إسرائيل تقصف «مواقع لإيران وحزب الله» قرب العاصمة السورية

دمشق تعلن إسقاط «صواريخ معادية»

TT

إسرائيل تقصف «مواقع لإيران وحزب الله» قرب العاصمة السورية

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن إسرائيل قصفت «تمركزات ومستودعات للإيرانيين وحزب الله» قرب دمشق، في وقت أشارت فيه الحكومة السورية إلى تصدي «دفاعات جوية» للقصف وبعثت برسالة إلى الأمم المتحدة لـ«إدانة العدوان».
ورغم أن إسرائيل لم تعترف بالمسؤولية عن القصف في محيط دمشق، مساء الجمعة، فإن مصادر سياسية كشفت أن القصف استهدف طائرة شحن إيرانية، كانت تنقل السلاح إلى حزب الله اللبناني وطالها القصف بعد وقت قصير من هبوطها في مطار دمشق، مع بدء عملية تفريغ حمولتها. وأشارت المصادر إلى أن القصف أسفر عن تدمير كامل للطائرة وتفجير الأسلحة وألحق أضراراً بعدد من المباني في مطار دمشق.
وأعلنت القوات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل عن حالة تأهب لأي طارئ، لكنها لم تغلق جبل الشيخ، وأتاحت لعشرات ألوف الإسرائيليين الوصول إلى ملاعب التزلج على الجليد، ما يعني أنها لم تتوقع رداً سورياً على القصف.
من جهتها، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، إن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ باتجاه محيط دمشق مساء الجمعة، وإن الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظمها.
وقالت الوكالة نقلاً عن مصدر عسكري قوله: «في تمام الساعة 23:15، قامت طائرات حربية إسرائيلية مقبلة من اتجاه إصبع الجليل بإطلاق عدة صواريخ باتجاه محيط دمشق. وعلى الفور، تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها واقتصرت نتائج العدوان حتى الآن على إصابة أحد المستودعات في مطار دمشق الدولي».
وعرضت وسائل الإعلام الرسمية السورية مقاطع مصورة لما وصفته بإطلاق الدفاعات الجوية نيرانها. وسُمع دوي انفجارات في أحد المقاطع.
وتشن إسرائيل هجمات في سوريا في إطار محاولتها للتصدي لنفوذ إيران التي تدعم رئيس النظام بشار الأسد في الحرب التي اندلعت عام 2011.
وآخر هجوم إسرائيلي أشارت إليه وسائل الإعلام الرسمية السورية وقع في 25 الشهر الماضي عندما أدى هجوم صاروخي إلى إصابة 3 جنود سوريين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير في سبتمبر (أيلول)، إن إسرائيل شنت أكثر من 200 هجوم ضد أهداف إيرانية في سوريا خلال العامين الماضيين.
ونقلت «سانا» عن وزارة الخارجية والمغتربين أنها بعثت برسالتين إلى الأمم المتحدة قالت فيهما إن «العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سوريا».
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: «يأتي هذا الاعتداء الإسرائيلي الغادر في أعقاب اعتداءات أخرى سبقته كان آخرها بتاريخ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي 2018 قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية».
من جهتها، قال «المرصد» لاحقاً: «عاد الهدوء ليخيم على محيط العاصمة دمشق وضواحيها وريفها الجنوبي الغربي، في أعقاب جولة من الاستهداف الإسرائيلي خلال ساعات الليلة الماضية، التي طالت مناطق يجري استهدافها بشكل مستمر، حيث سجل خلال 2018 والعام الحالي (2019)، 8 جولات من الاستهدافات الإسرائيلية للمناطق التي جرى استهدافها الليلة الماضية».
ورصد «المرصد السوري» 8 جولات من الاستهداف الجوي والصاروخي الإسرائيلي، لمحيط مطار دمشق الدولي ولمنطقة الكسوة ومحيطها ضمن القطاع الجنوبي الغربي من محافظة ريف دمشق، كان أولها في 10 مايو (أيار) العام الماضي.
وقال: «الانفجارات التي ضربت العاصمة دمشق ومحيطها مساء الجمعة، ناجمة عن ضربات إسرائيلية استهدفت محيط مطار دمشق الدولي ومناطق أخرى في ريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث استهدفت بصاروخين على الأقل محيط مطار دمشق الدولي، فيما كان الاستهداف الأكبر لمنطقة الكسوة ومناطق أخرى بريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث توجد هناك تمركزات ومستودعات للإيرانيين وحزب الله، إذ جرى تدمير مستودعات وأسلحة تابعة لهما في محيط مطار دمشق الدولي ومحيط منطقة الكسوة وأماكن ثانية بريف دمشق الجنوبي الغربي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.