السلطات المصرية تلاحق المزيد من قيادات «الإخوان» وتحذر من التدخل الدولي في شؤونها

حبس المتحدث باسم الرئيس السابق.. وإحباط محاولة اعتداء على كنيسة في القاهرة

أطفال مصريون يحتفلون ببداية العام ليلة أول من أمس داخل كنيسة العذراء في القاهرة التي شهد محيطها حادث إطلاق نار خلال حفل زفاف في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
أطفال مصريون يحتفلون ببداية العام ليلة أول من أمس داخل كنيسة العذراء في القاهرة التي شهد محيطها حادث إطلاق نار خلال حفل زفاف في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

السلطات المصرية تلاحق المزيد من قيادات «الإخوان» وتحذر من التدخل الدولي في شؤونها

أطفال مصريون يحتفلون ببداية العام ليلة أول من أمس داخل كنيسة العذراء في القاهرة التي شهد محيطها حادث إطلاق نار خلال حفل زفاف في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
أطفال مصريون يحتفلون ببداية العام ليلة أول من أمس داخل كنيسة العذراء في القاهرة التي شهد محيطها حادث إطلاق نار خلال حفل زفاف في أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

واصلت السلطات الأمنية المصرية، أمس، ملاحقة قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، تنفيذا لقرار إعلان الحكومة الأسبوع الماضي أنها «جماعة إرهابية»، حيث جرى اعتقال العشرات، بينهم الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم الرئيس السابق محمد مرسي، الذي تقرر حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق. في وقت حذرت فيه وزارة الخارجية المصرية كلا من الولايات المتحدة وتركيا وقطر وحركة حماس الفلسطينية، من التدخل الدولي في شؤونها، وقال المتحدث باسم الوزارة إن «مصر لا تتسامح مع من يمس أمنها القومي أو مصالحها القومية».
وفي إطار التحرك المصري خارجيا لدعم مواجهاتها ضد جماعة الإخوان، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أنه «جرى إبلاغ الدول العربية المنضمة إلى اتفاقية مكافحة الإرهاب بإدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، ومن السابق لأوانه القفز لنتائج من استجاب أو من رفض».
وحول موقف كل من تركيا وقطر من الأحداث في مصر، قال المتحدث في مؤتمر صحافي أمس: «مصر دولة كبيرة، لا تتحرك بانفعالات الدول الصغيرة، وتحترم التزاماتها، ولا تتسامح مع من يمس أمنها القومي أو مصالحها القومية»، مضيفا أن «مصر تحترم مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها. وكما نرفض من أي طرف خارجي أن يتدخل في الشأن الداخلي لنا، فإن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي لدول أخرى، ولكن حينما جرى المساس بالمصالح والرموز المصرية جاء الموقف المصري حازما، لأننا ننقل في إطار علمي».
وسحبت مصر سفيرها من أنقرة في 15 أغسطس (آب) الماضي، قبل أن تخفض مستوى العلاقات إلى القائم بالأعمال، كما عدت سفير تركيا في القاهرة «شخصا غير مرغوب فيه».
وأضاف المتحدث: «إذا كان هناك تسامح وسعة صدر مع قطر، فهذا مبعثه فقط أن هناك علاقة مشتركة معها، ولكن للصبر حدود». وبشأن مطالبة قطر بتسليم عاصم عبد الماجد قيادي الجماعة الإسلامية المطلوب قضائيا، قال: «هذا موضوع قضائي يجري تناوله من جانب مكتب النائب العام مع الإنتربول الدولي، وجرى نقل طلب وزارة العدل للجانب القطري بالوسائل الدبلوماسية أيضا».
وعن علاقة مصر بحركة حماس، قال المتحدث إن «الضبابية تعكس الواقع الراهن وعدم وضوح الرؤية من الجانب الآخر، وإن ما يحكم الأمر هو اعتبارات الأمن القومي والسيادة المصرية، لأن من يتدخل في الشأن المصري أو يحاول المساس بالأمن القومي المصري يجري الرد عليه».
وأكد عبد العاطي أن مصر لا تقبل التدخل الأميركي في شؤونها، مشيرا إلى أنه ليس من حقها التعقيب على أحكام وقرارات القضاء المصري، كما ترفض مصر «تعقيب الخارجية الأميركية على قرار اعتبار (الإخوان) جماعة إرهابية». وأعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء الماضي، رسميا الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية» بعد أن اتهمتها بتنفيذ هجوم انتحاري على مديرية أمن الدقهلية، أدى إلى سقوط 16 قتيلا ونحو 140 مصابا. وقال المستشار أمين المهدي، وزير العدالة الانتقالية، إن إعلان الحكومة «الإخوان» كـ«جماعة إرهابية»، «كان مجرد إعلام للمجتمع بأمر ما نسب إلى الجماعة وتنظيمها الدولي من اتهامات يقع تحت طائلة القانون».
وأوضح المهدي، خلال مؤتمر صحافي أمس، أنه «صدرت من النيابة العامة عدة أوامر إحالة تتعلق بعدة قيادات بجماعة الإخوان، أحدها خاص باقتحام السجون ويتضمن شبهات بتخابر، وأيضا أمر إحالة بشأن أحداث الاتحادية، وتلاه أحداث مكتب الإرشاد، وأخيرا أمر الإحالة الخاص بالتخابر مع جهات أجنبية»، مشيرا إلى أنه «استقر في وجدان النيابة أنه جرى ارتكاب أعمال تحت طائلة قانون العقوبات في باب الإرهاب، وكان على مجلس الوزراء أن يبين للمجتمع ككل، وخاصة المنضمين لها (الجماعة)، أنها تعد جماعة إرهابية». في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إن الأجهزة نجحت أمس في ضبط 62 متهما من عناصر تنظيم الإخوان، المتورطين في الاعتداء على المقار الشرطية والتحريض على العنف بمختلف المحافظات. كما تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية أمس من القبض على أربعة طلاب ينتمون إلى جماعة الإخوان أشعلوا النيران في سيارة شرطة وبحوزتهم قنابل يدوية ومولوتوف.
ومن جهته، أمر المستشار أحمد البقلي، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية، أمس، بحبس ياسر علي، المتحدث السابق باسم رئاسة الجمهورية إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة، لاتهامه بمعاونة محكوم عليه (هشام قنديل رئيس الوزراء السابق) في الهرب والفرار من الملاحقة القضائية، والانضمام إلى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.
وألقت قوات الأمن القبض على علي مساء أمس في شقة بمنطقة المقطم في القاهرة، لتنفيذ أمر النيابة بضبطه وإحضاره. وقامت النيابة خلال التحقيقات بمواجهته بتحريات أجهزة الأمن.
في غضون ذلك، نجحت قوات الأمن في التصدي لما وصفته محاولة اعتداء على كنيسة «ماري جرجس» بمنطقة عين شمس (شرق القاهرة) من قبل أنصار جماعة الإخوان. وقالت مصادر لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن «القوات سيطرت على الوضع أمام الكنيسة عقب اندلاع اشتباكات بينها وبين أنصار جماعة الإخوان، سمع خلالها دوي إطلاق نار لم يعرف مصدره».
كما أكد مسؤولون أنه جرى السيطرة على النيران الناتجة عن تفجير خط الغاز بوسط سيناء، عقب تفجيره مساء أول من أمس عن طريق مجهولين، وذلك بعد إغلاق جميع المحابس لمنع عمليتي دخول أو خروج الغاز من وإلى الخط. وأكد المصدر أنه لا توجد خسائر سوى تفجير الخط.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.