اليمن يعرض أدلة على تورط الحوثيين في عمليات إرهابية بالمحافظات المحرَّرة

TT

اليمن يعرض أدلة على تورط الحوثيين في عمليات إرهابية بالمحافظات المحرَّرة

أكد وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، أمس، امتلاك وزارته «أدلة دامغة» على وقوف ميليشيات الحوثي الانقلابية وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات المحرَّرة تحت مسمى تنظيمَي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين، لزعزعة الأمن والاستقرار، وتصوير أن الحكومة الشرعية والأجهزة الأمنية غير قادرة على تأدية مهام عملها في حفظ الأمن والاستقرار. وأشار الميسري خلال مؤتمر صحافي عقده في عدن، أمس، إلى تمكن وزارة الداخلية من إلقاء القبض على خلية إرهابية لتنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية في عدن ممولة من ميليشيات الحوثي تم ضبطها في محافظة لحج خلال الأيام الماضية. وقال إن الخلية «اعترفت بتلقيها تدريبات في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي قيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في عدن والمحافظات المحرَّرة». وأضاف أن الأجهزة الأمنية «ستقوم بإحالة ملف القضية إلى النيابة العامة».
وأشار وزير الداخلية إلى أنه سيتم الكشف خلال الأيام المقبلة عن نتائج التحقيقات وإطلاع الرأي العام على تلك النتائج بشفافية ومن دون أي تحفظ. وقال: «لن نتسرع في كشف ما لدينا من حقائق حتى يتم استكمال التحقيقات والإجراءات اللازمة والرفع إلى النيابة والقضاء للمحاكمة». ولفت الوزير الميسري إلى أن وزارة الداخلية لديها ملف يحوي كل الأدلة الدامغة على تورط الميليشيات الانقلابية في دعم وتمويل الإرهاب المتمثل بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وتمويل تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية وفقاً للأدلة التي تمتلكها وزارة الداخلية، والتي سيتم تقديمها لكل سفراء الدول الشقيقة والصديقة لا سيما الدول التي تعمل على مكافحة الإرهاب، لتحديد موقفها الواضح والصريح من ميليشيات الحوثي وتصنيفها «جماعة إرهابية».
واستعرض الميسري بعض الإنجازات التي حققتها وزارة الداخلية بجميع أجهزتها المختلفة خلال العام المنصرم 2018 في كل المحافظات المحرَّرة، موضحاً أن إجمالي القضايا التي تم تحويلها إلى النيابة العامة بلغت 2630 جريمة، بينما بلغ إجمالي الجرائم المختلفة 699 جريمة، بالإضافة إلى 264 جريمة تمت إحالتها إلى الأجهزة المختلفة، و1201 جريمة موزعة بين الجرائم والمشكلات والحوادث التي انتهت بالصلح، و278 جريمة قيد الإجراءات، و461 جريمة قيد التحري، و537 جريمة من الجرائم المجهولة.
وأكد الميسري حرص وزارة الداخلية على أن تكون العاصمة عدن خلال عام 2019 مدينة آمنة، وسيتم تسخير الجهود كافة لتوحيد الأجهزة الأمنية في وعاء واحد وهو المتمثل في وزارة الداخلية، وتحت إشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي، مجدداً تأكيد الشراكة مع دول تحالف دعم الشرعية في الحرب ضد الانقلابيين وفي إعادة البناء والإعمار.
وشدد الميسري على توجه الحكومة الشرعية ممثلةً في وزارة الداخلية للعمل معاً مع قوات التحالف العربي لتقديم نموذج أمني متميز يشعر به المواطنون في المناطق المحرَّرة، والعمل على إفشال مخططات الميليشيات الانقلابية التي تعمل جاهدة على إضعاف دور الحكومة الشرعية لتقديم نموذج سيئ في المناطق المحرَّرة. وقال: «الحوثيون مجموعة هدم ونحن مجموعة بناء، ونحن نقبل أن نكون في مربع الصعوبة لأننا سنكون في مربع البناء، ولن نقبل أن نكون في مربع الهدم والتدمير، فشتّان ما بين تعامل الدولة وتعامل الميليشيات ومجموعة المرتزقة والقتلة والمجرمين».
من جانبه، أكد مدير عام شرطة محافظة لحج العميد صالح السيد، في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي، أن الأجهزة الأمنية في محافظة لحج لن تتراجع قيد أنملة في تأدية دورها ومهام عملها في مكافحة الإرهاب وملاحقة العناصر الإرهابية إلى أوكارها، والإسهام في حفظ الأمن والاستقرار وضبط العناصر الخارجة عن القانون.
وفي نهاية المؤتمر الصحافي تم عرض فيديو تضمن اعترافات لأعضاء الخلية وصوراً تجمعهم بقيادات حوثية وكذلك فيديوهات عُثر عليها في هواتف أعضاء الخلية في أثناء رصدهم عدداً من القيادات العسكرية والأمنية قبل تنفيذ العمليات، وغيرها من الأدلة التي تثبت تورط ورعاية وتخطيط الحوثيين لهذه الخلية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.