علاج السكري في فئران التجارب بخلايا بشرية

عبر توظيفها لإنتاج الأنسولين بشكل فعّال

إنفوغراف يوضح التقنية التي استخدمها الباحثون
إنفوغراف يوضح التقنية التي استخدمها الباحثون
TT

علاج السكري في فئران التجارب بخلايا بشرية

إنفوغراف يوضح التقنية التي استخدمها الباحثون
إنفوغراف يوضح التقنية التي استخدمها الباحثون

تمكن فريق بحثي أميركي من تلافي سلبيات أبحاث سابقة حاولت تقديم علاج للسكري بتحويل خلايا جذعية تم إنتاجها من خلايا الجلد إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، الذي يؤدي الخلل في وظائفها إلى مرض السكري.
وتوصلت أبحاث سابقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، ولكنها لم تنجح كما كان يأمل الباحثون، حيث كان أداؤها غير متوازن، فإما أن تصنع كمية كبيرة من الأنسولين أو لا تحتوي على أي شيء على الإطلاق، ولكن الخلايا الجديدة التي تم تصنيعها من خلايا جلد بشرية وتجربتها على فئران التجارب، كانت أكثر حساسية وتفرز الأنسولين الذي يتوافق بشكل أفضل مع مستويات الغلوكوز.
ووصف الفريق البحثي الذي قاده د. جيفري آر ميلمان، أستاذ مساعد الهندسة الطبية الحيوية بجامعة واشنطن، طريقة تصنيع الخلايا الجديدة في بحث نشره في أحدث أعداد دورية تقارير الخلايا «Cell Reports» ، الصادر في 17 من الشهر الحالي، حيث تم علاج الخلايا أثناء نموها بعوامل مختلفة في أوقات مختلفة، ساعدت على أداء أفضل لعامل النمو (TGF - β) وتحكم أفضل في حجم الكتلة الخلوية، وهو ما ساعد في الحصول على خلايا ناضجة تعمل بشكل أكثر فعالية.
ود. ميلمان، هو أحد العلماء الذين شاركوا في الجهود السابقة التي لم تحقق النتائج المرجوة، ولكن التغيرات التي أدخلها الفريق البحثي الذي يقوده حققت نتائج أفضل في التجارب التي أجريت على فئران التجارب.
ويقول ليوناردو فيلازكو كروز، الباحث في مختبر د.ميلمان، وأحد أعضاء الفريق البحثي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بعد اكتمال عملية نمو خلايا بيتا المصنعة من الخلايا الجذعية، قام الباحثون بزراعتها في فئران مصابة بداء السكري بعد أن كبت أنظمة المناعة لديها حتى لا ترفض الخلايا البشرية، وأنتجت تلك الخلايا المزروعة الأنسولين بمستويات تتحكم بفاعلية في نسبة السكر في دم الفئران».
وعن إمكانية الانتقال بهذه التقنية إلى التجارب السريرية على البشر، يشير كروز إلى كثير من العقبات اللوجستية التي يجب إزالتها قبل الانتقال لهذه المرحلة.
ويقول: «أكبر عقبة هي حماية الخلايا من الجهاز المناعي للمريض عند زرعها، وهذا يقتضي البحث عن وسيلة لتغليف الخلايا، بحيث يكون هذا التغليف حاجزا أمام الخلايا المناعية، وفي الوقت نفسه يسمح باستشعار الغلوكوز وإفراز الأنسولين، أو يمكن الاتجاه لخيار آخر، وهو هندسة الخلايا وراثيا باستخدام أدوات تحرير الجينات مثل (كريسبر) لجعل الخلايا غير مرئية لنظام المناعة الخاص بالمريض».
ويضيف: «هذا النوع من الأبحاث متعدد التخصصات للغاية ويتطلب علماء أحياء، ومهندسين، وأطباء، للعمل معا على تحقيق علاج وظيفي لمرض السكري، وأنا متفائل بتحقيق ذلك لتصبح الخلايا الجذعية علاجا خلويا فعالا لمرض السكري».


مقالات ذات صلة

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.