بالصور... فنان مصري يصمم لوحاته من «الملابس والمكسرات»

رسم للمطرب محمد منير وبجانبه مصمم اللوحة والمطربة اللبنانية صباح وبجانبها المصمم محمد وحيد (الشرق الأوسط)
رسم للمطرب محمد منير وبجانبه مصمم اللوحة والمطربة اللبنانية صباح وبجانبها المصمم محمد وحيد (الشرق الأوسط)
TT

بالصور... فنان مصري يصمم لوحاته من «الملابس والمكسرات»

رسم للمطرب محمد منير وبجانبه مصمم اللوحة والمطربة اللبنانية صباح وبجانبها المصمم محمد وحيد (الشرق الأوسط)
رسم للمطرب محمد منير وبجانبه مصمم اللوحة والمطربة اللبنانية صباح وبجانبها المصمم محمد وحيد (الشرق الأوسط)

من غرفته الخاصة، كانت ملابس الشاب المصري محمد وحيد مصدراً لأن تلمع في ذهنه فكرة استخدامها من أجل خلق لوحات فنية، حتى امتدت موهبته إلى استخدام مواد أخرى من الطبيعة، مثل المكسرات والذرة والخبز وقشور البرتقال.
تمتلِك وحيد (28 عاماً) موهبةُ الرسم منذ صغره، سرعان ما نمّاها بتعلم فنون «الغرافيك» منذ قرابة عشر سنوات، لتظل موهبة نامية بجانب دراسته للمسرح، يعتَبِر الشاب العشريني أن الموهبة لا تحتاج إلا لأن يتم التعبير عنها حتى ولو بأبسط المواد من حوله.
واتخذ وحيد سبيلاً جديداً في الخمس سنوات الأخيرة، بأن يسخر تلك الموهبة لرسم فنانين ومشاهير، إما راحلين لتخليد ذكراهم، أو أحياء بيننا يعتبر لوحاته رسالة «شكر وامتنان» لهم، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».
ولفتت لوحات وحيد الأنظار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونالت شهرة بين عدد من المتابعين، خصوصاً صُوَر الرسم بالملابس التي لا تبدو أنها ملابس للوهلة الأولى، يضرب وحيد المثل: «لم أصدّق أن صورة لأم كلثوم حصلَتْ على أكثر من 13 ألف لايك (إعجاب) في غضون ساعات، فضلاً عن مشاركات كثيرة».
ومن صورة «سيلفي» من أعلى غرفته، رأى وحيد أن الملابس ليست فقط للارتداء، وإنما من الممكن أن تخرج منها لوحات فنية. وفي غرفة مخصصة أخذ في التجربة مرات ومرات حتى خرجت بشكل أقرب للصور المرسومة.
ورسم وحيد بالملابس أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب واللبنانية صباح، كما قدم بورتريهاً حديثاً للمطرب المصري محمد منير.
لا يخفي وحيد سرّاً يعرفه من حوله من أصدقائه وأفراد عائلته: «جعلتني موهبة الرسم بالملابس أدقق في اختيارات ملابسي قبل الشراء، ربما أختار ألواناً بعينها من أجل لوحة في خيالي أودُّ رسمها».
ورسم وحيد باستخدام الحشائش (في صورة للاعب محمد صلاح) والذرة (في صورة لأم كلثوم) والخيوط (في صورة للأميرة ديانا)، والبرتقال (في صورة للفنانة أديل) والمكسرات (في صورة للشخصية الكارتونية أبلة فاهيتا)، وحتى على الخبز باستخدام الولاعة (في صورة للفنان أحمد حلمي).
من أسبوع إلى نصف الساعة، تتراوح المدة التي يقضيها وحيد في إنتاج الصورة، بحسب التعقيد، وبحسب الأدوات المتاحة.
وشارك وحيد في الموسم الخامس من برنامج «آرب غوت تالنت»، الذي عرض فيه تصميم لوحة للفنانة صباح على الهواء مباشرة.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.