مصر تُحذر مواطنيها مجدداً من الوعود الوهمية لمتعهدي السفر للخارج

أهابت بالمسافرين للدول الأفريقية احترام قوانين الإقامة

TT

مصر تُحذر مواطنيها مجدداً من الوعود الوهمية لمتعهدي السفر للخارج

أهابت وزارة الخارجية المصرية أمس، بالمواطنين المسافرين للدول الأفريقية، ضرورة احترام قوانين الإقامة والعمل الخاصة بهذه الدول، واتباع الطرق الرسمية في مزاولة أي أنشطة تجارية، ومن بينها القيام بفتح محال تجارية لبيع بضاعتهم. وقالت الوزارة إن ذلك جاء في ضوء ما لاحظه القطاع القنصلي بوزارة الخارجية - في الآونة الأخيرة - من قيام عدد من المصريين بالحصول على تأشيرات دخول إلى بعض الدول الأفريقية الشقيقة، حيث يقومون بالتجارة في منتجات بالمخالفة للقوانين الداخلية وللغرض الأساسي من تأشيرة الدخول الحاصلين عليها.
كما أهابت وزارة الخارجية بالمواطنين المصريين أمس أيضاً، عدم الانسياق وراء الوعود الوهمية لبعض متعهدي السفر من مصر إلى الخارج، الذين لا يقومون بالوفاء بتعهداتهم أو التزاماتهم، بتوفير أي فرص عمل للمواطنين أو حتى تحمل نفقات إقامتهم أو معيشتهم، ما يضطرهم إلى طلب المساعدة، ولا يتبقى لهم إلا خيار العودة إلى أرض الوطن أو البقاء في الدولة محل السفر وتجاوز مدة الإقامة بحثاً عن أي فرصة عمل أخرى، وهو الأمر الذي يعرضهم للمساءلة ويضعهم تحت طائلة القانون بتلك الدول.
وكانت الوزارة قد أهابت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بالمواطنين المصريين الباحثين عن فرصة عمل بالخارج التحلي بالحيطة، والحذر وعدم الانسياق وراء الوعود الوهمية لبعض متعهدي السفر من مصر إلى الخارج، الذين لا يقومون بالوفاء بتعهداتهم، أو التزاماتهم بتوفير أي فرص عمل للمواطنين. وأكدت وزارة الخارجية المصرية حينها «ضرورة قيام المواطنين باتباع الطرق الرسمية عند التقدم للحصول على فرص عمل في الخارج، التي يجب أن تتم عن طريق وزارة القوى العاملة»، وذلك في ضوء ما رصده القطاع القنصلي بوزارة الخارجية في الآونة الأخيرة من تعرض أعداد كبيرة من المواطنين المصريين المسافرين إلى الخارج لحالات نصب من خلال قيام بعض الأشخاص بالترويج لعقود عمل وهمية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.