياسية، حسب الإطار الذي تختاره الوسيلة الإعلامية.

التشديد على أهمية تقنيات التحليل والكشف و"فلترة" المعلومات لجعل شبكة الانترنت مكاناً آمناً. (رويترز)

تقنية التأطير الإعلامي

أيضاً من الخواص التي يستخدمها تطبيق «فرابيه» تحليل أساليب التأطير الإعلامي، وهنا يوضح ناكوف أن التطبيق يمكّن المستخدمين من مقارنة كيفية تناول وسائل الإعلام للقضايا المختلفة؛ إذ يستطيع التطبيق أن يُظهر كيف تركّز وسيلة إعلامية في بلد معيّن على الجوانب الاقتصادية لتغير المناخ، بينما قد تركز وسيلة إعلامية في بلد آخر على الجوانب السياسية أو الاجتماعية.

وفي هذا السياق، يعتمد التطبيق على بيانات متقدّمة مثل قاعدة بيانات «SemEval-2023 Task 3»، التي تحتوي على مقالات بأكثر من 6 لغات، ما يجعل «فرابيه» قادراً على تحليل محتوى إعلامي عالمي متنوع. ويستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي لتحديد الإطارات السائدة في الأخبار، كالهوية الثقافية أو العدالة أو المساواة ما يساهم في تقديم صورة أوضح للسياق الإعلامي.

الذكاء الاصطناعي أداة أساسية

الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في تطبيق «فرابيه»؛ إذ إنه يتيح للتطبيق تحليل الأنماط اللغوية التي تؤثر على آراء القراء. وهنا يقول ناكوف، خلال حواره مع «الشرق الأوسط» عن قدرات التطبيق: «يُعد الذكاء الاصطناعي في (فرابيه) عنصراً أساسياً في تحليل وتصنيف واكتشاف الأنماط اللغوية المعقّدة التي تؤثر على آراء القراء وعواطفهم». ويضيف أن هذا التطبيق «يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أساليب الإقناع والدعاية، مثل الشتائم ولغة الترهيب، والتنمّر والمبالغة والتكرار. ولقد جرى تدريب النظام على التعرّف على 23 تقنية مختلفة غالباً ما تكون دقيقة ومعقّدة في محتوى الوسائط في العالم الحقيقي».

ويتابع ناكوف شرحه: «... ويستخدم التطبيق أيضاً الذكاء الاصطناعي لإجراء تحليل التأطير، أي لتوصيف وجهات النظر الرئيسة التي تُناقش قضية ما من خلالها مثل الأخلاق والعدالة والمساواة والهوية السياسية والثقافية وما إلى ذلك. ويسمح هذا للتطبيق بتمييز الإطارات الأساسية التي تؤثّر على كيفية سرد القصص وإدراكها، وتسليط الضوء على الإطارات المهيمنة في المقالة ومقارنتها عبر مصادر الوسائط والبلدان واللغات».

التحيزات الإعلامية

من جهة ثانية، بين التحديات الكبرى التي يواجهها الباحثون في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضمان الموضوعية والتقليل من التحيّز. وفي هذا الجانب، يوضح ناكوف أن «فرابيه» يركّز على تحليل اللغة المستخدمة في المقالات وليس على تقييم صحتها أو موقفها السياسي، وكذلك يعتمد التطبيق على تصنيفات موضوعية وضعها صحافيون محترفون لتحديد أساليب الإقناع والدعاية، ما يقلل من مخاطر التحيّز.

وبالفعل، تمكن «فرابيه»، حتى الآن، من تحليل أكثر من مليوني مقالة تتعلق بمواضيع مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ. ويدعم التطبيق راهناً تحليل المحتوى بـ100 لغة، ويخطط الفريق لتوسيع نطاقه ليشمل لغات إضافية وتحسين دقة التحليل، ما سيعزّز قدرة التطبيق على فهم الأنماط الإعلامية عالمياً.

وفي حين يأمل الباحثون أن يصبح هذا التطبيق أداة أساسية للصحافيين والأكاديميين لفهم أساليب الإقناع والدعاية، يشير ناكوف إلى أهمية تطوير مثل هذه التقنيات لمساعدة الناس على التمييز بين الحقائق والدعاية، خاصة في عصر تزايد استخدام المحتوى «المؤتمت» والمعلومات المضللة. وبالتوازي، يسهم «فرابيه» بدور حيوي في تمكين الجمهور من تحليل الأخبار بطريقة أكثر وعياً وموضوعية، ووفق ناكوف: «في عصرنا الحالي، يمكن أن تُستخدم أساليب الإقناع لتضليل الناس؛ ولهذا السبب نحتاج إلى أدوات تساعد في فهم اللغة التي تشكّل أفكارنا». وبالتالي، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يصبح «فرابيه» نموذجاً لتطبيقات مستقبلية تسعى لتعزيز الشفافية في الإعلام وتقليل تأثير التضليل الإعلامي.

مكافحة «الأخبار المزيّفة»

في سياق متصل، تمثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مكافحة «الأخبار المزيّفة»؛ حيث تعتمد على تقنيات متقدمة لتحليل النصوص والصور ومقاطع الفيديو.

ومن بين أبرز التقنيات المستخدمة في هذا المجال يمكن أيضاً تحليل النصوص؛ إذ تعتمد خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية على تحليل لغة المقالات والتحقق من الأسلوب، واكتشاف المؤشرات اللغوية التي قد تشير إلى التضليل.

كذلك تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على التحقّق من المصادر، وبالأخص من موثوقية المصادر الإعلامية من خلال تحليل تاريخ النشر والتكرار والمصداقية، والتعرف على التزييف البصري عن طريق استخدام تقنيات التعلم العميق للكشف عن الصور أو الفيديوهات المزيفة باستخدام خوارزميات يمكنها تحديد التلاعبات البصرية الدقيقة.

التحديات المستقبلية

ولكن، على الرغم من النجاح الكبير للذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لا بد من القول إن التحديات لا تزال قائمة. من هذه التحديات تزايد تعقيد تقنيات التزييف، بما في ذلك عبر تطوّر تقنيات مثل «التزييف العميق» الذي يزيد مهمة كشف «الأخبار المزيّفة» صعوبة. وأيضاً ثمة مشكلة «تحيّز البيانات (أو المعطيات)» حيث يمكن أن تتأثر خوارزميات الذكاء الاصطناعي ببيانات التدريب، ما قد يؤدي إلى نتائج قليلة الدقة أو متحيزة. وبالطبع، لا ننسى أيضاً إشكالية التنظيم القانوني مع طرح استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق تساؤلات حول الخصوصية والموثوقية والمسؤولية القانونية.