أوباما: لا إطار زمنيا للضربات الجوية في العراق.. ولن نرسل قوات

الرئيس الأميركي أقر بأن «داعش» فاجأ الاستخبارات.. وبأن مواجهته «ليست سهلة» > وصول المزيد من الأسلحة الأميركية الثقيلة إلى البيشمركة

أوباما: لا إطار زمنيا للضربات الجوية في العراق.. ولن نرسل قوات
TT

أوباما: لا إطار زمنيا للضربات الجوية في العراق.. ولن نرسل قوات

أوباما: لا إطار زمنيا للضربات الجوية في العراق.. ولن نرسل قوات

ترك الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، الباب مفتوحا أمام المزيد من الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم «داعش» في شمال العراق، رافضا إلزام إدارته بإطار زمني في هذا الشأن، وإن جدد التأكيد على أن الجنود الأميركيين لن يعودوا إلى القتال في العراق.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده غداة توجيه أولى الضربات الأميركية ضد أهداف لتنظيم «داعش» خصوصا قرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان: «لن أضع جدولا زمنيا لإنهاء هذه العمليات»، مضيفا أن النزاع في العراق لا يمكن أن يحل «في بضعة أسابيع»، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة شاملة تكون قادرة على مواجهة «داعش». وقال: «أنا واثق من أننا سنتمكن من منع الدولة الإسلامية من الذهاب إلى الجبال وذبح الذين لجأوا إليها إلا أن المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجيستي: «كيف نؤمن ممرا آمنا لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال، وإلى أين يمكن أن ننقلهم حتى يكونوا في مأمن؟ هذا من الأمور التي يجب أن نجري تنسيقا بشأنها على المستوى الدولي».
وتابع الرئيس الأميركي: «إن الجدول الزمني الأهم بنظري هو الذي سيتيح تشكيل حكومة عراقية، لأنه من دون هذه الحكومة سيكون من الصعب جدا على العراقيين الوقوف بوجه الدولة الإسلامية».
وأضاف: «لا أعتقد أننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة أسابيع (...) الأمر سيأخذ وقتا»، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة «يثق بها الشعب والجيش العراقيان».
كما أوضح أوباما أن الولايات المتحدة دفعت إلى التدخل لأن تقدم مقاتلي «داعش» كان «أسرع» مما توقعته أجهزة الاستخبارات الأميركية. ولم يلق باللوم على وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، كما تساءل بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنه قال إن «مسؤولين واستخبارات داخل وخارج العراق» لم ينتبهوا لتقدم وتوسع «داعش» الذي وصفه بأنه تنظيم «بربري، وقاس، وفظيع».
وعقد أوباما مؤتمره الصحافي في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى ولاية ماساتشوستس لتمضية إجازته الصيفية، واستبعد فيه مجددا إرسال أي قوات أميركية إلى الأراضي العراقية مشيرا إلى «العبر التي استخلصت خلال الحرب الطويلة والمكلفة» في العراق.
وقال أوباما في بداية بيان قبل الرد على أسئلة الصحافيين، إن الضربات العسكرية، أول من أمس، التي قامت بها مقاتلات «إف إيه 18»، قد «حققت أهدافها». وأيضا، حققت أهدافها عمليات إنزال مساعدات إنسانية، التي قامت بها طائرات أميركية، في إشارة إلى إغاثة عشرات الآلاف من النازحين الإيزيديين العالقين على جبل سنجار. وقال إن القوات الأميركية مستعدة للدفاع عن الأميركيين، عسكريين ومدنيين، وعن المصالح الأميركية في العراق. وشدد قائلا: «لن نحرك سفارتنا في بغداد، ولن نحرك قنصليتنا في أربيل. وسنحميهما حتى لا تتعرضا لأي خطر».
وفي إجابة على سؤال عن احتمال أن تكون الضربات الجوية بداية لتدخل عسكري أميركي كببر، كرر أوباما ما كان قال في خطابه، أول من أمس، إلى الشعب الأميركي، بأنه تعهد بألا تعود القوات الأميركية إلى القتال في العراق. وأضاف: «يجب أن نكون قد تعلمنا الدرس. نحن نعمل لمساعدة دول المنطقة للانضمام إلى المجتمع المتحضر. لكن، لن نقدر على النجاح في ذلك من دون مساعدة حكومات المنطقة».
وفي إجابة على سؤال عن مصير الإيزيديين المحاصرين في الجبال، قال أوباما: «ليس سهلا تحريك عشرات الآلاف من الناس في مثل هذه الظروف»، لكنه قال الولايات المتحدة تعمل مع حكومة العراق، ومع الأكراد، ومع الأمم المتحدة، ومع دول أوروبية، لتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لهم، وللعمل على فتح ممر آمن لنقل المساعدات لهم.
وقال أوباما إن نائبه، جوزيف بايدن، يقوم بدور الوساطة بين السياسيين العراقيين لتأسيس حكومة «ترضى عنها الأطراف المتعارضة». وأشار إلى أن القادة السنة يقدرون على الاشتراك في حكومة بهدف مواجهة «عدو مشترك».
وأشار إلى «عدو مشترك»، أيضا، عندما تحدث عن أن دولا في المنطقة كانت تختلف مع حكومة المالكي بدأت تحركات للتعاون معه لمواجهة «داعش». ولوح إلى أن مشكلة «داعش» ليست سهلة الحل، وذلك لعلاقتها بسنة العراق، وهم «أقلية»، وعلاقتها بسنة سوريا، وهم «أغلبية».
وفي إجابة على سؤال عن خطأ أساسي ارتكبته الولايات المتحدة عندما سحبت قواتها من العراق، قال أوباما: «هذه نقطة تتكرر (خاصة من منتقدين جمهوريين في الكونغرس). انسحبنا، أو لم ننسحب، مشكلة (داعش) لن تحلها قواتنا المسلحة». وقال إن القوات الأميركية خرجت كلها، ولم يبق عدة آلاف، كما كان مقترحا، لأن حكومة العراق رفضت بقاءها. ولأنها رفضت التعهد بعدم اعتقال أو محاكمة الجنود الأميركيين. وقال: «صار واضحا أن العراقيين تعبوا من الاحتلال الأميركي».
في غضون ذلك تسلمت قوات البيشمركة الكردية دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية الثقيلة. وصرح مصدر مطلع في قوات البيشمركة لوكالة (باسنيوز) الكردية بأن «كمية كبيرة من العتاد والأسلحة الأميركية الثقيلة» وصلت أمس إلى قوات البيشمركة في محور سنجار. بدوره، صرح مسؤول أميركي بأن الحكومة العراقية أرسلت إلى أربيل طائرة محملة بالذخيرة لمقاتلي البيشمركة. ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول قوله «ما زلنا ننسق مع الحكومة العراقية للمساعدة في تلبية الاحتياجات بأسرع ما يمكن».
عنصران في البيشمركة الكردية يقتادان مشتبه بانتمائه إلى «داعش» قرب نقطة الخازر بين أربيل والموصل أمس (أ.ب)



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.