عودة المظاهرات والاشتباكات إلى طرابلس وبنغازي بعد وصول وفد من الأمم المتحدة

حزب «الإخوان» يطالب مجلس النواب بمغادرة مقره المؤقت بطبرق

ناقلة نفط ليبية تحمل تسعة ملايين ليتر من البترول ترسو في ميناء طرابلس (إ.ب.أ)
ناقلة نفط ليبية تحمل تسعة ملايين ليتر من البترول ترسو في ميناء طرابلس (إ.ب.أ)
TT

عودة المظاهرات والاشتباكات إلى طرابلس وبنغازي بعد وصول وفد من الأمم المتحدة

ناقلة نفط ليبية تحمل تسعة ملايين ليتر من البترول ترسو في ميناء طرابلس (إ.ب.أ)
ناقلة نفط ليبية تحمل تسعة ملايين ليتر من البترول ترسو في ميناء طرابلس (إ.ب.أ)

في تحرك سريع لطلب مجلس النواب الليبي إشراف منظمة الأمم المتحدة على اتفاق لوقف إطلاق النار بين الميلشيات المتحاربة في العاصمة الليبية طرابلس، بدأ، أمس، وفد يقوده إسماعيل ولد الشيخ أحمد نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، زيارة على رأس وفد من البعثة إلى طرابلس لإجراء مشاورات مع الأطراف الليبية بهدف إنهاء العنف في البلاد.
وقال بيان لبعثة الأمم المتحدة إن ولد الشيخ أحمد الذي يشغل أيضا منصب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، سيقوم بتقييم الاحتياجات الإنسانية وبحث الخيارات التي يمكن اتباعها من أجل التخفيف من معاناة المدنيين الأبرياء من جراء القصف العشوائي والتهجير والنقص الحاد في المواد الغذائية والانقطاع في الخدمات الأساسية.
ونقل البيان عن ولد الشيخ إعرابه عن تقديره لإيطاليا للدعم اللوجستي الذي قدمته لوفد البعثة، مشيرا إلى أن البعثة تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي في الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار دائم.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي مظاهرات داعمة لمجلس النواب وأخرى مناوئة له، حيث تظاهر سكان في ميدان الشهداء بوسط العاصمة للتعبير عن معارضتهم لمجلس النواب، وللمطالبة بحل كتائب القعقاع والصواعق، بينما خرجت مظاهرات أخرى مماثلة مؤيدة لمجلس النواب في ميدان الجزائر.
وتكرر سيناريو المظاهرات في مدينة بنغازي في شرق ليبيا، وسط تحليق مكثف لطائرات عسكرية على ارتفاع منخفض.
وواصل مجلس النواب اجتماعاته، أمس، في مدينة طبرق بأقصى شرق ليبيا، بعدما قرر أعضاؤه استمرار الجلسات حتى في أيام العطلات الرسمية.
وكان مقررا أن يمثل عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية أمام المجلس الذي استدعاه للمثول أمامه لتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، عقب إنهاء الثني زيارة عمل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، شارك خلالها في اجتماعات القمة الأفريقية الأميركية.
وقال الثني في بيان وزعه مكتبه، أمس، إنه ناقش مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأوضاع الراهنة في ليبيا، خاصة الوضع الأمني والاقتتال الدائر في مدينتي طرابلس وبنغازي، وكيفية إنهاء هذا الاقتتال حفاظا على أرواح وممتلكات الشعب الليبي.
وقال البيان إن أوباما حمل الثني نقل تهانيه وتهاني الشعب الأميركي إلى الشعب الليبي بنجاح العملية الانتخابية وانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، وعبر عن دعمه الكامل لبناء مؤسسات الدولة.
ولفت البيان إلى أن أوباما عبر عن أمله في عودة السفارة الأميركية في طرابلس لممارسة وظائفها بصورة اعتيادية في أقرب فرصة ممكنة، تعليقا على مغادرة أعضاء السفارة الأميركية الأراضي الليبية مؤقتا نظرا للصراع الدائر في العاصمة.
من جهة أخرى، أعلن الثني عدم ممانعته في وجود قوات عربية أو أفريقية أو دولية لمساعدة أجهزة الدولة الليبية في بسط سيطرتها، وكشف النقاب في سلسلة لقاءات صحافية وتلفزيونية النقاب عن اتجاهه لتشكيل حكومة إنقاذ وطنية للتعامل مع الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.
إلى ذلك، أبلغ الدكتور أبو بكر بعيرة عضو مجلس النواب، «الشرق الأوسط»، في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مدينة طبرق، أن الوفد الأممي وصل إلى العاصمة طرابلس مساء أول من أمس على متن طائرة عسكرية إيطالية، لكنه لفت إلى أنه ليس معروفا موعد وصول الوفد إلى طبرق.
وأعرب بعيرة الذي خسر المنافسة على رئاسة مجلس النواب المنتخب، عن أمله في أن تنجح وساطة الأمم المتحدة في إبرام هدنة لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الشعور الوطني قد يتحرك لدى الميليشيات المسلحة بالنظر إلى المآسي التي يعاني منها السكان، ويستجيبون لهذا المطلب.
واستبعد بعيرة نقل مقر مجلس النواب إلى العاصمة طرابلس في الوقت الحالي لأن «ظروفها غير آمنة حتى الآن»، على حد تعبيره، مؤكدا أن البرلمان سيستمر في طبرق إلى أن يتحسن الوضع الأمني في مدينة بنغازي بشرق البلاد، التي جرى اختيارها مقرا رئيسا للبرلمان.
وكان أبو بكر قد لمح في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى إجراءات تصعيدية في حال استمرار القتال في طرابلس، وقال: «إذا استفحل القتل وذبح الناس في ليبيا، فلن نرضى. ستكون هناك إجراءات شديدة جدا لفرض الأمن، وما زلنا تحت الفصل الأممي السابع»، مضيفا: «يجب حل جميع الكتائب المسلحة خارج إطار الجيش والشرطة، ونحن بصدد ذلك إن شاء الله حفاظا على أرواح الليبيين».
وعدّ أن ما حدث من هجوم على المطار في طرابلس هو محاولة انقلاب على الانتخاب والبرلمان، لأن التيار الخاسر تمثيله قليل، وفشل في الحصول على أماكن كثيرة.
وكشف النقاب عن أنه سيجري إلغاء قرار تحويل كبار الضباط للتقاعد، بالإضافة إلى تشكيل مجلس عسكري من كبار الضباط يختارون فيما بينهم رئيسا للمجلس ورئيس أركان قويا قادرا على قيادة الجيش.
وانتقد تصريحات الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا، ووصفها بأنها غريبة جدا، مضيفا: «المفتي قد أدخل نفسه في كل شيء، وأعتقد أن هذا المفتي لا يملك قراره، ولم يعد صالحا لمنصبه».
وطلب مجلس النواب الجديد من جميع الأطراف المتنازعة الوقف الفوري لإطلاق النار والأعمال القتالية في مدينتي طرابلس وبنغازي، دون قيد أو شرط.
وهدد المجلس في قراره بأنه سيتخذ جميع الإجراءات التصعيدية في حالة عدم الامتثال لهذا القرار أيا كان الطرف الرافض له، في إشارة واضحة إلى احتمال طلب تدخل دولي، كما قال بعض أعضاء المجلس لـ«الشرق الأوسط».
وصوت 131 عضوا من أعضاء المجلس في تصويت علني على القرار خلال جلسة عقدت في مدينة طبرق بشرق البلاد، حيث تضمن القرار التلويح بمشاركة منظمة الأمم المتحدة في إبرام هدنة مؤقتة لوقف الاشتباكات التي أسفرت عن مصرع نحو 200 شخص خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وطبقا لنص القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن المجلس «دعا إلى الوقف الفوري غير المشروط لإطلاق النار، والإنهاء التام للعنف، ولجميع الهجمات على المدنيين والأحياء المدنية والاعتداءات المرتكبة في حقهم، وعلى جميع الأطراف المتحاربة دون استثناء الالتزام بذلك، ودعوة هيئة الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ هذا الوقف».
كما نص القرار في مادته الثانية على أن «عدم التزام أي من الأطراف المتحاربة بالوقف الفوري للأعمال القتالية فيما بينها سوف يضطر المجلس إلى اتخاذ جميع التدابير والإجراءات التصعيدية، لضمان حماية المدنيين ومؤسسات الدولة».
من جهتها، أعلنت غرفة عمليات لواء القعقاع والصواعق عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن قوات الجيش الليبي، ومن معهم من القبائل الليبية، تلتزم بقرار مجلس النواب الذي يقضي بوقف إطلاق النار، واتهمت الميليشيات المعتدية التي تضم مقاتلين متشددين مدعومين من مصراته في غرب البلاد، بانتهاك القرار عبر مواصلة قصفهم للمطار ولمعسكر النقلية.
وعادت، أمس، أصوات الاشتباكات المتقطعة إلى العاصمة طرابلس بعد الهدوء الذي سادها إلى حد بعيد على مدى اليومين الماضيين، اللذين كانا أهدأ الأيام منذ اندلاع الاشتباكات في الـ13 من الشهر الماضي، بين كتائب مصراته المتحالفة مع الإسلاميين ومقاتلين من بلدة الزنتان الغربية التي تسيطر على المطار.
وتتعرض المناطق السكنية حول مطار طرابلس باستمرار لسقوط الصواريخ بشكل عشوائي منذ بدء الاشتباكات بالعاصمة، مما تسبب في نزوح بعض أهالي المنطقة.
ودشنت أمس الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية حملة مساعدات إنسانية عاجلة إلى الأسر النازحة من قصر بن غشير وطريق المطار وجنزور والسراج، بالعاصمة طرابلس.
في المقابل، دعا حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أعضاء مجلس النواب إلى ما سماه بـ«تصحيح مسارهم وتسلم السلطة وفقا للإعلان الدستوري وعقد أولى جلساته بمدينة بنغازي».
وأوضح الحزب في بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه يوجه هذه الدعوة «تجنبا لمزيد من الاستقطاب الذي يهدد المسار السياسي برمته، وانطلاقا من إيماننا بوحدة الصف ولم الشمل، وتحذيرا من مآلات المقدمات الخاطئة ومن مغبة عزل مجلس النواب شعبيا وسياسيا».
وحذت معظم الحكومة الغربية حذو الولايات المتحدة والأمم المتحدة في إجلاء دبلوماسييها وإغلاق سفاراتها بعد اشتباكات دخلت أسبوعها الرابع على التوالي، بين الميليشيات التي تتقاتل للسيطرة على مطار طرابلس.
وبعد ثلاثة أعوام من سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، ما زالت حكومة ليبيا الهشة عاجزة عن بسط سلطتها على المقاتلين السابقين، الذين يرفضون نزع أسلحتهم ويتحالفون في المقابل مع فصائل سياسة متنافسة تتصارع على الهيمنة على البلاد منذ انتهاء الحرب.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».