فيل ماسينغا... مهاجم صنع التاريخ مع ليدز يونايتد

أول لاعب داكن البشرة من جنوب أفريقيا يشارك في الدوري الإنجليزي

ماسينغا تألق مع ليدز يونايتد في بداية التسعينات
ماسينغا تألق مع ليدز يونايتد في بداية التسعينات
TT

فيل ماسينغا... مهاجم صنع التاريخ مع ليدز يونايتد

ماسينغا تألق مع ليدز يونايتد في بداية التسعينات
ماسينغا تألق مع ليدز يونايتد في بداية التسعينات

رغم مرور عقدين، فإن فيل ماسينغا لم ينسَ النصيحة التي قدمها له هوارد ويلكنسون في يومه الأول داخل ليدز يونايتد، وذلك في صيف 1994. وخلال المحادثة الأخيرة التي جرت بيننا نهاية عام 2015، ذكر ماسينغا أن ويلكنسون «أخبرني ألا أخشى أحداً. وقال هوارد إنني بالكفاءة نفسها لأي لاعب آخر، وكل ما عليّ فعله بذل أقصى مجهود ممكن، لأن باستطاعتي أن أصبح واحداً من أبرز اللاعبين. كما كان المدرب الاسكوتلندي غوردون ستراكان ودوداً للغاية، وحاول بجد بث شعور بالارتياح داخلنا. وكان هو من ساعدني على فتح حساب مصرفي».
يذكر أن ماسينغا ولد وترعرع داخل بلدة كوما، على أطراف مدينة كليركسدروب بجنوب أفريقيا بالإقليم الشمالي الغربي من البلاد. وقد تألق ماسينغا، الذي أعلنت وفاته بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 49 عاماً قبل أسبوعين، في صفوف كل من جومو كوزموس وماميلودي صانداونز داخل موطنه قبل انتقاله إلى ليدز يونايتد بعد رفضه عرضاً من السير بوبي روبسون للانضمام إلى سبورتينغ لشبونة. وفي إطار الصفقة التي بلغت قيمتها 250 ألف جنيه إسترليني، انتقل كذلك المدافع لوكاس راديبي إلى ليدز يونايتد، وإن كان ماسينغا قد انتقل إلى ليدز يونايتد قبل زميله بثلاثة أسابيع واستقر داخله على نحو أسرع بكثير عن راديبي الذي أصبح في وقت لاحق أحد أعظم الأيقونات بتاريخ النادي.
هذا الأسبوع، قال راديبي في تصريحات لـ«بي بي سي»: «لم نكن معتادين على الطقس وعانينا بعض الصعوبة في ذلك... حظي فيل بشعبية كبيرة في أوساط الفريق واللاعبين. وكنت أتطلع نحوه وأعتقد أنه أكثر من ألهمني. لقد كان من الرائع للغاية متابعة أسلوب تكيفه مع الأوضاع».
وجاءت أولى مشاركات ماسينغا مع منتخب جنوب أفريقيا عام 1992، وأصبح أول لاعب داكن البشرة من جنوب أفريقيا يشارك في الدوري الممتاز، وذلك بعد أشهر قلائل من انتخاب نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد. وخلال فترة الاستعداد السابقة لانطلاق الموسم، سجل ماسينغا ثلاثة أهداف (هاتريك) مرتين، وتمكن من تسجيل هدف في غضون 3 دقائق فقط من انطلاق مواجهة أمام تشيلسي، لكنها انتهت بهزيمة ليدز يونايتد بنتيجة 3 - 2، وذلك في 27 أغسطس (آب) 1994.
وجاءت مباراة راديبي الأولى في صفوف ليدز يونايتد بعد بضعة أسابيع، أمام شيفيلد وينزداي. وقد استعان به ويلكنسون في مركز غريب بالنسبة له بالجناح الأيسر. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها اثنان من اللاعبين من جنوب أفريقيا في الفريق نفسه لليدز يونايتد، ذلك أنه سبق أن وقع اختيار المدرب دون ريفي على كل من غيري فرنسيس وألبرت يوهانسون للمشاركة في مباراة أمام ستوك سيتي في أبريل (نيسان) 1961. كما أصبح يوهانسون أول لاعب داكن البشرة يشارك في مباراة نهائي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القد بعد 4 سنوات.
وقد اكتشف جثمان يوهانسون أسفل ركام شقة منهارة في ليدز بعد أسبوع من وفاته في سبتمبر (أيلول) 1995، وحضر راديبي الجنازة، لكن ماسينغا لم يتمكن من الحضور لأنه كان ضمن تشكيل الفريق الذي حدده ويلكنسون للمباراة التالية. وعن ذلك، قال: «كنت حزيناً بسبب ملابسات وفاته. وكنت أتمنى لو أنني التقيته قبل وفاته لأنني لم أحظ قط بفرصة مصافحته».
وجاء ضم المهاجم الغاني توني يبوا بعد أيام قلائل من تسجيل ماسينغا 3 أهداف لا تنسى في الوقت الإضافي في مرمى والسال في إطار بطولة كأس الاتحاد، لتبدأ نهاية مسيرة ماسينغا مع ليدز يونايتد. وفي الوقت الذي نجح فيه راديبي في ترسيخ وجوده داخل الفريق قائداً له تحت قيادة المدرب جورج غراهام، بيع صديقه إلى نادي سانت غالين السويسري عام 1996 بعدما شارك في 31 مباراة مع النادي المنتمي إلى يوركشاير. وانتقل ماسينغا إلى إيطاليا وحظي بفترات مشاركة ناجحة في صفوف كل من ساليرنيتانا وباري، اللذين سجل لحسابهما أكثر عن 30 هدفاً خلال 4 مواسم قضاها في الدوري الإيطالي الممتاز، وذلك قبل أن يحرز هدفاً في شباك جمهورية الكونغو دفع بجنوب أفريقيا نحو المشاركة للمرة الأولى في نهائيات بطولة كأس العالم.
ومع هذا، تعرض لصيحات استهجان متكررة من جانب جماهير بلاده في المباراة التالية لمنتخب جنوب أفريقيا بسبب إهداره عدداً من الفرص الذهبية، وفي وقت لاحق اعترف بأنه أوشك على اعتزال اللعب الدولي قبل انطلاق بطولة كأس العالم في فرنسا. وقال: «كان موقفاً عصيباً، وكان يقتلني. ووصل الأمر بي إلى التوقف عن شراء الصحف اليومية كي لا أرى ما يكتبونه عني».
وقد تحطمت آمال ماسينغا في التعاون من جديد مع ستراكان داخل «كوفنتري» عندما قوبل طلبه بالحصول على تصريح عمل بالرفض عام 2001، واعتزل كرة القدم بسبب إصابة في الركبة بعد فترة قصيرة احترف خلالها في الإمارات العربية المتحدة، وعاد إلى جنوب أفريقيا ليتولى تدريب ناديه السابق، كوزموس. وفي غضون 5 سنوات، اضطر للعودة إلى منزل والدته في كوما، بعدما اضطر لبيع جميع الميداليات التي حصل عليها، بما في ذلك ميدالية الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1996. وعن ذلك، اعترف ماسينغا قائلا: «خضت بعض الاستثمارات الرديئة للغاية بسبب ضعف معرفتي بالجوانب المالية. بعض الناس محظوظون بامتلاكهم مهارات مالية عبر الدراسة أو العمل، أما أنا فقد اضطررت لنيل معرفتي عبر (جامعة الحياة)».
يذكر أن ماسينغا ترك المدرسة في سن الـ14، لكنه عاد للدراسة لاحقاً ودرس علوم الإدارة في «جامعة نيلسون مانديلا باي». وفي الوقت الذي كان يأمل فيه بالعودة للعمل بالحقل الرياضي، دخل ماسينغا مستشفى «تشيبونغ» في كليركسدروب في نوفمبر (تشرين الثاني)، قبل أن يجري تشخيص حالته باعتبارها إصابة بالسرطان.
وكتب ستيفين بينار عبر «تويتر»: «نبأ حزين للغاية لكرة القدم الجنوب أفريقية. لقد خسرنا أسطورة كروية بالمعنى الحقيقي. لقد مهد الطريق أمام جميع اللاعبين الوافدين من جنوب أفريقيا داخل المملكة المتحدة. وسيبقى ذلك الهدف الذي سجله على أرض استاد (إف إن بي) الذي حملنا إلى بطولة كأس العالم الأولى في تاريخنا، في أذهاننا».


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».